نتنياهو رجل العرب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 فبراير 2020ء) كشفت القناة الثالثة عشرة في التلفزة الإسرائيلية مساء اليوم الأحد ضمن ثلاثة تقارير أعدها مراسل القناة باراك راڤيد تحت عنوان "نتنياهو رجل العرب" معلومات عن مبادرة سرية جرت لفتح قناة مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وإيران عام 2013.

وقالت القناة إن "السلطان العُماني الراحل قابوس، توسط لعقد مفاوضات إسرائيلية - إيرانية سرية ومباشرة، بعد صعود الرئيس الإيراني، حسن روحاني لسدة الحكم"​​​.

ولفت التقرير إلى ان "جهاز الموساد تعامل بإيجابية مع المبادرة العمانية، في حين عبّر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عن رفضه بشدة".

وأفاد التقرير بأن "رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في حينه يعقوب عميدرور شكك بجدواها، خاصة بعد أن كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق براك أوباما آنذاك قد أوشك على التوصل لاتفاق سري مع إيران دون علم إسرائيل المسبق بالأمر في آذار/ مارس 2013، وهي المفاوضات التي أفضت إلى توقيع (الاتفاق النووي) مع إيران في العام 2015".

وأشار التقرير إلى "أن الاقتراح العُماني تم تقديمه للحكومة الإسرائيلية في تموز/ يوليو 2013، مع صعود الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سدة الحكم في إيران، خلفًا لمحمود أحمدي نجاد، حيث تم الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 15 تموز/ يونيو 2013، علما بأن روحاني تسلم منصبه رسميًا بداية آب/ أغسطس من العام ذاته".

وذكر التقرير بأن "رئيس الموساد السابق تمير باردو، طالب بدراسة المبادرة والتعامل معها بجدية، فيما عبّر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور، عن رفض المبادرة العُمانية بشدة".

وتابع بالقول أنه "وبعد مداولات ومشاورات أمنية في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد أبدى سياسة معادية وهجومية ضد إيران في جميع المحافل الدولية، قرر نتنياهو رفض المبادرة العُمانية".

وجاء رفض نتنياهو، وفقًا للتقرير "منعًا لإضفاء الشرعية على المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الاتفاق النووي".

وذكر التقرير بأن "المبادرة العُمانية للمفاوضات المباشرة والسرية بين إيران وإسرائيل، التي ظلت سرية حتى الآن بين مجموعة صغيرة من رؤساء الأجهزة الأمنية، نقلت إلى مكتب رئيس الحكومة عبر رئيس الموساد حينها تمير باردو".

ولفت التقرير إلى أن "المبادرة العمانية جاءت في أوج التوتر في العلاقات بين إسرائيل وإيران، والتي كادت أن تتدهور إلى حرب عسكرية، وذلك في أعقاب الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2012، والذي هدد خلالها إيران، ليرد عليه الرئيس الإيراني في الجلسة ذاتها، ما أدى حينها إلى تصعيد في حدة التوتر في المنطقة".

وأفاد التقرير بأن "المبادرة جاءت بعد خمسة أشهر على بدء المفاوضات الأميركية الإيرانية السرية، بوساطة مسقط، والتي قادها مستشارو الرئيس أوباما، والتي تمت دون علم إسرائيل، وأفضت إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول 5 + 1 (أميركا، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا + ألمانيا)".

وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور للقناة أنه "أبلغ مستشارة أوباما للأمن القومي، سوزان رايس، أن إسرائيل كشفت هذه المحادثات، وعبّر لها عن غضب حكومته تجاه هذه الخطوة"

وقال عميدرور "أخبرتها أنه من السذاجة ومن الإهانة كذلك أنهم اعتقدوا أن باستطاعتهم أن يفعلوا شيئًا من هذا القبيل، دون أن نعلم بذلك".

وأضاف عميدرور "لقد شعرت بخيبة أمل من حقيقة أن الأميركيين خدعونا إلى حد ما".

وأشار التقرير إلى ان "العمانيين ظنوا أن صعود روحاني قد فتح نافذة من الفرص وأن المفاوضات الأميركية الإيرانية ستحقق نتائج أفضل إذا كانت هناك مفاوضات إيرانية إسرائيلية موازية". ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين الذين نقل التقرير أقوالهم، فقد "كانت الرسالة العمانية الموجهة إلى إسرائيل: حتى لو لم يتم التوافق على أي شيء، فإن الحوار سيجلب التهدئة. والإصرار على رفض إجراء مباحثات مباشرة يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب بين الطرفين".

وبحسب التقرير فإن "المبادرة الإيرانية جاءت في فترة حساسة، بسبب موقف نتنياهو الأكثر عدوانية على الإطلاق تجاه إيران. وهو الموقف الذي دفع نتنياهو إلى إصدار تعليمات للموساد بعد توليه منصبه في عام 2009، بعدم إجراء أي اتصال بالإيرانيين، حتى لو كان الاتصال غير مباشر دون إذن صريح منه".