تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في فرنسا يضع القطاع الصحي في مأزق

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 18 مارس 2020ء) أسامة حريري. حذر أخصّائي الأمراض المعدية في فرنسا، الطبيب فرنسوا بريكير من تبعات زيادة أعداد المصابين بفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد​​​. 19) في البلاد، لافتا إلى أن المستشفيات تعاني اليوم ضغطاً هائلاً بسبب الزيادة تلك.

وقال بريكير وهو عضو الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، لوكالة سبوتنيك، "المستشفيات تتعرض لضغط كبير بسبب توافد أعداد كبيرة من المصابين بفيروس كورونا. بعض المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من المرضى وهذا هو الحال في عدد من مستشفيات في شرق البلاد خاصة في منطقتي مولوز وكولمار".

هذا أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي عن "ضرورة القيام بكافة الجهود "لتخفيف الضغط عن المستشفيات والطواقم الطبية" في ظل ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا في فرنسا.

وقال ماكرون خلال خطاب توجّه به الى الأمة إن الوضع في المستشفيات الفرنسية خاصة في باريس وضواحيها وفي مناطق شرق البلاد أصبح معقّداً.

وتأتي كلمة ماكرون لكي تؤكّد على الواقع الصعب الذي تعيشه المستشفيات والعاملين في مجال الصحة في الوقت الذي بات فيه فيروس كورونا منتشرا بكثرة في كافة أنحاء البلاد.

وحول الضغط الذي تعيشه المستشفيات الحكومية في ظل الأزمة الصحية الحالية التي تعيشها البلاد قال "جو" وهو أحد الممرضين العاملين في مستشفى كليرفال في مرسيليا، لوكالة سبوتنيك، إن "القطاع الصحي يعاني نقصا شديدا في معدات طبية تعدّ أساسية لمكافحة الفيروس."

وأضاف جو: "لدينا نقص حاد في الأقنعة الطبية الواقية والقفازات والسوائل المعقّمة لليدين مما يزيد الوضع تعقيداً."

وتابع "يوجد في فرنسا قرابة 5500 سرير مخصص لحالات الإنعاش. ازدياد عدد المصابين بفيروس كورونا يؤدي إلى وصول عدد كبير من المرضى دفعةً واحدة الى المستشفيات مما يضعنا في مأزق كبير لأن عدد أسرة الإنعاش محدود وهذه الأسرّة يوجد فيها أصلاً مرضى مصابين بأمراض غير كورونا".

ويتابع :"لهذا السبب قرّر الرئيس الفرنسي الطلب من الجيش بناء مستشفى عسكري ميداني يحتوي على أسرّة إنعاش وتجهيزها بأجهزة التنفّس الاصطناعي بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات ونقل المرضى الذين لا تتوفّر لهم الأسرة الى هذا المستشفى".

هذا وقد كانت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي أعلنت، عبر تويتر في وقت سابق من اليوم، عن قيام الجيش الفرنسي بأوّل عمليّة نقلٍ لستة مرضى مصابين بفيروس كورونا من مستشفى مولوز شرق البلاد الى مستشفيين عسكريين جنوب البلاد.

وحول العملية التي قام بها الجيش الفرنسي لنقل ستة مرضى من مستشفى مولوز الى مستشفيين عسكريين، قال الطبيب فرنسوا بريكير: "ستة مرضى ليس بالعدد الكبير لكن هذا يخفف الضغط عن المستشفيات. الصعوبة الحقيقية هي في إخراج المرضى الذين تتحسن حالتهم من قسم الإنعاش فذلك يتطلب الكثير من العمل لأن إيقاظ المرضى الذين يكونون في حالة نوم اصطناعي ليس بالأمر السهل".

واعتبر أخصائي الأمراض المعدية أن فرنسا لم تصل بعد للذروة الوبائية وهي المرحلة التي يتم فيها تسجيل أعداد كبيرة من الوفيات والإصابات قبل أن تبدأ هذه الأعداد بالانخفاض.

وأردف "نحن ما زلنا في مرحلة تشهد تصاعدا في أعداد المصابين. عندما نصل الى انعطافة في منحنى الإصابات عندها نكون بدأنا في مرحلة الذروة الوبائية".

وأعرب الطبيب بريكير عن أمله في أن تسمح سياسة العزل التي بدأتها فرنسا، أمس الثلاثاء، بتقليل أعداد المصابين، قائلا "سياسة العزل تهدف لتخفيض أعداد المصابين لكي يتم السماح للمستشفيات باستيعاب الحالات الخطرة".

وعلى الرغم من قرار السلطات اتباع سياسة العزل لا يخفي الممرّض "جو" حالة القلق الشديد التي يشعر بها الأطباء والممرضين وكافة العاملين في المجال الصحي، فييقول: "نشعر بالإرهاق الجسدي والنفسي. أعداد المصابين ترتفع يوماً بعد يوم ولا نعرف إلى متى يمكننا الاستمرار على هذا النحو. هناك عدد منّا اضطرّ الى التوقف عن العمل لأنه أُصيب بالفيروس مما جعل عددنا أقلّ".

وتجدر الإشارة الى أن العاملين في المجال الصحي في فرنسا من أطباء وممرضين ومقدمي الرعاية نظّموا خلال الأشهر الأخيرة عدة مظاهرات وإضرابات لمطالبة الحكومة بمزيد من الدعم في والوقت الذي تعاني فيه المستشفيات الحكومية من نقص في المعدات الطبية نقص في التمويل.

وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفرنسية ، وصل عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في فرنسا الى 175 أما عدد المصابين فبلغ 7730.

وقالت وزارة الصحة إن 699 شخصا من المصابين حالتهم خطرة وإنه من أصل ال7730 مصاب يخضع 2575 شخصا منهم حاليا للعلاج في المستشفى.

وتجدر الإشارة الى أن عدد المصابين بفيروس كورونا في فرنسا (7730) هو فقط عدد الذين خضعوا للفحص الطبي رسمياً مما يعني أن العدد الحقيقي للمصابين أكثر من ذلك بكثير. أما سبب عدم فحص جميع المصابين بالفيروس فيعود لعجز الطواقم الطبية القيام بفحص طبي للجميع نظرا لنقص المعدات وضيق والوقت والعدد المحدود للأخصائيين. ولهذا السبب يتم فحص الذين يعدّ وضعهم خطر أو الذين تبرز عليهم عوارض قوية من ضيق تنفّس وحرارة عالية وسعال. وتجدر الإشارة الى أن حوالي 80 بالمئة من المصابين يستطيعون الشفاء من دون الذهاب بالضرورة الى المستشفى بل يكفي ملازمة المنزل وأخذ الدواء.