"مؤتمر الأزهر العالمي" : التجديد لازم من لوازم الشريعة الإسلامية لمواكبة مستجدات العصور

القاهرة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 كانون الثاني 2020ء) أكد الازهر الشريف أن التجديد لازم من لوازم الشريعة الإسلامية، لا ينفك عنها؛ لمواكبة مستجدات العصور وتحقيق مصالح الناس،موضحا أن النصوص القطعية في ثبوتها ودلالتها لا تجديد فيها بحال من الأحوال، أما النصوص الظنية الدلالة فهي محل الاجتهاد، تتغير الفتوى فيها بتغير الزمان والمكان وأعراف الناس، شريطة أن يجيء التجديد فيها على ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، ومصالح الناس.

وأكد البيان الختامي لمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي الذي ألقاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن العلماء المجتمعين اتفقوا على أن التجديد من لوازم الشريعة الإسلامية لا ينفك عنها لتحقيق مصالح الناس، وأن النصوص القطعية الدلالة لا مجال فيها للاجتهاد والتجديد.

وقال البيان إن جماعات العنف تشترك في رفض التجديد وتتبع التدليس للوصول إلى أغراضها، بالإضافة إلى الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها مما تسبب في الإساءة للإسلام.

وأوضح البيان أن الدولة في الإسلام هي الدولة الديمقراطية الدستورية بمفهومها الحديث وأنه لا وجود للدولة الدينية أو التي تتجاهل الأديان.

وأكد البيان أن التجديد صناعة دقيقة لا يتقنها إلا الراسخون في العلم، وعلى غير المؤهلين تجنب الخوض في هذا الموضوع، حتى لا يتحول التجديد إلى تبديد.

وقال إن "التيارات المتطرفة وجماعات العنف الإرهابية يشتركون جميعا في رفض التجديد، ودعوتهم تقوم على تدليس المفاهيم، وتزييف المصطلحات الشرعية، مثل مفهومهم عن نظام الحكم والحاكمية، والهجرة والجهاد، والقتال والموقف من مخالفيهم، فضلا عن انتهاكهم ثوابت الدين بما يرتكبونه من جرائم الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، وهو ما شوه صورة الإسلام وشريعته عند الغربيين، ومن على شاكلتهم من الشرقيين وتسبب في رواج ما يسمى بالـ"إسلاموفوفيا" في الغرب، ومن ثم فإن واجب المؤسسات والمجتمع دعم جهود الدول في التخلص من شرور هذه الجماعات".

ولفت البيان إلى أن التكفير فتنة ابتليت به المجتمعات قديما وحديثا ولا يقول به إلا متجرئ على شرع الله تعالي أو جاهل بتعاليمه، ولقد بينت نصوص الشرع أن "رمي الغير بالكفر قد يرتد على قائله فيبوء بإثمه.

وأوضح أن دعوة الجماعات الإرهابية للشباب إلى ترك أوطانهم والهجرة إلى الصحارى واللحاق بالجماعات المسلحة فرارا من مجتمعاتهم هذه الدعوة مبعثها الضلال في الدين.

وأكد البيان أن الإلحاد خطر يعمل على ضرب الاستقرار في المجتمعات التي تقدس الأديان وتحترم تعاليمها، وهو أحد أسلحة الغزو الفكري وهو سبب مباشر من أسباب التطرف والإرهاب، وأنه على المجتمعات أن تتيقظ للآثار السلبية التي تترتب على دعوات الإلحاد وإنكار وجود الله وبلبلة أفكار المؤمنين به.

ودعا البيان، العلماء إلى التسلح بمنهج تجديدي في التعامل مع مخاطر الإلحاد، مع الأدلة العقلية و البراهين الكونية ونتائج العلوم التجريبية الحديثة باعتبارها تؤيد الحقائق الإيمانية وذلك من خلال الالتقاء بالشباب والحوار معهم والإفادة من وسائل التواصل الحديثة في هذا المقام.