بن مبارك لسبوتنيك: السلام في اليمن يتطلب ضغطا عسكريا وسياسيا على الحوثي لقبول الحل الشامل

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 20 كانون الثاني 2022ء)   جميل الماس. أكد وزير خارجية اليمن، أحمد عوض بن مبارك، في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك"، ضرورة وجود الضغط العسكري والسياسي على جماعة أنصار الله (الحوثين)، حتى يتم التوصل إلى السلام؛ لافتا إلى أنها تواصل التهرب من استحقاقات السلام، منذ مشاورات الكويت، في 2016​​​.

ومجيبا على سؤال للوكالة، حول آفاق عملية السلام بعد التصعيد الأخير في اليمن، واستهداف الجماعة العاصمة الإماراتية أبوظبي؛ قال بن مبارك، إن "قصف مليشيا الحوثي لمطار أبو ظبي ليس عملا طارئا، وإنما سلوكا ممنهجا لمليشيا متمردة غير معنية بالسلام، بالأساس.

التصعيد الحوثي باستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية، سواء في الجمهورية اليمنية، أو المملكة العربية السعودية، أو دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس الأول ولن يكون الأخير، في ظل وجود مليشيا مسلحة كمليشيا الحوثي خارج إطار الدولة، وتحمل أفكارا متطرفة، وترتبط بأجندة إيران التخريبية".

وأضاف، "استهداف مطار أبو ظبي، فضلا عن كونه خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب؛ فهو يأتي في إطار ممارسة مليشيا الحوثي لدورها المرسوم في الأجندة الإيرانية، لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وحول إمكانية العودة إلى السلام، في ظل التصعيد الجاري؛ قال وزير الخارجية اليمني، " مليشيا الحوثي ومنذ مفاوضات الكويت في العام 2016 إلى اتفاق ستوكهولم (اتفاق الهدنة في مدينة الحديدة الساحلية)، عام 2018، مرورا بجنيف الأولى وجنيف الثانية ومدينة بيل السويسرية.

هي (جماعة أنصار الله) تتهرب من استحقاقات السلام الحقيقي العادل والشامل، وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والقرار (الأممي) 2216؛ والتي تعتبرها الحكومة إطارا قانونيا عاما لأي تسوية سياسية في اليمن".

وأتهم بن مبارك جماعة الحوثيين بتعمد تدمير عملية السلام، والخضوع إلى أجندة خارجية لا تحمل أي مصلحة لليمن أو المنطقة.

وفي هذا السياق، قال، "المليشيا أحبطت مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام السابق مارتن غريفثس، والمعروفة بالإعلان المشترك بعناصرها الأربعة؛ والتي أعيد طرحها في المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن.

ومنذ التوقيع على اتفاق ستوكهولم، تبدي مليشيا الحوثي أي رغبة بتحقيق السلام، واستمرت بعدوانها على الشعب اليمني، واستغلت اتفاق ستوكهولم لشن عدوان عسكري على محافظة مأرب في شباط/فبراير 2020. ومازال عدوانها مستمرا، حتى اليوم".

وتابع وزير خارجية اليمن، قائلا، "حاصرت (الجماعة)، وضربت بالمسيرات والصواريخ الباليستية أهدافا مدنية عديدة، منها مطار عدن الدولي وميناء المخا؛ وأحرقت المهاجرين الأفارقة، في آذار/مارس 2020، في مراكز اعتقال غير قانونية في العاصمة صنعاء.

وارتكبت (الجماعة) مذبحة جماعية في 18 أيلول/سبتمبر 2020، بإعدام تسعة من أبناء محافظة الحديدة، واستمرت بحصار مدينة تعز وقصف المدنيين عشوائيا، واحتلت، منذ أربعة أشهر، ثلاث مديريات في محافظة شبوة؛ قبل أن يعاد تحريرها هذا الشهر".

وأردف بن مبارك، "لديها (جماعة أنصار الله) سجلا طويلا من الانتهاكات، تحدثت عنه التقارير الدولية لمؤسسات محايدة، ومنها فريق الخبراء بشأن اليمن في الأمم المتحدة.

بدون ضغط عسكري وسياسي حقيقي على مليشيا الحوثي، لإرغامها على قبول السلام والحل السلمي، والجلوس على طاولة المفاوضات، سيكون تحقيق السلام في اليمن بعيد المنال".

وأكد بن مبارك، أن الحكومة اليمنية ستستمر في بذل الجهود والمساعي الهادفة، لتحقيق السلام في اليمن بشتى السبل؛ لافتا إلى تقديمها الدعم الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبيرغ، وانفتاحها على مناقشة أية أفكار، تهدف إلى تحقيق السلام، وفقا للمرجعيات المعروفة.

وتشهد الأوضاع في اليمن والمنطقة، في الآونة الأخيرة، تصعيدا خطيرا؛ لاسيما بعد إعلان دولة الإمارات عن وفاة ثلاثة أشخاص (باكستاني وهنديان)، وإصابة 6 آخرين، في انفجار في 3 صهاريج وقود في منطقة صناعية قرب أبوظبي.

وأعلنت جماعة أنصار الله مسؤوليتها عن الهجوم على أهداف في العمق الإماراتي؛ معتبرة أنه يأتي رداً، على ما وصفته بـ "التصعيد الإماراتي" في اليمن.

وإثر ذلك، شنت طائرات "التحالف العربي" غارات جوية على صنعاء؛ قال الحوثيون، إنها أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.

وتشهد الساحة اليمنية، منذ أواخر 2014، معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش الحكومي اليمني، مدعوماً بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وتشارك فيه الإمارات، من جهة أخرى.

وتهدف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إلى استعادة السيطرة على مناطق واسعة وقعت في أيدي مقاتلي الجماعة، بينها العاصمة صنعاء، أواخر 2014.

وتنفذ جماعة "أنصار الله"، هجمات بطائرات مُسيرة، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، ومناطق مدنية وحيوية في السعودية والإمارات.

وتسبب النزاع الدموي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض، وتدمير هائل في البنية التحتية للبلاد.