غروندبرغ: إنهاء الحرب في اليمن ليست مهمة سهلة ولكنها ممكنة ولا بد من تنازلات

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 فبراير 2022ء) أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الثلاثاء، إمكانية إيقاف الحرب الدائرة في اليمن للعام السابع توالياً، داعياً أطراف الصراع إلى تقديم التنازلات لتحقيق ذلك.

وقال غروندبرغ، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن المستجدات في اليمن: "أمامنا مخرج من هذا الحرب إما باستمرارها أو وضع حد لها، إنهاء الحرب ليس بالمهمة السهلة ولكنها مهمة ممكنة برأيي، ولهذا أنا منكب حاليا على وضع إطار من أجل تحديد خطة للانتقال نحو تسوية سياسية جامعة بما في ذلك إطلاق عملية متعددة المسارات ومن خلال هذه العملية يمكن معالجة مصالح كل الأطراف داخل أجندة يمنية أوسع تتطرق إلى المسائل السياسية والأمنية والاقتصادية"​​​.

وأضاف: "سأبدأ الأسبوع المقبل سلسلة من المشاورات الثنائية الرامية إلى تنقيح هذا الإطار وتعديله، سألتقي عددا من الأطراف اليمنية، بما في ذلك المتناحرة والأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني والخبراء اليمنيين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية".

وأوضح المبعوث الأممي أن "المشاورات ستنظر في أولويات اليمنيين على المدى المتوسط والبعيد، في المسارات الثلاثة (السياسية والاقتصادية والأمنية) وكذلك تطلعات ورؤية الأطراف لسبل إنهاء النزاع".

وقال: "سأسعى في هذه المشاورات إلى ضمان إشراك الجميع بما في ذلك المرأة، وأنا أعول على دعم هذا المجلس لي من أجل تشجيع كل الأطراف على المشاركة البناءة في هذه المشاورات من دون تأخير".

واعتبر غروندبرغ، أن "المشاورات فرصة حقيقة للأطراف اليمنية لكي تغير مسارها وتسعى نحو السلام".

وأكد أن الإطار الذي يعكف عليه "سيمثل تجسيدا لولايتي الرئيسية المتمثلة في وضع أسس عملية سياسية جامعة يمكن أن تنهي الحرب الى الأبد"، معتبراً أنه "كلما استمرت هذه الحرب ازدادت هذه المهمة صعوبة وضرورة في آن معاً".

وأقر غروندبرغ بـ "تأخر العملية السياسية لفترة طويلة وفقد اليمنيون الأمل بإنهاء النزاع من خلال عملية مهيكلة تتطرق إلى عناصر النزاع الاساسية"، مضيفاً: "يمكن أن نعيد إحياء أمل اليمنيين بإنهاء المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأنا آمل أن أعرض هذا الإطار في فصل الربيع".

وشدد على "ضرورة اعتماد مقاربة مهيكلة ومركزة لا تتجنب النظر في التحديات المعقدة والمحورية"، مشيراً إلى "أن الثقة متدينة".

وقال "إذا ما أردنا انهاء الحرب لا بد من تنازلات صعبة لا يبدو أن أي طرف مستعد حاليا للتقدم بها. من واجبنا جميعا إقناع كل أطراف النزاع بأنه ليس هنالك من حل عسكري لهذا النزاع وانه من غير المجدي ان ينتظر أي طرف من أجل أن يضعف الطرف الآخر في ساحة المعركة ويقبل بشروطه".

وأكد أنه "لابد من الحوار والتنازلات من أجل لا تتواصل معاناة اليمنيين الى حين يسأم الأطراف من النزاع والطريق الأمثل تتمثل في عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة يدعمها المجلس".

وبشأن جهوده في خفض التصعيد العسكري في اليمن، أكد المبعوث الأممي أنه "ينظر في كل السبل التوصل إلى تهدئة في أقرب وقت ممكن".

وقال: "اتواصل مع كل الأطراف المتحاربة دوريا بشأن إمكانية التقدم بتنازلات متبادلة وفي الاجتماعات الأخيرة في الرياض ومسقط شجعت أطراف النزاع على الدخول في محادثات من أجل التهدئة وعرضت عددا من الخيارات".

وتابع: "حتى الآن لم تلق دعواتي ودعوات هذا المجلس نحو التهدئة وضبط النفس أي آذان صاغية".

وأردف: "كما رأينا في السنتين الماضيتين لا تزال مواقف الأطراف متباعدة من دون أن يتقدم أي طرف بأي ضمانات أو أن يقبل بسلسلة هذه الإجراءات لكن جهودي ستستمر رغم ذلك".

وأكد "مواصلة العمل على مساري إطلاق عملية متعددة المسارات يمكن أن تؤدي حلول مستدامة لهذا النزاع، وفي الوقت ذاته البحث في أي فرص ممكنة للتوصل إلى تهدئة فورية".

وأدن غروندبرغ، هجمات "أنصار الله"، الشهر الماضي على الإمارات العربية المتحدة، بالقول: "الأمين العام ندد بهذه الهجمات وأنا بدوري أندد بها. الهجمات على الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تدل على أن هذا النزاع يمكن أن يخرج عن السيطرة إلا إذا بذلت جهود جادة من قبل الأطراف اليمنية والمنطقة والمجتمع الدولي لإنهاء هذا النزاع".

وأشار إلى "أن الشهر الماضي شهد ازدياد عدد الجبهات وفتح جبهات جديدة وعدداً غير مسبوق من الضحايا المدنيين"، مضيفاً: "غارة التحالف على مركز احتجاز في صعدة أودت بحياة وأدت إلى إصابة ما يزيد عن 300 محتجز، وكانت من بين أسوأ الحوادث التي أضرت بالمدنيين منذ ثلاث سنوات".

وأعرب المبعوث الأممي عن "القلق ازاء الزيادة في عدد الغارات في اليمن بما في ذلك على مناطق مأهولة بالسكان في صنعاء والحديدة"، مندداً بـ "أي هجوم عشوائي على المدنيين والبنى التحتية المدنية داخل اليمن وخارج اليمن".

وتطرق إلى "أن اليمن يشهد أيضاً حرباً اقتصادية حيث تتصارع الأطراف على الموارد والتدفقات التجارية وعلى السياسة النقدية"، مؤكداً أن "الحرب الاقتصادية تؤثر بشكل واضح على الشعب اليمني ككل".

ودعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كل الأطراف إلى "ازالة العوائق أمام الواردات والتوزيع المحلي للوقود والسلع الأساسية الأخرى".