ماكرون يدعو إلى سياسة أوروبية مشتركة من أجل المتوسط واستقرار ليبيا أساسي لأمن أوروبا

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 14 يوليو 2020ء) أكّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، أن استقرار ليبيا أساسي لأمن أوروبا والمنطقة ككل، داعيا إلى نبذ منطق الحل العسكري واللجوء للحوار السياسي.

وقال ماكرون في كلمة ألقاها من مقر وزارة الدفاع وتوجّه فيها إلى الجيش الفرنسي، بمناسبة العيد الوطني الذي سيتم الاحتفال به يوم غد في الرابع عشر من يوليو، قال: " استقرار ليبيا أساسي من أجل أمن أوروبا وأمن الساحل الأفريقي"​​​.

وحول نفس الموضوع تابع:" أدعو إلى استئناف الحوار بشكل فوري في ليبيا وبدء العملية السياسية"

وأضاف:" يجب وقف تدفق السلاح إلى ليبيا ولا حل عسكري لأن الحل الوحيد هو سياسي"

من جهة ثانية ندد ماكرون بالتدخلات "السلبية" لبعض الدول في منطقة المتوسط داعيا لبناء سياسة أوروبية موحدة في منطقة المتوسط من أجل حماية المصالح الأوروبية وذلك "لكي لا يتم تقرير مصير أوروبا من قبل قوى أجنبية" في إشارة منه الى التدخل التركي وتدخل دول أخرى في ليبيا.

وفي هذا الصدد قال:" يجب على أوروبا أن تعيد تعريف دورها في منطقة المتوسط من دون سذاجة. لا يمكن أن يحل السلام الدائم في المتوسط من دون أوروبا ولا يمكن أن نقبل بأن يٌقرر مصيرنا من قبل قوى أجنبية"

وأضاف:" أدعو إلى تشكيل سياسة أوروبية مشتركة من أجل المتوسط".

وشدد ماكرون على ضرورة أن تتمتع أوروبا باستقلالية دفاعية واستراتيجية تسمح لها بالدفاع عن نفسها.

وأردف قائلا: " مبدأ التعددية أصبح ضعيفا وحليفنا الأميركي يتساءل حول أهدافه الاستراتيجية. يجب أن نعزز قدراتنا الدفاعية لكي نحمي فرنسا من المفاجآت السيئة".

هذا واعتبر ماكرون أن الأزمة الصحية التي شهدها العالم بيّنت اعتماد أوروبا على دول أجنبية "ولهذا السبب يجب أن نبني استقلالية أوروبية وأن نكون سادة مصيرنا".

وشكر ماكرون في كلمته الجيش الفرنسي على "تفانيه وتضحياته" في حماية الوطن كما شكره على الجهود التي قام بها خلال أزمة فيروس كورونا.

وأثنى ماكرون في كلمته التي ألقاها أمام عدد من الجنود وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش الفرنسي، فرنسوا لوكوينتر، أثنى على جهود الجيش في الدفاع عن الوطن داخل وخارج الأراضي الفرنسية متطرقا بشكل خاص إلى العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش في منطقة الساحل الإفريقي.

وشدد ماكرون على ضرورة استكمال الجهود في الحرب على الإرهابيين في منطقة الساحل الإفريقي واعدا بأنه سيتخذ قرارات آخر هذا العام متعلقة بتواجد الجنود الفرنسيين في منطقة الساحل.

وأخيرا قال ماكرون إن "عملية النهوض بعد أزمة كورونا ستكون صعبة وطويلة" لكنه عبّر في نفس الوقت عن ثقته بقدرات الشعب والجيش الفرنسي.

وتحتفل فرنسا يوم غد الثلاثاء بعيدها الوطني – عيد الرابع عشر من يوليو أو عيد يوم الباستيل – حيث سيتم تنظيم عرض عسكري ضمن عدد محدود من الحضور، نظرا للظروف الصحية في ساحة كونكورد وسط العاصمة.

هذا وقد جرت العادة أن يتم الاحتفال بعيد الرابع عشر من يوليو في جادة الشانزيليزيه إلا أن الظروف الصحية أجبرت السلطات هذه السنة استثنائيا على تنظيم العرض في ساحة كونكورد حيث سيقتصر عدد الحضور على 2000 شخص. وقررت السلطات هذه السنة دعوة عدد من الأطباء والممرضين وعمال النظافة والعاملين في محال المأكولات لحضور الاحتفال من أجل تكريم "أولئك الذين ساهموا بمكافحة فيروس كورونا وأولئك الذين سمحوا للبلاد بالاستمرار في التقدم".