إعادة-نائبان ليبيان: سلامة فشل في مهتمه كمبعوث أممي وسبب استقالته غير مقنع

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 مارس 2020ء) انتقد نائبان في مجلس النواب الليبي بطبرق، شرقي البلاد، المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، واعتبرا أنه قد فشل في مهمته، وقالا إن الاستقالة التي تقدم بها سلامة، مساء الاثنين، لأسباب صحية، غير مقنعة.

وقال النائب طارق الجروشي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، لوكالة سبوتنيك، إنه "فيما يخص اعتذار السيد غسان سلامة المبعوث الأممي للدعم في ليبيا، كمصلحتنا وقضيتنا الوطنية الليبية، فإن السبب غير مقنع"، مضيفا "أرى أن بالأمس كانت صحته جيدة، ولعل ما دعاه لتقديم استقالته هي تلك الضغوط التي تحدث عنها فيما سبق، وهذه الضغوط من الدول الراعية للإخوان المسلمين، وعلى رأسها تركيا وقطر وبريطانيا وما قدمته من تمويل لكي يحصل الإخوان على سلطة أكبر في ليبيا"​​​.

وأضاف الجروشي "هذه الضغوطات جعلته يقدم استقالته، تلك الدول حشرته في زاوية ضيقة لكي يسلبوا منه أكبر قدر ممكن من السلطة للإخوان من خلال الحوارات التي ستعقد في جنيف والتي قبلها وما يليها أيضاً".

وتابع الجروشي، "أنا أذكر جيداً أن غسان سلامة حين جاء في زيارته الأخيرة لبنغازي قال لنا بصريح العبارة أنتم لا تشاهدون الأمر بشكل صحيح، هناك خلف الكواليس دول ضاغطة ولديها مصالح، وليست هناك معادلات سياسية، هناك مصالح تتقاطع وضغط يمارس علينا، ولأجل هذا الأمر، أعتقد جازماً بأن هذه الدول هي التي جعلت سلامة يقدم استقالته".

وحول تقييم أداء سلامة، قال الجروشي "تقييمي لمواقف غسان سلامة منذ بداية تكليفه أنه كان حياديا، وعادلا، ومتفهما للقضية الليبية، وكانت بوصلته تشير إلى إحقاق الحق فيما سبق، لكن في الآونة الأخيرة انحرفت بوصلته بفعل تلك الضغوط الدولية عن إحقاق الحق وعن إيجاد حل سليم سياسي في القضية الليبية والأزمة الأمنية على وجه التحديد".

وأشار الجروشي إلى أن مجلس النواب سيعقد جلسة يوم الثلاثاء لمناقشة هذا الأمر، وقال "سوف تكون لنا جلسة ظهر الثلاثاء في بنغازي لمجلس النواب الليبي برئاسة السيد النائب الثاني، الدكتور حميد حومة، و سنطالب بأن يكون هناك مندوب دولي نزيه وعادل".

في السياق ذاته، قال عضو مجلس النواب الليبي، علي السعيدي القايدي، لوكالة سبوتنيك، إن "سلامة يدرك تمام الإدراك أنه قد فشل في المهمة التي أوكلت إليه بأن أطال الأزمة الليبية، وقد اعترف بذلك وعليه بالرحيل".

وأضاف القايدي "علي سلامة وعلى الشعب الليبي أن يعلموا حقيقة الأزمة الليبية على أنها أزمة الوطن، وهي أكبر من جماعة الإخوان في ليبيا وأكبر من التدخل الدولي. الأزمة أمنية بامتياز، والجيش الوطني الليبي قادر على إنهائها".

يذكر أن المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة أعلن أمس الاثنين أنه تقدم باستقالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة لأسباب صحية.

وكتب سلامة في تغريدة على حسابه بموقع تويتر "سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد، وعلي اليوم، وقد عقدت قمة برلين، وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد، لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار".

يذكر أن غسان سلامة يعمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في ليبيا منذ يونيو/حزيران عام 2017.

وتعاني ليبيا انقسامًا حادًا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني، وبين الغرب حيث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وهي الحكومة المعترف بها دوليا إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.

ويذكر أن العاصمة الألمانية برلين، استضافت في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، مؤتمرا دوليًا حول ليبيا بمشاركة دولية رفيعة المستوى.

وأصدر المشاركون بيانًا ختاميًا دعوا فيه لتعزيز الهدنة في ليبيا، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبية موحدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وقالت البعثة الأممية للدعم في ليبيا أواخر الشهر الماضي، عقب ختام الجولة الثانية من مباحثات اللجنة العسكرية، المشكلة بموجب قرارات مؤتمر برلين للتوصل لوقف إطلاق نار، إن طرفي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تعقد اجتماعاتها في جنيف، سيعرضان مسودة اتفاق دائم لوقف إطلاق النار على قيادتيهما.

جوجل بلس شارك في واتس ایب