أخبار الساعة .. المقاومة السلمية في فلسطين والحراك السياسي الدولي

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 24 يونيو 2018ء) قالت نشرة " أخبار الساعة " تتواصل مسيرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون منذ أشهر على وقع الذكرى السبعين لاحتلال فلسطين، وإقامة الكيان الصهيوني، وذلك تذكيرا للعالم بمأساتهم التي مر عليها فعليا قرن من الزمان منذ وعد بلفور، وبتمسكهم بحقهم في العودة إلى أرضهم التي طردوا وحرموا منها على مدار كل هذه العقود.

وتحت عنوان " المقاومة السلمية في فلسطين والحراك السياسي الدولي " .. أكدت أن هذه المسيرات التي تتسم بالسلمية التامة، وبرغم تشكيك البعض في جدواها، مهمة على أكثر من صعيد؛ فهي: أولا، تفضح الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل قمع الشعب الفلسطيني؛ وقد كشفت المسيرات المتعاقبة مقدار العنف الذي وجهته قوات الاحتلال إلى الفلسطينيين العزل، حيث ارتكبت بحقهم أبشع الفظائع والمجازر.

وأضافت النشرة " الصادرة اليوم عن " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " .. أنه في السابق كانت إسرائيل تتحجج بأنها تمارس القوة والعنف ضد الفلسطينيين دفاعا عن النفس، وبسبب المقاومة المسلحة التي تقرها كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية، أو لوجود تهديد لحياة جنودها؛ وكان هناك ما يشبه التفهم لهذا الموقف من قبل بعض القوى في الغرب؛ ولكن مسيرات العودة غير حزبية ولا فصائلية، ويقوم بها مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، وهي سلمية بامتياز ولا يستخدم فيها أي مظهر من مظاهر القوة أو العنف، اللهم باستثناء الحجارة أحيانا من قبل بعض الشبان الغاضبين من تبجح قوات الاحتلال، وردا على قنص الجنود الإسرائيليين للمتظاهرين بدم بارد.

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام العالمية وثقت الجرائم المتعمدة التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؛ وهو ما استوجب ردود فعل منددة وغاضبة في العالم؛ ودفعته للتحرك في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ولأول مرة تحظى مسألة توفير الحماية للشعب الفلسطيني بهذا الاهتمام الدولي، حيث طرحت بقوة في مجلس الأمن الدولي ولكن الفيتو الأمريكي تسبب كالعادة في إجهاضها؛ وهو ما دفع الجمعية العامة إلى التحرك لتجاوز اعتراض واشنطن المتكرر على كل ما فيه إدانة لإسرائيل وحماية للفلسطينيين، وقد واجهت إسرائيل ومعها أمريكا عزلة كبيرة وربما غير مسبوقة، خاصة بالنسبة إلى واشنطن عندما ردت الجمعية العامة تعديلا أمريكيا يحمل الضحية المسؤولية عن تدهور الأوضاع؛ وكان هذا بمثابة موقف دولي جامع يحمل إسرائيل المسؤولية عن أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية.

وتابعت ثانيا، تجعل هذه المسيرات بسلميتها القضية الفلسطينية حية في نفوس أصحابها، وفي العالم العربي والإسلامي، كما تعيدها إلى واجهة الاهتمام الدولي، بعد أن تراجعت في الأجندات الدولية بسبب أحداث ما سمي الربيع العربي وهذا يثبت أن هذه القضية تمثل أحد أهم الأسباب لحالة عدم الاستقرار التي تضرب المنطقة منذ سبعين عاما تقريبا؛ وما لم تحل بشكل عادل بحيث يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم بأنفسهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فإن حالة الفوضى والاضطراب ستستمر، وربما تتفاقم، خاصة مع محاولات البعض إضفاء الطابع الديني على الصراع القائم.

وأضافت ثالثا، وحدت المسيرات الموقف الفلسطيني إلى حد ما؛ وربما تساعد على تحقيق المصالحة التي تحاول جمهورية مصر العربية جاهدة وبدعم عربي وإسلامي واضح للمضي بها قدما.. فحالة الانقسام المتواصلة بين الفلسطينيين منذ عام 2007 أثرت في القضية وفتحت المجال أمام "إسرائيل" على مصراعيه للمضي قدما في مخططاتها في الاستيطان وتهويد القدس ورابعا، أظهرت المسيرات أهمية المقاومة السلمية والشعبية، فالتصدي للاحتلال بالصدور العارية يمثل أسمى درجات المقاومة التي لا يمتلك الإنسان الحر سوى احترامها وتقديرها ومن ثم دعمها. فلطالما طالب العالم الفلسطينيين باللجوء إلى المقاومة السلمية؛ وهي مقاومة كانت موجودة ولكنها تسير جنبا إلى جنب مع المقاومة المسلحة، وذلك بحكم طبيعة الصراع، فإسرائيل لم تعط الفلسطينيين مجالا لتبني خيار المقاومة السلمية وحده، حيث تمارس بحقهم شتى أنواع العنف، الذي يستوجب المقاومة بكل أشكالها. ولكن الفلسطينيين بمقاومتهم هذه يثبتون من جديد للعالم أنهم شعب حر ومسالم ولا يريد سوى حقوقه المسلوبة؛ وهو يضحي بالغالي والنفيس من أجل حريته لا أكثر ولا أقل.

وأكدت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي .. أن مسيرات العودة تمثل مظهرا من مظاهر مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بطريقة سلمية؛ وهي في الحقيقة حلقة من حلقات نضال الشعب الفلسطيني، الذي يجب على كل أحرار العالم دعمه بكل الوسائل الممكنة؛ لأنه ببساطة شعب يسعى إلى الحرية والخلاص من براثن الاحتلال وهو يطمح كغيره من شعوب العالم إلى حياة كريمة على أرضه؛ لا على أرض غيره.

جوجل بلس شارك في واتس ایب