طالب ليبي يسرد تفاصيل حياته في ووهان الصينية في زمن فيروس "كورنا المستجد"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 26 فبراير 2020ء) نادر الشريف. يرفض حافظ النمر وهو طالب ليبي يعيش في مدينة ووهان الصينية، مغادرتها بالرغم من أنها مركز تفشي وباء فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19)، ويؤكد في حديث عبر الهاتف لسبوتنيك الاحتياجات المعيشية كلها متوفرة من خلال فريق التوصيل الخاص داعياً إلى تجنب نشر الأخبار من مصادر غير موثوقة​​​.

ويقول النمر وهو أحد الطلاب الليبيين الوافدين إلى الصين "أنا موجود حالياً في مدينة ووهان ورفضت الرجوع إلى ليبيا لعدة أسباب، أهمها أن دراستي على وشك الانتهاء والمقرر النهائي لبرنامج الدراسات العليا في ووهان في شهر حزيران/يونيو 2020 القادم".

وحول التدابير التي يقوم بها من أجل تفادي الإصابة بالمرض يقول النمر، "أقوم بالاغتسال بشكل اكثر من المعتاد ولبس القفازات والكمامات وأيضا عدم الخروج إلا للضرورة وأثناء خروجي دائما ما ابتعد عن الناس بأكبر قدر ممكن وأن لا أستخدم المصاعد أو الأماكن الضيقة"، متابعاً "احرص على أن أتواجد في مكان مفتوح وغير معرض للاستخدام بشكل كبير من قبل العامة". كما نفى علمه بإصابة أحد من أصدقائه.

وأضاف الطالب "منذ قدومي إلى الصين وأنا متحمل مسؤولية حسن التعامل مع الناس وأن أحافظ على نفسي وعلى سمعة بلادي ليبيا، تعرفت على العديد من الأصدقاء الصينيين وكانت أغلب أسباب تعرفي عليهم مساعدتي حتى في ابسط الأشياء وقضيت اجمل أوقاتي معهم فكانوا في كل مناسباتهم المحلية في المدينة يدعونني للمشاركة معهم والاحتفال معهم".

وأكمل "عشت أجمل أوقاتي معهم وكانت كل الصعاب التي واجهتني في المدينة تختفي بسهولة بمساعدتهم وفي المقابل أنا أيضا شاركت في العديد من الأعمال التطوعية داخل مدينة ووهان وخارجها حيث غادرت ووهان إلي مدينة أخرى تبعد 600 كيلو متر ولمدة 20 يوم لمساعدة قرية فقيرة في تعليم أطفالهم تعلم اللغة الإنجليزية".

ورادف بالقول "من هنا تعلمت الكثير عن تاريخ مدينة ووهان والصين بصفة عامة. لذلك قررت البقاء وان أشجع كل من ساعدني وساعدهم بأبسط الأشياء".

وحول تأثير فيروس كورونا على حياته في ووهان وكيف يقضي يومه في ظل انتشار هذا الفيروس قال الطالب "منذ بداية انتشار المرض هنا في مدينة ووهان في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي قمت بشراء كل الاحتياجات الضرورية، وتجهزت لأزمة قد تطول وبدأت اقضي معظم أوقاتي داخل مسكني في الجامعة واخرج أحيانا للمساعدة حين يطلب مني ذلك وكنت اخرج معهم في الخارج لجلب احتياجات الطلبة واقضي معظم أوقاتي بالعمل على مشروع تخرجي واقرأ الكتب باللغة الإنجليزية وأشاهد الأفلام وفي الآونة الأخيرة لعبنا كرة القدم مع الأصدقاء في الساحة الداخلية للسكن الطلابي وكان الأمر رائعا جد

ا بالنسبة لي لأنني احب ممارسة هذه اللعبة".

وأشار النمر أنّه منذ بداية انتشار المرض بدأ يحضر طعامه في المنزل وذلك كإجراء احترازي لعدم التعرض للإصابة بالمرض.

وأوضح أنّ الاحتياجات المعيشية كلها متوفرة "من خلال فريق التوصيل الخاص الذي كلفته الجامعة باستجلاب كل احتياجات الطلبة"، موضحاً بأن "المدينة لا زالت تحت الحجر الصحي فكل المصالح العامة والخاصة مغلقة إلا متاجر البقالة والصيدليات وبعض المصالح الضرورية الأخرى".

وأعرب الطالب الليبي عن تفاؤله بالوضع الطبي قائلاً "من خلال مراقبتي للتقارير اليومية لعدد الإصابات وحالات التعافي فهناك تحسن بشكل كبير منذ أسبوع"، مضيفاً "خلال تواصلي مع بعض الأصدقاء خارج ووهان قالو لي أن الحياة قد رجعت للعديد من المدن التي عانت بداية انتشار مرض كورونا ومن هنا ومن خلال الأرقام التي تأتي من الجهات الطبية الرسمية أقول أن المرض الآن حصر في مقاطعة هوبي وباقي المقاطعات قد تكون قريبة جدا من التعافي والشفاء التام من المرض".

وحول عودته إلى وطنه قال النمر "بكل تأكيد لن أرجع إلى ليبيا حتى أقوم بالتأكد من صحتي الكاملة من خلال إجراء كل التحاليل". وتوقع النمر أن تتزامن عودته في بداية تمّوز/يوليو القادم بانحسار الوباء بشكل كامل.

ودعا النمر الجميع إلى عدم متابعة الأخبار التي تأتي من المصادر المجهولة والابتعاد عن الإمكان المزدحمة قدر الإمكان في هذه الأوقات حتى انحسار المرض، وعدم نشر الأخبار إلا عند أخذها من مصدر موثوق حتى لا نشر الهلع بين الناس.

وكانت السلطات الصينية قد أبلغت، في 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي، منظمة الصحة العالمية عن تفشي الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس (كورونا الجديد) في مدينة ووهان، الواقعة في الجزء الأوسط من البلاد، ومنذ ذلك الحين انتقل الفيروس للعديد من الدول.

وصنفت منظمة الصحة العالمية، بوقت سابق، "فيروس كورونا الجديد"، وباء، وأعلنت "حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي".