الرئيس اليمني يؤكد في ذكرى تحقيق الوحدة عدم السماح بجر البلاد نحو مشاريع التقسيم والتجزئة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 22 مايو 2020ء) اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الخميس، المجلس الانتقالي الجنوبي، بمواصلة "التمرد" ورفض تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس في 5 نوفمبر الماضي، لإنهاء التوتر الناتج عن سيطرة الأخير على العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن.

وقال الرئيس هادي في كلمة بمناسبة العيد الوطني الـ 30 لقيام الجمهورية اليمنية 22 مايو، نشرت نصها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي تبثُ من الرياض: "مر حتى اللحظة ما يزيد عن سبعة أشهر ونصف منذ وقع اتفاق الرياض الذي جاء بعد تمرد على الدولة، وجاء بعد أن بذلت جهود وطنية وإقليمية كبيرة هدفنا من خلالها لرأب الصدع ونزع فتيل الحرب، غير أن هناك من لا يريد لهذا الشعب أن يستقر، ولا لهذه السفينة أن ترسو إلى بر الأمان"​​​.

وأضاف: "بدل من تثمين الجهود واحترام إرادة الناس وتقدير جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأصدقاء في المجتمع الدولي، ذهبوا (المجلس الانتقالي) في طريق الغواية وقاموا بمواصلة التمرد بممارسات عملية رافضة للاتفاق ومحاولات متكررة للسطو على الدولة ومؤسساتها وإعاقتها عن القيام بمهامها ومنع تنفيذ اتفاق الرياض وصولا إلى ما سمي بإعلان الإدارة الذاتية والبدء بمهاجمة الجيش الوطني في أكثر من محافظة".

وذكر أن "اليمنيين رفضوا جميعا هذه الخطوات المتهورة، ورفضها الإقليم ورفضها المجتمع الدولي لأنه لن يرضى أحد بهذه الممارسات التي تسعى لتقسيم البلاد واغتصاب السلطة واستعادة دورة العنف والفوضى".

ودعا الرئيس اليمني، المجلس الانتقالي إلى "الجنوح للسلام وحقن الدماء والتنازل عن العناد، والتراجع عن الإجراءات التي أعلنها والتوقف عن السطو على مؤسسات الدولة وانتهاك حقوق أبناء محافظة عدن ولحج والضالع ووقف عمليات النهب لموارد الدولة وحملات الاعتقالات التعسفية واستهداف الجيش".

وأكد أن "اتفاق الرياض ما يزال حتى اللحظة خيارا متاحا وممكناً ومخرجاً حقيقياً"، مشيراً إلى "أن البلاد لم تعد تحتمل والوضع الإنساني لا يحتمل المقامرة والمكابرة والعناد".

وشدد على "عدم السماح لأحد - مهما ظن في نفسه القدرة وتوهم في شعبنا الضعف - من جر البلاد نحو مشاريع التقسيم والتجزئة والفوضى والعنف والإرهاب سواء كانت هذه الدعوات والمحاولات داخلية أو خارجية".

واتهم هادي، جماعة أنصار الله "الحوثيين"، بعدم الالتزام بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، من أجل وقف إطلاق النار وتركيز الجهود على مواجهة فيروس كورونا، بالقول: "بدلا من التعامل بمسئولية مع كل هذه الدعوات ذهبت الميليشيا الحوثية تهاجم في كل الجبهات في نهم والجوف ومارب والبيضاء والضالع وتعز، وأوحت لحلفائها القدامى (في إشارة إلى الانتقالي) لزعزعة الاستقرار في أماكن أخرى".

وأضاف أن الحوثيين "تنكروا للاتفاقات المؤقتة التي رعاها المبعوث ومكتبه بخصوص إيرادات الحديدة التي ضمنتها الامم المتحدة لتغطي المرتبات، ليقوموا بنهبها والتصرف فيها بعد أن كانوا قد عرقلوا اتفاق الحديدة".

وتابع: "كما هي عادة العقول الصغيرة التي لا تأبه بحياة الشعب ومعاناته كيف لا وولائهم وقرارهم مرتهن لأسيادهم في طهران والضاحية الجنوبية، فهموا كل مبادراتنا أنها حالة من الضعف بدلا من كونها حالة من التعبير الصادق عن مسئوليتنا الأخلاقية والدستورية تجاه شعبنا ومعاناته".

ووجه الرئيس اليمني، اتهاماً لجماعة الحوثيين، بأنها "ترفض السلام وتصر على الحرب وتعتبر الحرب مشروعا استثماريا يعود عليها بالعوائد والأرصدة والمنافع الخاصة".

وقال إنه "وافق على تشكيل لجنة مشتركة لمواجهة وباء كورونا على المستوى الوطني كاملا (مناطق الحكومة وجماعة الحوثيين) من أجل مصالح الشعب والحفاظ على الصحة العامة، غير أن كل المبادرات تذهب أدراج الرياح بفعل الأنانية واللامسئولية وعدم الاكتراث".

ودعا هادي، المجتمع الدولي والمنظمات المختصة والدول المانحة إلى "مساعدة الشعب اليمني والعمل على تجاوز المخاطر (تفشي وباء كورونا وما سببته كوارث السيول)، ومساعدة الحكومة في إنقاذ الناس".