المبعوث الأممي لليمن: جهود وقف إطلاق النار في البلاد قوبلت بنفس العوائق

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 كانون الثاني 2022ء) دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الأربعاء، أطراف الأزمة في اليمن إلى التهدئة، مؤكداً أن التصعيد العسكري يعرقل جهود السلام في البلد الذي يمزقه الصراع للعام السابع على التوالي.

وقال غروندبرغ، في إحاطة قدمها لجلسة مجلس الأمن الدولي بشأن المستجدات في اليمن: "بعد سبع سنوات على طريق الحرب، يبدو أن الاعتقاد السائد لدى الأطراف المتحاربة هو أن إلحاق ما يكفي من الضرر بالآخر سيجبره على الخضوع​​​. ولكن لا يمكن التوصل إلى حل مستدام على المدى الطويل في ساحة المعركة. يمكن للأطراف المتحاربة، بل يجب عليها، أن تتحاور مع بعضها حتى لو لم تكن مستعدة لوضع السلاح".

وأضاف: "(أنصار الله) عازمة على مواصلة الهجوم على مأرب، والقتال تجدد في شبوة، ولقد شهدنا زيادة في الضربات الجوية، ليس فقط في الخطوط الأمامية ولكن أيضاً في صنعاء، والأماكن السكنية، وهذا القصف والضربات تزايدت، وكذلك القتال في جنوبي الحديدة والهجمات على المملكة العربية السعودية".

وجدد المبعوث الأممي، مناشدة الأطراف المتحاربة، أن "تحترم التزاماتهم طبقاً للقانون الإنساني الدولي بما يتضمن حماية المدنيين والمنشآت المدنية، داعياً إياها إلى "الحفاظ على الطابع المدني للبنى التحتية العامة".

وبشأن مساعيه في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، قال غروندبرغ إن "جهوده لبحث طرق للاستجابة لأولويات الأطراف ولفتح الباب لوقف إطلاق النار على مستوى اليمن قوبلت بنفس العوائق التي واجهت جهود مماثلة في الماضي بما يشمل الخلاف حول تسلسل الإجراءات".

وتعهد المبعوث الأممي بـ "الاستمرار في بحث الخيارات لتسريع خفض التصعيد إذا، وعندما، تكون الأطراف جاهزة".

وأشار إلى "تركيزه على تطوير إطار عمل شامل وجامع متعدد المسارات يغطي القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، بهدف تيسير تحقيق تقدم تدريجي على تلك المسارات بشكل متوازٍ"، مؤكداً أن "العملية تتوجه كلها نحو التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة".

ورأى غروندبرغ أن "الحرب في اليمن مليئة بالفرص الضائعة التي يحركها جزئيا مقاتلون يتأرجحون بين الشعور بأنهم أضعف أو أقوى من القبول بالتنازلات".

وشدد على "أن هناك حاجة إلى إرادة سياسية حقيقية وقيادة مسؤولة والتزام بمصالح اليمنيين من أجل وضع اليمن على مسار مختلف بشكل مستدام".

وبشأن احتجاز جماعة أنصار الله سفينة شحن إماراتية، حذر غروندبرغ من تداعيات الدخول في موجة تصعيد جديدة، بالقول: "يبدو أننا سندخل في دورة تصعيدية ستؤدي إلى أضرار في صفوف المدنيين، وستنال من آفاق السلام. ضبط (أنصار الله) سفينة ترفع علم الإمارات مصدر قلق".

وتابع: "إن الاتهامات باستخدام موانئ الحديدة لأغراض عسكرية مثيرة للقلق، كما أن التهديد بالهجوم على تلك الموانئ مقلق بنفس القدر لأن تلك الموانئ تمثل شريان حياة بالنسبة للعديد من اليمنيين. وتراقب بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الوضع، كما طلبت إجراء تفتيش".

واعتبر المبعوث الخاص "استمرار فرض إغلاق الطرق، ونقاط التفتيش في جميع أنحاء البلد، واستمرار وجود العوائق التي تعترض الاستيراد والتوزيع المحلي للسلع الضرورية للمدنيين، بما في ذلك الوقود، يضر السكان بطرق لا يمكن تبريرها".

وعبر غروندبرغ عن القلق من "إصدار آخر تصريح لسفينة وقود في 20 نوفمبر الماضي"، مؤكداً "حاجة اليمنيين إلى الوقود".

وأكد أن "إغلاق مطار صنعاء تسبب على مدى ما يقرب من 6 أعوام في منع اليمنيين في الشمال من السفر للخارج، حتى للحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة"، معتبراً أن ذلك "لا يمكن أن يكون مستداما".

وأضاف "تقع على القادة اليمنيين والإقليميين والدوليين مسؤولية التعامل مع تلك القضايا".

وأعرب المبعوث الخاص عن "الأسف بسبب تواصل احتجاز موظّفين من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء ومأرب. ولابد من إطلاق سراحهم. والحصول على المعلومات الرسمية حول التوقيف".