القمة العالمية للصناعة والتصنيع : "كورونا" يسرع دمج قطاعي الصناعة و التجارة الإلكترونية

القمة العالمية للصناعة والتصنيع : "كورونا" يسرع دمج قطاعي الصناعة و التجارة الإلكترونية

هانوفر (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 04 أغسطس 2020ء) أكد خبراء مختصون أن الاضطراب الذي أحدثه فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" في سلاسل التوريد العالمية ساهم في تأكيد أهمية توظيف تقنية انترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة نقاش نظمتها القمة العالمية للصناعة و التصنيع ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تعقدها بشكل اسبوعي تمهيدًا لعقد مؤتمرها الافتراضي يومي 4 و5 سبتمبر المقبل.

وقالت هيلينا ليساتشوك المدير الأول العالمي لشؤون إنترنت الأشياء في شركة ديلويت : " سيساهم توظيف تقنية انترنت الأشياء في القطاع الصناعي و دمجها بشكل كامل مع منصات التجارة الإلكترونية في تسهيل وتسريع المعاملات وبالتالي تعزيز سلاسل التوريد.. وعلى الشركات الكبيرة مساعدة صغار الموردين والتأكد من تجاوزهم لهذه الفترة الصعبة ومساعدتهم في التخطيط للمستقبل وذلك لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للجميع".

و أضافت ليساتشوك أن توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيساهم في تلبية الطلب المتنامي على تخصيص المنتجات وتصميمها حسب الطلب.

و أكدت أن منصات التجارة الإلكترونية التي تجمع بين الشركات والعملاء توفر منتجات مصممة خصيصًا لعملائها.. و يمكن لشركات القطاع الصناعي محاكاة تجربة منصات التجارة الإلكترونية وتوفير إمكانية تخصيص المنتجات وتوزيعها على العملاء.

وشددت ليساتشوك على أهمية التعاون بين الشركات الكبيرة و الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم لها سواء من حيث توفير البنية التحتية الضرورية أو الخدمات الرقمية بأسعار معقولة، خاصة في ظل الدور الكبير الذي تلعبه في الابتكار و تقديم منصات تكنولوجية جديدة وأثرها الكبير على سلاسل التوريد.

وتوقعت مزيدًا من التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة لأن من شأن ذلك أن يسهم في خلق نماذج عمل جديدة .. مشيرة إلى الشركات الكبيرة ستلعب دورا أكبر و تحمل مسؤوليات اجتماعية أوسع، خاصة مع التوجه السائد بتأكيد الالتزام تجاه المجتمع و البيئة.

بدوره أشار سانجي كو، النائب السابق لرئيس شركة سامسونج إليكترونيكس المدير الإداري لشركة "تي أم سي"، أن على الشركات العاملة في القطاع الصناعي الاستفادة من تجربة منصات التجارة الإلكترونية ونجاحها في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتحليل التنبؤي في أعمالها.

وقال: "غالبًا ما يشكل الدمج بين سلاسل التوريد و القطاع الصناعي تحديًا كبيرًا فهناك العديد من المصانع الذكية التي لم تتمكن من تحقيق التكامل مع سلاسل التوريد.. ولا شك أن سعيها نحو تحقيق هذا التكامل سيعود عليها بمكاسب كبيرة".

و أوضح " سانجي كو" أن ضمان موثوقية و أمن و جودة البيانات التي يتم جمعها عبر المنصات الإلكترونية يشكل التحدي الأكبر أمام الشركات التي تدمج إنترنت الأشياء الصناعية مع التجارة الإلكترونية.. مشيرًا إلى أن سلاسل التوريد كانت غير متصلة في السابق وأن الشركات والموردين كانوا مترددين في تبادل البيانات فيما بينهم.

و قال سانج كو: "يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الشركات الصناعة اليوم في ضعف تعاونها مع الموردين فيما يتعلق بمشاركة البيانات، ويتوجب عليها إيجاد حلول لهذا التحدي إذا ما أردنا تحقيق نتائج أفضل في مختلف المجالات.. و أعتقد أن الحل يكمن بتوطيد علاقات الشركات الصناعية مع الموردين وإقناعهم بأهمية هذه الخطوة في تحقيق أهدافهم المشتركة".

من جانبه أوضح الدكتور إريك مايزر، رئيس المركز المختص بالأعمال المستقبلية في الرابطة الألمانية لصناعة الهندسة الميكانيكية، أن توظيف تقنيات إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيتيح للشركات الصناعية تقديم خدمات ما بعد البيع متميزة تساهم في تعزيز أعمالها المستقبلية.

و قال: " تقوم شركات صناعة المعدات الثقيلة حاليًا بربط المعدات التي توردها للسوق من خلال تقنية إنترنت الأشياء، وتستخدم البيانات التي تجمعها لفهم احتياجات العملاء وتقديم العديد من الخدمات الرقمية الجديدة.. وقد تعزز منصات التجارة الإلكترونية التي تربط الشركات بالعملاء هذا التوجه في المستقبل القريب.. و يمكن للتحول الرقمي أن يلعب دورًا كبيرًا في تقديم خدمات إضافية للعملاء ما يعزز فرص نجاح الشركات الصناعية".

من جهته أكد "مايزر" ضرورة بناء الشركات الصغيرة والمتوسطة منصات تشاركية بالتعاون مع نظيراتها.. مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالبًا ما تكون شركات صناعية متخصصة وتتمتع بقوة كبيرة في الاقتصاد.

وقال : "تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة، في الكثير من الأحيان، للمال أو القدرات اللازمة لإنشاء منصاتها الخاصة، لذلك يتوجب عليها التعاون مع بعضها البعض لتحقيق التكامل فيما بينها وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للجميع." و اتفق "مايرز" مع "سانج كو" على ضرورة التعاون بين الشركات فيما يتعلق بمشاركة البيانات، وقال: "لاستخدام الذكاء الاصطناعي، عليك الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات، لذلك على الشركات مشاركة هذه البيانات..

وكي تتمكن الشركات من تحقيق الفائدة القصوى، عليها هدم الحواجز التي تقف عائقُا أمام مشاركة البيانات." وعقدت الجلسة الافتراضية التي أدارها الصحفي والمذيع ديكلان كاري، تحت عنوان "رقمنة عمليات الإنتاج والتوصيل: دمج تقنيات انترنت الأشياء الصناعية مع منصات التجارة الإلكترونية" وتعتبر جلسة النقاش السادسة ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تقام بشكل أسبوعي تمهيدًا لانطلاق المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع .