عمان: استقرار أسعار النفط رهن بانحسار كورونا وعودة التفاوض بين "أوبك" والمنتجين المستقلين

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 02 أبريل 2020ء) أكد وزير النفط والغاز العماني، محمد الرمحي، اليوم الخميس، أن أسعار النفط مرهونة بانحسار فيروس "كورونا" المنتشر في دول العالم، لاسيما الدول الصناعية الكبرى، وكذلك بقابلية منظمة مصدري النفط "أوبك" وكبار المنتجين، للعودة إلى الحوار والاتفاق لضبط السوق.

وقال الرمحي، في تصريح لصحيفة "الوطن الاقتصادي" العمانية، اليوم: "عودة أسعار النفط للارتفاع مرهونة بالكثير من العوامل، وبالإضافة لانحسار كورونا، هو أيضا مرتبط بمدى قدرة "أوبك" للعودة إلى طاولة الحوار والاتفاق على ضبط السوق وخفض الإنتاج​​​. لذا فإن أسعار النفط قد تتراوح بين 30 إلى 40 دولارا مع الربع الأخير من العام الجاري".

واعتبر الوزير العماني، أن السوق النفطي "يمر بمرحلة حرجة"؛ مؤكدا أن الخسائر المالية والاقتصادية، خاصة بالنسبة للدول المنتجة والمعتمدة في عوائدها على النفط، "ستكون كبيرة إذا ما استمرت الأسعار بوضعها الحالي".

ورأى أن الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية للدول الرئيسية في منظمة "أوبك" للعودة إلى المفاوضات، "قد تفتح بارقة أمل بأن تشهد الفترة القادمة حلولا عملية لموضوع ضبط تراجع الأسعار، في ضوء الجهود العالمية المبذولة".

وأشار الوزير إلى أنه، بسبب الخسائر التي منيت بها أسعار النفط، ستكون الدول بحاجة لفترة قد تصل لسنتين، حتى تستطيع تعويض الفاقد الكبير في ميزانياتها؛ وذلك بسبب أن المعروض من النفط في الأسواق العالمية اليوم بات كبيرا.

وكذلك، هذا راجع لارتفاع المعروض مع التراجع في الطلب؛ ما يعنى أن عودة الأسعار لمستوياتها السابقة ستأخذ وقتا.

وربط الرمحي تراجع الأسعار لمستويات جديدة باحتمالية أن تقوم شركات النفط العالمية بوقف الإنتاج، كون تكلفة الإنتاج مع الأسعار الحالية ستكون مكلفة لشركات النفط.

وأوضح قائلا، "قد تلجأ بعض هذه الشركات، حكومية كانت أم خاصة، لغلق بعض الآبار، للحد من خسائرها في حالة استمرار الوضع كما هو عليه".

ولفت الوزير العماني إلى أن أسعار النفط العالمية سجلت، خلال الأسبوعين الماضيين تراجعا كبيرا في الأسعار، هي الأدنى منذ عام 2002؛ كما يمر السوق النفطي العالمي بتراجعات كبيرة أثرت بشكل كبير على شركات النفط العالمية وأسواق المال وبرامج الدول وخططها الاقتصادية وبرامجها الإنمائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بدول تعتمد على عائدات النفط بشكل كبير.

وفي السياق، أكد الخبير الاقتصادي السعودي، محمد الصبان، لوكالة "سبوتنيك"، أن علاقات روسيا والسعودية مميزة، والخلاف بينهما بشأن خفض إنتاج النفط، عارض وممكن التغلب عليه.

وقال الصبان،"هناك رغبة حقيقية لدى روسيا والسعودية في تحقيق الاتفاق. الجميع متضرر، فروسيا متضررة، كما السعودية؛ وليس في مصلحة الدولتين أن تستمرا بهذا الخلاف".

وأضاف، "إذا حدث اتفاق ووافقت روسيا على تخفيض الإنتاج في الفترة القادمة، فإن المملكة العربية السعودية ودول أوبك، ستخفض الإنتاج، والزيادات التي طرأت على إنتاج السعودية وبعض الدول في "أوبك"، هي زيادات مؤقتة".

ولفت إلى أنه لو حدث هناك اتفاق بين روسيا والسعودية، بشكل خاص، سيكون هنالك تخفيض في الإنتاج والعودة بالوضع لما كان عليه قبل لزيادات، التي بدأت مع أول نيسان/أبريل.

وتشهد أسعار النفط انخفاضا حادا بسبب انتشار فيروس "كورونا"، الذي عطل عجلة الإنتاج الصناعي في الدول الكبرى، وكذلك بسبب عدم الاتفاق بين اثنين من أكبر مصدري النفط في العالم - روسيا والسعودية - حول كميات الإنتاج.

وطوال 3 سنوات خفضت الدولتان من إنتاجهما، بغية تحقيق التوازن ما بين المعروض والمطلوب في أسواق النفط العالمية، وبصورة تضمن ثبات الأسعار.