الأمم المتحدة: حدوث أي تسرب للنفط من "صافر" يهدد حياة ملايين اليمنيين

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 يوليو 2020ء) حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من حدوث كارثة تسرب للخام من الناقلة النفطية المتهالكة صافر التي تُتخذ خزاناً عائماً لأكثر من مليون برميل قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غرب اليمن، داعيةً الأطراف اليمنية إلى التعاون معها في الوصول إلى الناقلة والبدء في عملية التقييم والإصلاحات.

وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، مارك لوكوك، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن "تسرب النفط من صافر سيكون تأُثيره كارثياً على اليمنيين، وجسيماً على المجتمعات الساحلية في تعز والحديدة وحجة، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها (أنصار الله)"​​​.

وأضاف: "إذا ما حدث انتشار خلال الشهرين القادمين، فإن الخبراء يتوقعون بأن يتأثر مليون و600 ألف يمني بشكل مباشر وكل مجتمعات الصيد على شاطئ اليمن الغربي، وستتأُثر حياتهم وتنهار، علاوة على خسائر اقتصادية جسيمة".

وأشار إلى "أن أغلب النفط في حال التسرب من (صافر) سيبقى بالقرب من شواطئ اليمن، ولن ينتشر بشكل كبير، ونتيجة لذلك قد يجبر ميناء الحديدة على الإغلاق لعدة أسابيع وحتى أشهر، في وقت أن اليمن يستورد كل شيء وأغلب صادراته تأتي عبر ميناء الحديدة وغلقه لفترة طويلة يسبب زعزعة كل السلع الواصلة وهو ما سيؤثر على حياة ملايين اليمنيين".

وأكد أن "خطر التسرب من صافر ليس بيئياً وحسب، وإن كان الأثر البيئي سيكون كبيراً جداً، بل أنه هو تهديد مباشر وجسيم لحياة ملايين اليمنيين، ونحن قلقون حيال ذلك".

وقال لوكوك إن "الحكومة اليمنية تعاونت بشأن الخزان صافر، في حين وضعت أنصار الله شروطا مسبقة آخرها نشر آليات التفتيش التابعة للأمم المتحدة في الحديدة قبل أي تقييم للخزان".

ووفق الأمم المتحدة، فإن "25 مليون شخص سيتأثرون من التسرب النفطي من خزان صافر بالبحر الأحمر، وسيتأثر أكثر من 8 ملايين شخص صحياً بفعل التلوث".

من جهته، شدد وزير الخارجية اليمني، على "ضرورة سرعة التحرك لتفادي لكارثة صافر والتي ستؤدي ضمن جملة أمور إلى تسرب أكثر من مليون برميل من النفط الخام في البحر الأحمر، وإغلاق ميناء الحديدة الحيوي لأشهر، وتعرض الأحياء البحرية والتنوع البيولوجي للخطر، وتعريض ملايين الناس في اليمن للغازات السامة في حالة نشوب حريق".

وقال: "نرى أن أفضل مسار للمضي قدما هو دعم الاقتراح الأخير المستقل حول خزان النفط صافر الذي تلقيناه من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، في الشهر الماضي، والذي وافقنا عليه على أن لا يكون مرتبطًا بأي قضايا أخرى يتم مناقشتها حاليا".

وأوضح أن "الاقتراح يتكون من ثلاث مراحل الأولى التقييم والإصلاحات الضرورية، والثانية الصيانة الأساسية لتسهيل استخراج النفط والثالثة التخلص من الناقلة، واستخدام الإيرادات المحتملة من بيع النفط كمساهمة في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".

وأكد الحضرمي "موافقة الحكومة اليمنية على ذلك"، مشيراً إلى "عدم موافقة الحوثيين".

ودعا وزير الخارجية اليمني إلى "الضغط على الحوثيين ولفت انتباه العالم عبر مجلس الأمن إلى هذه الكارثة المحتملة المستمرة منذ سنوات".

واتهم الحضرمي، الحوثيين بـ "التعنت على الرغم من كل جهود الحكومة، واستخدام صافر كورقة مساومة وضغط في مفاوضات عملية السلام"، معتبراً ذلك "تجاهلا كاملاً منهم للعواقب الوخيمة المحتملة".

وأعرب عن "خشيته من أن القبول بمجرد سماح الحوثيين بوصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة للناقلة خلال هذه المرحلة لن يحل المشكلة وسيمكن الحوثيين - مرة أخرى - من خطف القضية مستقبلا عندما يتم رفع الضغط عنهم".