الشعوب الديمقراطي: قرار أردوغان بتحويل آيا صوفيا لمسجد أصبح أداة للاستقطاب الديني بالعالم

أنطاكيا،10 يوليو – (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) أكد نائب رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المسؤول عن الاقتصاد، غارو بايلان أن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد أصبح أداة للاستقطاب الديني في تركيا والعالم واصفاً القرار بالسياسي.

وقال بايلان في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك: "تم استخدام آيا صوفيا ككنيسة لمدة ألف عام وكمسجد لمدة 500 عام ويتم الحفاظ عليها كمتحف منذ 90 عاماً كتراث إنساني ومعبد مقدس للمسلمين والمسيحيين وهي تعتبر مقدسة بالنسبة لهما".

وأضاف "ولكن الجدل المثار حول تحويل آيا صوفيا إلى متحف أصبح أداة لاستقطاب ديني جديد وأثار غضب وردة فعل ملايين المسيحيين في العالم، كما أن قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قد جرح شعور المسيحيين على الرغم من أنهم أقلية في تركيا"​​​.

وأردف قائلا: "إذ كانت آيا صوفيا مكاناً يمكن للمسلمين والمسيحيين الدخول إليها والعبادة فيها قبل تغيير وضعها، أمّا الآن أصبحت مسجدا فقط، وبالتالي تم القضاء على إمكانية أداء المسيحيين طقوسهم الخاصة فيها".

وأكد "كان يجب الحفاظ على وضع آيا صوفيا كمتحف" لافتاً إلى أن "جزءاً من آيا صوفيا كان يستخدم كمسجد مفتوح للعبادة أمام المسلمين، وكان من الممكن أن يستمر المسلمين والمسيحيين في أداء عباداتهم في الباحة المشتركة، ولكن للأسف أظهرت تركيا مفهوماً أحاديّاً بدلاً من إظهار مفهوم قائم على التعددية وأخذت حساسيات المسلمين فقط بعين الاعتبار".

وأعرب بايلان "عن قلقه من أن يكون قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد أداة (أو وسيلة) للاستقطاب الديني في تركيا والعالم برمته".

ووصف قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بـ "السياسي والأحادي" موضحا لقد "كان أردوغان يتحدث سابقا عن التعددية وكان الرئيس المشترك لعملية الحوار بين الأديان،

وكان يتحدث عن تخفيف حدة التوتر بين الأديان، ولكنه أظهر سياسة أكثر إسلامية وانحيازاً للقومية التركية، وقراره حول آيا صوفيا مظهر من مظاهر تخليه عن التعددية".

ولفت إلى أن أردوغان كان قد رفض سابقاً تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قائلا: "هل استطعنا ملء جامع السلطان أحمد حتى نحول آيا صوفيا إلى مسجد، ولكن قراره الحالي أظهر تخليه عن التعددية وتبنيه نهجاً سياسياً إسلامياً منحازاً للمسلمين والقومية التركية".

وأكد أن "المسيحيين هم أقلية في تركيا، كان هناك آلاف الكنائس في البلاد ولكن تم هدم عدد منها وتحويل عدد آخر إلى مساجد، والقرار الأخير حول آيا صوفيا أدى إلى نزف جراحنا".

وتابع: "هناك أقليات إسلامية في دول أوروبا، والمسيحيون المتطرفون يقومون بخلق جو من التوتر لمنع حصول المسلمين على حقوقهم، وأعتقد أن هذا القرار سيؤدي إلى تصاعد التوتر بين المسيحيين المتطرفين في أوروبا والإسلاميين في تركيا".

وأعرب بايلان، "عن قلقه من أن يعاني المسلمين في أوروبا من مشاكل بخصوص الحصول على حقوقهم، نتيجة الاستقطاب الذي خلقه قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مثلما تتعرض حقوق المسيحيين في تركيا للإجحاف بسبب التيارات الإسلامية المتطرفة ومن غض الطرف عن حساسياتهم كما حدث من خلال قرار آيا صوفيا".

وختم بالقول: "هناك مواطنون مسيحيون روم في تركيا وهم مواطنون أتراك وليسوا يونانيين، وآيا صوفيا كانت مركزاً دينياً للمواطنين الروم لمدة ألف عام، كما أن بطريرك الروم بإسطنبول برثلماوس يحمل الجنسية التركية لكن قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قد اتخذ دون أخذ حساسيته بعين الاعتبار، وكان يجب اتخاذ هذا القرار برضاه، إذ لم يكن يوجد في مدينة إسطنبول جوامع عندما دخلها السلطان محمد الفاتح وبالتالي قيامه بتحويل أكبر كنيسة في إسطنبول (آيا صوفيا) إلى مسجد في تلك الفترة أمر يمكن تفهمه، ولكن حاليا هناك 4 آلاف مسجد بالمدينة وغالبيتها خالية من المصلين، لذلك ق�

�ار تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد هو قرار سياسي ومنحاز واستقطابي يعزل الآخر".