وزير الخارجية اليمني لـ"سبوتنيك": أوهام القوة لدى الحوثيين تطيل أمد الحرب في اليمن

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 مايو 2021ء) كامل الطنجي. جميل الماس​​​. صرح وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أن الحكومة الشرعية اليمنية كانت دائما تتفاعل مع مبادرات السلام حقنا لدماء اليمنيين كافة، على عكس الحوثيين الذين ظنوا أنها اللحظة التاريخية لتحقيق مشروعهم العقائدي عبر القوة العسكرية واستغلال معاناة الشعب اليمني مما يطيل أمد الحرب.

وقال بن مبارك، في حديث لوكالة " سبوتنيك": " احد إشكاليات القضية اليمنية هو أوهام القوة التي لدى الحوثيين واعتقادهم أن هناك لحظة تاريخية فاصلة يمكن أن يحققوا فيها شيئا، ومراهنتهم على الجانب العسكري بشكل دائم، واستخدامهم للمعاناة الإنسانية ولأوراق لها علاقة بمعاناة اليمنيين.. وكسب التعاطف الدولي، هذا هو السبب الرئيسي الذي يطيل الحرب".

وأشار  إلى أن الحكومة اليمنية تفاعلت " مع كل فكرة لإحلال السلام وليس هناك دعوى لوقف إطلاق النار إلا وتفاعلنا معها، تفاعلنا مع كل دعوى لوقف إطلاق النار ونحن في عز الانتصار أو ونحن نواجه تحدي عسكري"

وبين بن مبارك أن " موقف الحكومة كان دائما إيجابيا تجاه إيجاد بيئة تساعد الأطراف اليمنية على التفاوض، هذا ما كنا نقوله دائما للأطراف الدولية، اليوم كثير من الأطراف الدولية باتت مقتنعة بهذا الكلام، لأنه سابقا كنا نسمع حديث أخر، هناك تغير كثير في السردية المتعلقة بوصف الصراع في اليمن لصالح [توجه] إيجابي".

وبخصوص المبادرات المتعلقة بإيحاد حل سلمي للازمة في اليمن أوضح وزير الخارجية اليمني، أن الصفقة العادلة التي تحدث عنها المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، هي 4 بنود اشتقت من الإعلان المشترك الذي طرحته الأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2020، تستثني بعض القضايا الإشكالية والعالقة، مؤكدا أن الحكومة اليمنية وافقت عليها كحزمة واحدة متكاملة غير قابلة للتجزئة.

وأوضح انه " عندما أتت الإدارة الأميركية الجديدة وكان هناك حديث وزخم حول عملية السلام في اليمن، أخذوا من الإعلان المشترك أربعة قضايا يعتقد أنها ستمهد لعملية السلام، واستثنوا القضايا الإشكالية أو العالقة، فأخذوا فتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة وفقا لاتفاقية ستوكهولم، وقبلهم وقف شامل لإطلاق النار والعودة للمشاورات".

وأضاف وزير الخارجية اليمني، أن " وقف إطلاق النار هو الخطوة الإنسانية الأولى، فتح مطار صنعاء نحن أساسا قدمنا مبادرات بشانه اكثر من مرة والحوثيون هم دائما من يرفض نقاشه وأخره في ستوكهولم .. ونحن نرى أن هذه العناصر الأربعة من المبادرة حزمة واحدة وغير قابلة للتجزئة."

وأكد بن مبارك أن أي تنازل في الشأن الإنساني تقدم عليه الحكومة اليمنية هو " ليس تنازلا للحوثي ولكن هو تنازل لأجل أبناء شعبنا وحرص منا على أبناء شعبنا، ميناء الحديدة كذبا يتم الحديث حول حصار على اليمن ، ليس هناك حصار بالمطلق على اليمن، وأنا اليوم في اجتماعاتي بمجلس الدوما شاركتهم إحصائيات عن الـ "يونيفم" آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن، والتي تبين أنه ليس هناك إشكال في وصول الغذاء والمواد إلى ميناء الحديدة، لكن هناك إشكالية في التوزيع، الحوثيون يستخدمون الورقة الإنسانية كورقة ضغط سياسي".

وفيما يتعلق بميناء الحديدة قال الوزير اليمني: "اتفقنا في ستوكهولم على أن يسمح للمشتقات النفطية بأن تدخل عبر ميناء الحديدة لكن عائدات هذه العملية تذهب إلى فرع البنك المركزي في الحديدة وتدفع منها رواتب الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ولو التزم الحوثيون بذلك الاتفاق لما كان هناك أساسا مشكلة في قضية المشتقات".

وأوضح بن مبارك أنه " في الفترة الماضية تم توريد أكثر من 65 مليار ريال يمني لفرع البنك المركزي في الحديدة وكان الاتفاق بأن تودع في الحساب بإشراف مكتب مبعوث الأمين العام وتصرف لدفع رواتب الموظفين بعلم وتنسيق مع الحكومة اليمنية ، ولكن نهبها الحوثيون واستنزفوها لمصلحتهم، و لو تسأل المبعوث الأممي أين ذهبت المليارات لا يعلم، ولذلك عندما طرحت مبادرة العناصر الأربعة قلنا فتح ميناء الحديدة وفقا لاتفاقية ستوكهولم لأن ذلك في مصلحة شعبنا ".

وبخصوص الوضع الداخلي اليمني، شدد بن مبارك، على أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، حريص على ترميم البيت اليمني الداخلي، وان الحكومة الشرعية تنتظر تحديد المجلس الانتقالي الشريك في اتفاق الرياض ممثليه للقاء الرياض الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية من أجل مناقشة كافة الاستحقاقات المتعلقة بتنفيذ الشق الأمني والعسكري من الاتفاق.

وقال في هذا الصدد إن " فخامة الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي حريص جدا على ترميم البيت اليمني الداخلي، وحريص على توفير فرصة لكل مكونات الشرعية، ولكل الأطراف التي تقف ضد المشروع الإيراني في اليمن، لذلك يتعامل مع هذا الأمر بحكمة عالية لتفوت الفرصة على أي متربص يسعى لأن يعيدنا إلى المربع صفر".

وأضاف الوزير اليمني " لذلك هناك تواصل كبير جدا وتنسيق مع الأشقاء في قيادة التحالف باتجاه هذا الأمر؛ مباشرة بعد المظاهرات التي دخلت المعاشيق أصدر الأشقاء في المملكة بيانا أدانوا فيه كلية هذا التصرف وطالبوا بالتطبيق الكامل لاتفاق الرياض، ثم دعوا الأطراف كلها أن تأتي للرياض للتفاوض حول هذه المسألة، نحن بدورنا رحبنا بهذا البيان وفي اليوم الثاني سمينا من سيمثلنا في هذا الحوار".

وتابع بن مبارك " نحن الآن بانتظار أن يأتي الأخوة في الانتقالي حتى نستكمل هذا الملف. إلى الآن لم يعقد هذا اللقاء الذي نعتقد انه مهم حتى تناقش كافة الاستحقاقات المتعلقة بتنفيذ الشق الأمني والعسكري".

وأكد أن " هدفنا استقرار العاصمة المؤقتة عدن وان تعود كل الأطراف إلى عدن ولكن لتحقيق هذا الأمر وهذا الهدف لا بد من توفير متطلبات تطبيق الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض.

كما أكد وزير الخارجية اليمني، على أن جميع الأطراف اليمينية تمتلك الحق في إعلان رؤيتها ومشاريعها السياسية لمستقبل اليمن بما فيها المجلس الانتقالي الذي يدعوا إلى انفصال الجنوب، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه لا يمكن حصر تمثيل الجنوب بكيان سياسي واحد.

وقال بن مبارك في تصريحاته لوكالة "سبوتنيك": " المجلس الانتقالي لديه مشروع هذا المشروع مطروح له الحق أن يقول فيه ولكن هناك أيضا مشاريع أخرى في الجنوب ليس هناك مشروع واحد. اليمن دولة كبيرة ودولة قديمة ومعقدة كثيرا ويصعب هضمه على أي معدة، نحن لقمة كبيرة لا يمكن مضغها وليس لدي قلق في هذه المسألة تجابهنا بعض الأمراض لكن الجسم صحيح".

وأشار إلى أن " المجلس الانتقالي أو أي طرف له الحق أن يطرح مشروعه، في النهاية اليمنيين يتناقشوا ويتحاوروا وما سيتوافقون عليه هو ما سيتحقق، المهم أن نبتعد عن الاستئثار والادعاء بالحق والصوت المنفرد وان لا نستخدم السلاح تجاه بعضنا دون ذلك فلتاتي كل المشاريع ولتتحدث، في النهاية الدولة هنا دولة ضامنة".

واختتم بن مبارك بالقول إن " ارتباط اليمنيين بأرضهم وارتباطهم بثوابتهم عال وهناك مقومات صمود كبيرة جدا ستمكن اليمن من التعافي".