فيروس كورونا والإجراءات المتخذة للوقاية منه أثرت على حركة التجارة في السودان - مسؤول

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 31 مارس 2020ء) محمد الفاتح. أكد مدير السلع الاستراتيجية بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، علي عسكوري، أن حركة الصادر والوارد للبضائع، ومن ضمنها تصدير الذهب، ستتأثر خلال الفترة الراهنة ازاء الإجراءات الاحترازية الحكومية، لمجابهة انتشار فيروس الكورونا المستجد (كوفيد​​​. 19) بالسودان.

قال عسكوري، في تصريح، لوكالة سبوتنيك حول موقف السلع المستوردة الضرورية جراء وباء فيروس الكورونا المنتشر عالميا، "بالطبع سيتأثر السودان كباقي دول العالم بجائحة كورونا، وقد اتخذت وزارة الصحة بعد موافقة مجلس الوزراء العديد من الإجراءات الاحترازية وهو أمر يؤثر على الحياة اليومية لجميع المواطنين".

وأضاف "وزارة المالية، تعمل لمجابهة حالة الطواريء الحالية ووجهت اغلب الموارد لوزارة الصحة لتأكيد توفر الأموال الضرورية لتنفيذ خطته".

وتابع عسكوري، "تم إغلاق مطار الخرطوم، ولا أحد يعلم متى سيتم فتحه مرة أخرى، وهذا الإجراء يؤثر بالطبع على حركة البضائع التي كانت تصدر عبر المطار، ومنها الذهب، ولكن وضعنا تدابير لاستمرار عمليات تصدير الذهب بالتنسيق مع السلطات الصحية، ولذلك نتوقع أن تستمر عمليات صادرات الذهب عبر المطار، ربما مع بعض التأثيرات الطفيفة نتيجة لتخفيض العمل فى مؤسسات الدولة المختلفة التى لها علاقة بعملية الصادر".

وفي السياق ذاته، أشار عسكوري إلى أن حظر التجول في البلاد بسبب كورونا أثر أيضا على ميناء بورتسودان الرئيسي، "فحاليا هناك بطء في حركة الشاحنات الذاهبة للميناء أو المغادرة منه".

وأضاف "بصورة عامة تؤثر الاجراءات التى اتخذتها الدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا على كامل حركة الوارد والصادر لكن الحكومة ومنها وزارة المالية تتحرك وفقا للوقت المسموح له من ساعات عمل وتقليص عدد العاملين فى اجهزة  ومؤسسات الدولة لتخفيف أثار هذه الاجراءات على المواطنين مع ادراك تام بأن الظرف حرج وصعب".

وأشارت مصادر خاصة، لوكالة سبوتنيك، إلى أن "عائدات إنتاج الذهب للعام 2019، بلغت مليار ومئتي مليون دولار للخزينة الدولة، لافتا إلى أن إنتاج الذهب وتصديره، يمثل المورد الأول للخزينة السودانية، بعد استقلال جنوب السودان عام 2011 والذي تحوي أراضيه مواقع إنتاج النفط.

وحول الموقف الاقتصادي بصورة اوضح في ظل جائحة فيروس كورونا الذي بدا ينتشر تدريجيا في السودان، أفاد الخبير المصرفي الدكتور لؤي عبد المنعم، في تصريح لوكالة سبوتنيك، قائلا "لا يمكن الجزم بأن السودان محصن تماما من انتشار وباء كورونا الذي ينتشر أسرع  في المناطق الباردة وبرغم أن أحد مراكز الأبحاث الأميركية صنف السودان ضمن حزام الأمان من انتشار كورونا والذي يمتد من جيبوتي حتى جنوب موريتانيا إلا أن السياسات الوقائية السليمة التي تتخذها السلطات الصحية رغم ضعف الإمكانيات من إغلاق المجال الجوي والمعابر وحظر للتجوال ومنح إجازات للطلاب والمعلمين، و

بعض القطاعات الخدمية وانشغال الدول الصديقة والمانحة بالتصدي لخطر انتشار الوباء في بلدانها من شأن ذلك كله أن يؤثر بلا شك على حجم القروض والمساعدات الخارجية وتمويل الإنتاج وأسعار السلع".

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن المستهلكين، يميلون في ظل الازمات لتخزين السلع الغذائية والمنتجين إلى المحافظة على المخزون من المواد الخام عن طريق تخفيض الانتاج ورفع الأسعار بغض النظر عن تدني قيمة العملة المحلية مقابل الدولار ومن شأن ذلك أن يخفض من حجم الودائع في البنوك  والطلب على القروض المرتفعة في تكلفتها".

وأضاف عبد المنعم، أنه "في ظل إغلاق الأجواء عالميا وحالة الركود والكساد التي يواجهها الاقتصاد العالمي منذ فترة ستقل تحويلات المغتربين الذين سيتجهون نحو شراء الذهب خوفا من انخفاض قيمة ودائعهم في الخارج والمقيمة بالدولار خاصة في الدول المرتبطة عملاتها بالدولار بسبب الأزمة الاقتصادية التي استفحلت في ظل الكورونا ولإرتفاع أسعار العقارات في السودان دون جدوى اقتصادية من عائداته الإيجارية.

وتابع قائلا "انخفاض التحويلات من شأنه أن يزيد الطلب على الدولار ورفع سعره محليا بصورة متواصلة كحالة استثنائية غير مرتبطة بما يحدث في العالم وهو أمر سيعقد موقف المساعدات التي وعدت بها الدول الصديقة واشترطت لذلك رفع الدعم عن القمح والوقود والعمل على استقرار سعر الصرف، ولكن إذا ثبت علميا عدم تأثر السودان بانتشار فيروس كورونا لخصائص مناخية منحته حصانة طبيعية ولتنوع وجودة منتجاته الزراعية والحيوانية، فمن شأن ذلك أن يفتح بعض الفرص الاستثمارية لترويج الاستثمار الزراعي لبعض المحاصيل والنباتات ذات الجودة العالية والخصائص الطبية وهي كثيرة في ا�

وأردف عبد المنعم "فضلا عن لحوم المواشي السودانية التي سيزداد الطلب عليها لخلوها من الأمراض الفيروسية، فالعالم يراقب السودان وكل دول الحزام الآمن ومن شأن ذلك أن يدفع بعض الدول إلى نقل بعض استثماراتها إلى السودان للحد من مخاطر الحرب البيولوجية التي أصبحت واقع جديد يشهده العالم و يصعب التصدي لها".

ويشار إلى أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد بالسودان بلغ 7 حسب وزارة الصحة الاتحادية، وتوفي مصابان بالفيروس منذ بداية آذار/مارس الحالي.