وزير الشؤون الإسلامية يلتقى الأئمة والخطباء والدعاة في مدينة دار السلام

دار السلام (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 مايو 2018ء) أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن العلم هو أساس جمع الكلمة بين المهتمين به ، فأهل الإسلام ، لهم سمات ولهم خصائص ، ومن أخص خصائصهم أنهم يهتمون بعلمائهم ، ويحرصون على الأخذ بعلمائهم وأن يكون علماؤهم هم القدوة ، ويعلمون الناس في ذلك ؛ لأن أخص صفات الأنبياء التي منحهم الله إياها بالوحي هي أنهم يعلمون الناس الكتاب ، والحكمة لذلك قال ـــ جل وعلا ـــ في سورة مريم مخبرا عن نطق عيسى ــ عليه السلام ـ وهو في المهد: { وجعلني مباركا أينما كُنتُ وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا } .

واسترسل معاليه يقول : إن الخير الكثير اساسة العلم وجعلني مباركا أينما كنت يعني جعلني معلما للناس الخير أينما كنت ، فتعليم الناس الخير والحرص علية ، وتثبيت الناس على العلم ومقتضاه هذه البركة التي ليست لها نهاية ، قال تعالى : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة } ، فهذه منّة عظيمة أن يكون الإنسان يجتمع فيه إدراك أن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ بُعث لهذه الأمور العظيمة ، ثم إنه بعث بمنهج التزكية ، تزكية النفوس ، وتزكية الأرواح ، منهج التزكية إمامه محمد بن عبدالله ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ .

جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقده اليوم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ مع الدعاة وأئمة المساجد والخطباء في مدينة دار السلام بتنزانيا ، ونظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، بالتعاون مع مؤسسة الحكمة التعليمية ، وذلك فــي فندق حياة ريجنسي ، بحضور مفتي تنزانيا رئيس المجلس الشيخ أبو بكر الزبير ، ورئيس مؤسسة الحكمة الشيخ عبدالقادر محمد الأهدل .

وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن العلم بالكتاب من أهم خصائص ورثة الأنبياء يعلمهم الكتاب والحكمة ، الحكمة اختلف فيها أهل العلم ، إذ عُرفت بعدة تعريفات منها أن الحكمة هي وضع الأمور في مواقعها لتوافق الغايات المحمودة .

وحذر معاليه من خطورة خطا العالم وما يترتب على ذلك من أضرار على المسلمين ، وقال : قد يكون الخطأ من العالم الواحد فيه تأثير على المسلمين عامة ، وقد قرأنا في التاريخ أن بعض أهل العلم أفتوا بفتاوى ضرت الناس ، وضرت المسلمين كلهم لأنه لم يعرف أين تكون المصلحة ، ومن هنا تأتي أهمية مسألة التشاور بين أهل العلم والتفاهم ، وأن يستشير بعضهم بعضاً، ويعين بعضهم في إدراك الحكمة والصواب في الفقه .

وواصل معاليه القول : من الأمور التي هي من عظيم عمل أهل العلم في كل زمان ، وكل مكان الصبر على العلم ، والتعليم ، لأنه لا يكون نتيجة من دون صبر ، ولذلك من الأشياء التي تؤثر على الصبر الانتصار للنفس في النقاشات ، فأهل العلم يصبرون على تعليم الجاهل ، قال الله : جل وعلا لنبيه ــ صلى الله عليه وسلم { ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } ، مؤكداً أن من الخصال المذمومة في أهل العلم ، وفي حملة الدعوة ، وفي حملة الإرشاد الكِبر ، أن يتكبر العالم ويرى نفسه أنه أصبح فيه من الصفات ما تفوق بها على غيره بدل أن يتواضع لله ، تكبر على الخلق ، والتكبر على الخلق مذموم لذلك ثبت في صحيح مسلم أنه ــ عليه الصلاة والسلام ــ قال : قال الله ــ جل وعلا ــ : ( العز ردائي والكبرياء إزاري فمن نازعني واحد منهما عذبته ) .

كما حذر معاليه من صفة الطغيان في العالم فهي صفة قبيحة ،قال ــ جل وعلا ــ : { كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى } الإنسان كل إنسان ، مسلم أو غير مسلم يطغى متى ، إذا رآه استغنى ، والسين والتاء هنا في كلمة استغنى اللغة العربية للمبالغة في الصفة ، يعني أن رآه صار غنياً صار مستغنياً .

وانتهى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إلى التأكيد على عدد من الصفات التي يجب على العالم أن يتحلى بها ، ومنها الإخلاص ، لين الجانب ، والخلق الحسن ، والتواضع والرحمة ، والحلم والأناة ،وأن يكون متصلاً بالناس خير اتصال ،وأن يحرص على تأليف القلوب وجمع كلمة المسلمين ،وأهل العلم .

حضر اللقاء عدد من المسؤولين وقيادات العمل الإسلامي ، ورؤساء المؤسسات الخيرية والدعوية في تنزانيا ، وعدد من الدول الإفريقية .

جوجل بلس شارك في واتس ایب

المزيد من المقالات