الجيش اليمني يعلن السيطرة على مواقع استراتيجية واقترابه من معسكر تدريبي للحوثيين في مأرب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 كانون الثاني 2022ء) أعلن الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً، اليوم الأحد، تحقيقه تقدماً ميدانياً في معارك ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين"، بمحافظة مأرب الغنية بالنفط.

وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها "26 سبتمبر"، أن "الجيش الوطني وألوية العمالقة (المنضوية ضمن القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي) والمقاومة الشعبية (كيان قبلي موالٍ للجيش)، تمكنوا اليوم وبإسناد مباشر من مقاتلات التحالف، من استعادة مناطق ومواقع جديدة أبرزها جبل الفليحة في الجبهة الجنوبية من محافظة مأرب"​​​.

وقال أركان حرب جبهة الجُوبة، العميد الركن عبده الذيباني، وفقاً لما نقله موقع الدفاع اليمنية، إن "قوات الجيش والمقاومة واصلت تقدمها الميداني جنوب مأرب، وحررت مواقع عسكرية استراتيجية، ومناطق جبلية قريبة من جبال ملعاء الاستراتيجية، أهمها جبل الفليحة وسط انهيارات واسعة، وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الحوثيين".

وأضاف: "معركة اليوم التي خاضها الجيش والمقاومة، تزامنت مع ضربات جوية مركزة من مقاتلات التحالف التي استهدفت تجمعات وتعزيزات وآليات الحوثيين".

وأوضح العميد الذيباني أن "القوات بعد تحريرها لجبل الفليحة تكون قد ضّيقت الخناق على الحوثيين في معسكر أم ريش التدريبي، وطهرت مواقع عسكرية استراتيجية تمهيداً لاستعادته".

في السياق، قالت الدفاع اليمنية، إن "القوات تمكنت من دحر الميلشيا الحوثية من عدة مواقع في مختلف المحاور في مديرية حَريب (جنوب مأرب) عقب معارك عنيفة ضد المليشيا والتي فرت عناصرها الإرهابية في الجبال بعد وقوع العشرات منها قتلى وجرحى".

وأشارت إلى "تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في معارك وقصف مدفعي وجوي، على امتداد مسرح العمليات في الجبهات الغربية والشمالية الغربية من محافظة مأرب".

يأتي ذلك غداة إعلان ألوية العمالقة اليمنية المنضوية ضمن القوات اليمنية المشتركة، سيطرتها على 8 قرى في مديرية حَريب جنوب مأرب، هي بني قيس، وآل موسى، وجرادة، والهجلة، وعكرمة آل بوطهيف، وآل العطير وآل موسى، وحلوة، اثر معارك عنيفة مع "الحوثيين."

وبوقت سابق من اليوم، أعلن التحالف العربي، مقتل 280 مسلحاً من جماعة "الحوثيين"، وتدمير 30 آلية عسكرية تابعة لها اثر تنفيذه 64 عملية استهداف ضد الجماعة في محافظتي مأرب والبيضاء المجاورة للمحافظة الغنية بالنفط.

ويوم الجمعة الماضي، قال الجيش اليمني إن قواته تقدمت 10 كيلو مترات باتجاه عقبة ملعاء في الجبهة الجنوبية من مأرب، بالتزامن مع السيطرة على مواقع وصفها بـ "الاستراتيجية" في الجبهة الشمالية الغربية لمأرب، خلال هجومين منفصلين على مقاتلي جماعة "الحوثيين".

وتزامن ذلك مع تقدم مماثل للقوات الحكومية في مديرية الجُوبة جنوبي مأرب، حيث أفاد المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة في الجيش اليمني، العقيد ربيع القرشي، لوكالة "سبوتنيك" بأن الجيش سيطر على مواقع مهمة جنوب مأرب، واقتربت قواته من بوابة معسكر أم ريش التدريبي.

وكانت ألوية العمالقة، أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، سيطرتها على مناطق واسعة في مديرية حَريب جنوبي مأرب، عقب معارك مع مقاتلي جماعة الحوثيين، وذلك غداة تمكنها من التوغل في المديرية، انطلاقاً من مديرية عَين غرب محافظة شبوة المجاورة، بعد إعلانها السيطرة على كافة مديريات محافظة شبوة، باستعادة مديريات عِسيلان وبَيحان وعَين شمال غربي وغرب شبوة.

ويأتي التقدم الميداني للقوات الموالية للحكومة في مديرية حَريب جنوبي مأرب، بعد نحو ثلاثة أشهر من سيطرة جماعة الحوثيين على مركز المديرية، في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، عقب إحكامها قبضتها على موقع القلعة الاستراتيجي بالإضافة إلى ثكنة الحامية العسكرية للمدينة، حسب ما أفاد حينها مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك".

وأعلنت جماعة الحوثيين، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، سيطرتها على 12 مديرية في محافظة مأرب، بما فيها مديرية حَريب، من أصل 14 في المحافظة الغنية بالنفط والغاز، ووصول طلائع قواتها إلى مدخل مدينة مأرب.

وتشهد محافظة مأرب، منذ مطلع شباط/فبراير الماضي، قتالاً متصاعداً بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين، إثر إطلاق الجماعة عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب.

وتكتسب السيطرة على مدينة مأرب، أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن، إذ تضم المدينة مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صَافِر النفطية.

ويمثل القتال في مأرب جانباً من معارك عنيفة يشهدها اليمن منذ نحو 7 أعوام بين جماعة "الحوثيين"، وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء أواخر 2014.

وتسبب الصراع الدامي في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف؛ فضلاً عن نزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.