وزير التخطيط اليمني: الحرب الدائرة في اليمن كبدته خسائر تقدر بـ 126 مليار دولار حتى 2020

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 فبراير 2022ء) أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني، واعد باذيب، اليوم الثلاثاء، أن خسائر الناتج المحلي لليمن جراء الصراع المستمر على أراضيه منذ 7 أعوام، بلغت 126 مليار دولار أميركي.

وقال باذيب، في كلمة خلال جلسة العمل حول التنمية المستدامة المنعقدة ضمن فعاليات النسخة الرابعة لـ "الأسبوع العربي للتنمية" في جامعة الدول العربية، وحسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية: إن "الحرب في اليمن أدت إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 50 بالمئة خلال الفترة من 2014 -2019، وقدرت تكلفة الفرص الضائعة في الناتج المحلي التراكمية بحوالي 93 مليار دولار، وارتفعت إلى 126 مليار دولار في عام 2020 بحسب نتائج دراسة أعدها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة نتيجة للحرب"​​​.

وأضاف: "عرقلت الحرب اليمن في تحقيق تقدم ملموس بأهداف التنمية المستدامة 2030، والتخفيف من الفقر والبطالة وتحسين مستوى المعيشة والحد من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والارتقاء بمؤشرات الوضع التعليمي والصحي والبيئي".

وذكر وزير التخطيط اليمني أن "الحرب أدت إلى تراجع الموارد المحلية وتفاقم الوضع المالي الحكومي"، موضحاً أن "المالية العامة تواجه وضعا صعبا غير مسبوق، حيث ارتفع العجز إلى حوالي 15 بالمئة من الناتج في عام 2016 وانقسمت الإدارة المالية وتراجعت الضرائب بحوالي 30 بالمئة، كما توقف إنتاج وتصدير النفط والغاز وتراجعت عائداته بنسبة تصل إلى 80 بالمئة، وتم تجميد البرنامج الاستثماري، وحاليا تعمل الحكومة على تنمية الموارد السيادية وإعداد موازنة لعام 2022".

وأكد "تعرض سعر الصرف بسبب الحرب لصدمات وتقلبات عنيفة أفضت إلى اختلال التوازن النقدي وفقدت العملة الوطنية جزءاً من قوتها الشرائية، بلغ معدل التدهور حوالي 500 بالمئة مقارنة في عام 2014، ما أدى لارتفاع الأسعار وتأثيرها على المواطنين وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وأزمة في المشتقات النفطية".

وأشار باذيب إلى "تراجع اليمن في مؤشرات دليل التنمية البشرية، وبات تصنيف اليمن ضمن فئة التنمية البشرية المنخفضة ضمن أدنى 12 دولة في العالم - في المرتبة 178 من أصل 189 دولة عام 2019، وتفاقم الأزمة الإنسانية وتزايدت الاحتياجات الإنسانية لدى شريحة واسعة من السكان".

وبيّن أن "24.1 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وأن الأزمة الإنسانية تتخذ أبعادا مختلفة، فمن ناحية هناك حوالي 4 ملايين شخص نازح داخلياً ومليوني نازح خارجيا، وكذا ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، حيث وصلت نسبة الفقر بحسب نتائج مسح ميزانية الأسرة 2014 إلى 48.5 بالمئة من حجم السكان، ثم قفزت نسبة الفقر في عام 2016 إلى حوالي 78 بالمئة من حجم السكان".

وأشار إلى "تجاوز نسبة البطالة 35 بالمئة بحسب التقديرات، بالإضافة إلى التدهور الحاد في منظومة الخدمات الاجتماعية الأساسية، نتيجة تعرضها للتدمير في منشآتها وبنيتها التحتية جراء اتساع دائرة الحرب والصراع".

ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله "الحوثيين" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 بالمئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.