اليمن في 2021 .. تعثر جهود الحل السياسي واتساع دائرة الصراع

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 01 كانون الثاني 2022ء) شهد اليمن خلال العام 2021 أحداثاً سياسية وعسكرية واقتصادية، كان لها انعكاسات على المشهد أبرزها تحقيق جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) تقدمات ميدانية واسعة إذ سيطرت على محافظتي البيضاء والجوف وغالبية محافظة مأرب إثر عمليات عسكرية مع القوات الحكومية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وخلال العام 2021 راوحت جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية مكانها، في مقابل تصعيد عسكري استبق أيامه الأولى، إذ تعرضت طائرة الحكومة المعترف بها دولياً فور وصولها إلى مطار عدن الدولي في 30 كانون الأول/ديسمبر 2020 إلى استهداف بثلاثة صواريخ باليستية أوقع 27 قتيلاً و108 جرحى.

وساهم تصنيف الولايات المتحدة، جماعة "أنصار الله" منظمةً إرهابيةً في 11 كانون الثاني/يناير 2021 بتعقيد المشهد اليمني، وجهود استئناف المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية، علاوة على تأثير ذلك على عمل المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرة الجماعة.

ودفعت تحذيرات الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر وغيرهما، من تداعيات الخطوة الأميركية على الوضع الإنساني في اليمن، نتيجة القيود التي سيضيفها التصنيف على الواردات إلى البلد الذي يعتمد على الاستيراد بنسبة أكثر من 90 % عليها في الحصول على احتياجاته، واشنطن إلى التراجع عن تصنيف "أنصار الله" بالإرهاب في 16 شباط/فبراير 2021، إلا أنها أكدت العمل على فرض عقوبات على المسؤولين عن هجمات الجماعة على السعودية.

وبرز تعثر جهود تحقيق اختراق للأزمة اليمنية، مع إعلان الأمم المتحدة، في 21 شباط/فبراير 2021 فشل مفاوضات رعتها لتبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" في العاصمة الأردنية عمّان، كان من المفترض الاتفاق خلالها على إطلاق 300 أسير من الجانبين بينهم وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني.

وشهدت العلاقة بين الرئاسة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي توتراً مع تعثر تنفيذ الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، برز عقب اعتراض المجلس الانتقالي على تعيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هيئة رئاسة لمجلس الشورى ونائب عام في كانون الثاني/يناير من العام، معتبراً أن المرسومين خروجاً على الاتفاق.

وتصاعد الخلاف بين الرئاسة والمجلس الانتقالي عقب اقتحام محتجين في العاصمة المؤقتة عدن، التي تتولى حمايتها قوات تابعة للمجلس الانتقالي، مقر إقامة الحكومة بقصر معاشيق الرئاسي في 16 آذار/مارس 2021، ما دفع أعضاء الحكومة إلى مغادرة المدينة والعودة إلى مقر الإقامة المؤقت في العاصمة السعودية الرياض.

وانعكس الخلاف بين الرئاسة وشريكها في حكومتها المجلس الانتقالي على الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية، إذ قتل وأصيب 8 عسكريين في 4 آذار/مارس 2021 إثر تفجير استهدف موكب قائد قوات الدعم والإسناد العميد محسن الوالي وأركان حرب القوات ذاتها، العميد نبيل المشوشي، بمدينة الشعب غرب عدن، أعقبه بأيام هجوم لتنظيم القاعدة الإرهابي (المحظور في روسيا) على حاجز تفتيش عسكري في 18 آذار/مارس 2021 بمحافظة أبين، أسفر عن مقتل 12 جندياً ومدنياً، مرورا بمحاولة استهداف محافظ عدن أحمد حامد لملس بتفجير أوقع 5 قتلى بينهم قائد حراسته وسكرتيره، فيما أصيب 7 آخرون، وانتهاء بتف

جير قرب بوابة مطار عدن أسفر عن مقتل وإصابة 30 مدنياً.

وشهد آذار/مارس 2021، إعلان المملكة العربية السعودية، في 22 من الشهر، عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، تتضمن وقفاً لإطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة يمهد للوصول إلى اتفاق سياسي شامل، إلا أن "أنصار الله"، اعتبرت المبادرة غير جادة ولا جديد فيها، مشترطةً فصل الجانب الإنساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية وترفع الحصار.

وفي 29 آذار/مارس 2021، سقط 72 قتيلاً وجريحاً من منتسبي ألوية العمالقة العاملة ضمن القوات المشتركة الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، إثر قصف صاروخي نفذته جماعة "أنصار الله" بإسناد من طائرات مُسيرة على ثكنة في قاعدة العند، في محافظة لحج جنوب اليمن.

وعلى الرغم من تعيين السويدي هانس غروندبرغ، مبعوثاً جديداً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، في 6 آب/ أغسطس2021 ، خلفاً لسلفه مارتن غريفيث، وإجرائه مع المبعوث الأميركي المعين من الرئيس جو بايدن في 4 شباط/ فبراير 2021 لقاءات مع أطراف يمنية وإقليمية ودولية، إلا أن المعارك في اليمن استمرت وبوتيرة أعلى.

وأعلنت جماعة "أنصار الله"، في 28 شباط/فبراير 2021 شن هجمات على مواقع وصفتها بـ "الحساسة" في الرياض، وأخرى عسكرية في أبها وخميس مشيط بصاروخ باليستي و15 طائرةً مسيرةً ضمن عملية اسمتها "توازن الردع الخامسة"، أعقب ذلك بأيام تبني الجماعة، في 7 آذار/مارس 2021 عملية مماثلة أطلقت عليها "توازن الردع السادسة"، بـ 8 صواريخ باليستية و14 طائرة مسيرة، استهدفت شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة ومواقع عسكرية في منطقة الدمام، ومواقع أخرى في منطقتي عسير وجيزان.

وحققت جماعة "أنصار الله" في شهر أيلول/سبتمبر 2021 تقدمات على الخارطة العسكرية، إذ سيطرت على كامل محافظة البيضاء الاستراتيجية الرابطة بين 8 محافظات، وتمكنت إثر حملتها العسكرية المستمرة منذ مطلع شباط/فبراير 2021، في محافظة مأرب الغنية بالنفط شمال شرقي اليمن، من السيطرة على مديريتي ماهلية ورحبة، ثم مديريات العبدية وحريب والجوبة وجبل مراد.

وفي أيلول/سبتمبر 2021 أيضاً، بلغ التصعيد العسكري ذروته، إذ أعلنت "أنصار الله" في الخامس من الشهر ذاته، تنفيذ عملية "توزان الردع السابعة" استهدفت منشآت لعملاق النفط السعودي شركة أرامكو في رأس التنورة بمنطقة الدمام شرق السعودية، وقصف منشآت الشركة في مناطق جدة وجيزان ونجران، بـ 6 صاروخ باليستية و10 طائرات مسيرة.

واتخذ التصعيد العسكري في تشرين الأول/أكتوبر 2021 منحاً آخر، إذ حققت الجماعة اختراقاً في محافظة شبوة الغنية بالنفط جنوب شرقي اليمن، بسيطرتها على مديريات بَيحان وعَين وعِسيلان، شمال وغرب المحافظة.

ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر2021، أعلنت "أنصار الله" أن حملتها العسكرية المستمرة في محافظة مأرب منذ مطلع شباط/فبراير2021 ، تكللت بالسيطرة على 12 مديرية من أصل 14 في المحافظة الغنية بالنفط والغاز، التي تضم مقر وزارة الدفاع اليمنية وقيادة الجيش اليمني ومصفاة صَافِر النفطية، ووصول طلائع قوات الجماعة إلى مدخل مدينة مأرب.

وفي 26 كانون الأول/ديسمبر 2021، أعلنت جماعة "أنصار الله"، استكمال سيطرتها على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، إثر عملية عسكرية أسمتها "فجر الصحراء" استهدفت الجيش اليمني، قالت إنها تمكنت خلالها من تأمين كامل منطقة اليتمة وما جاورها وبمساحة إجمالية تقدر بأكثر من  1200 كم مربع.

اقتصادياً، عانى اليمن من استمرار التدهور الاقتصادي جراء الحرب المستمرة للعام السابع توالياً، لتتجاوز كلفة الخسائر الاقتصادية للبلاد بسبب الصراع 100 مليار دولار أميركي، حسب ما أعلنت الحكومة اليمنية.

وفاقم تراجع الريال اليمني إلى مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، والذي بلغ ذروته في كانون الأول/ديسمبر 2021 إذ سجل الريال اليمني أمام الدولار الأميركي الواحد 1670 ريالاً، وسرعان ما تراجع بعد اتخاذ الحكومة اليمنية إجراءات من بينها إقالة محافظة البنك المركزي اليمني، إلى نحو ألف ريال مقابل الدولار، مقارنة بـ 220 ريالاً قبل اندلاع الصراع في اليمن عام 2014.