الكويت تخطو خطوات حثيثة نحو دور سياحي إقليمي مشرق

إلى السادة المستقبلين .. فيما يلي النشرة السياحية لوكالة الأنباء الكويتية .. ضمن ملف اتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا"..

الكويت في 4 مارس / وام / تخطو دولة الكويت خطوات حثيثة حتى يكون لها دور سياحي إقليمي "مشرق" يحولها لمنطقة جذب عالمي في هذا المجال.

وتؤكد رؤية " كويت جديدة 2035 " أهمية تنمية وتطوير قطاع السياحة والترفيه والتسوق ودوره في دعم الاقتصاد الكويتي والاستثمار فيه مما يوفر فرص عمل جاذبة ومستمرة للشباب الكويتي في القطاع الخاص.

وستعمل رؤية "الكويت 2035 " والخطط الاستراتيجية المرتبطة بها من تطوير الجزر والمنطقة الشمالية على تغيير وجه الكويت السياحي وإبرازها على خريطة الوجهات السياحية المفضلة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.

وتمتلك الكويت مقومات سياحية مهمة وأهمها الجزر الكويتية التي تتمتع بجغرافيا سهل التعامل معها ويمكن تطويرها لتكون وجهات سياحية متكاملة سواء على مستوى التجارب الشخصية أو من خلال سياحة الآثار الحضارية القديمة التي توفرها جزيرة مثل "فيلكا".

كما لعبت المجمعات والأسواق التجارية في دولة الكويت دورا كبيرا في جذب السياح والمستهلكين سواء من داخل الكويت أو من خارجها حيث يعتبر مجمع النقرة من أقدم المجمعات على مستوى المنطقة.

ويحتل سوق المباركية مكانة خاصة لدى السياح لكونه أشهر وأقدم أسواق الكويت التاريخية إذ يمتاز بعمارته الملفتة ذات الطابع القديم حيث تصطف الأسواق والدكاكين المغطات بأشكال هندسية جميلة لوقاية المارة من حرارة الشمس صيفا والأمطار شتاء فهو مغطى تماما ولا يتأثر بتقلبات الطقس بالخارج.

ولابد لمن يزور الكويت أن يتجول في أروقة المجمعات التجارية الحديثة التي مزجت بين عالم التسويق والترفيه وفلسفة البناء الحديثة ومنها مجمعات "الأفنيوز" و"مول 360" و"جيت مول" و"الكوت" وغيرها من المجمعات.

وتطل على ساحل الخليج العربي أبراج الكويت وأسواق "شرق" و"مارينا مول" والمركز العلمي والمنتزه المائي "اكوابارك" والجزيرة الخضراء كما يقع بالقرب منه أكبر مسجد في الكويت هو المسجد الكبير إلى جانب انتشار العديد من المطاعم والفنادق على طول الساحل.

وتنتشر في أنحاء الكويت بعض الآثار والمواقع التراثية مثل بوابات الكويت وجزيرة فيلكا وقصر السيف والقصر الأحمر إلى جانب عدد من المتاحف بالإضافة إلى محمية الشيخ صباح الأحمد الطبيعية ومحمية جابر الأحمد البحرية التي تعد من مقومات السياحة البيئية.

وعند الحديث عن السياحة الثقافية في الكويت يبرز صرحان حديثان تفخر بهما البلاد هما "مركز جابر الأحمد الثقافي" وهو معلم معماري متميز يقع في قلب مدينة الكويت على شارع الخليج العربي بمساحة 214 ألف متر مربع وأنشئ ليحقق رؤية القيادة الحكيمة في اكتشاف ماضي البلاد وصناعة حاضرها ومستقبلها بحيث تكون منصة للإبداع الثقافي على المستوى المحلي والعالمي.

ويتكون المركز الذي تم افتتاحه في 31 أكتوبر عام 2016 من أربعة مبان ضخمة مستوحاة من العمارة الإسلامية تأخذ شكل الجواهر المبعثرة ويضم ثلاثة مسارح وثلاث قاعات للحفلات الموسيقية والمؤتمرات والمعارض ومركزا للوثائق التاريخية.

أما الصرح السياحي الثقافي الثاني في الكويت فهو "مركز عبدالله السالم الثقافي" الذي افتتح في الخامس من فبراير 2018 ليصبح واحدا من أكبر مناطق العرض المتحفي في الكويت والخليج وليعكس المكانة المرموقة التي تتبوأها الكويت على الصعيد الثقافي العربي والعالمي.

كما تضم "حديقة الشهيد" مجموعة من النوافير المائية والاستراحات ومنحوتة الدستور الشهيرة و"نصب الشهيد" و"متحف النباتات البرية الكويتية" و"متحف الذكرى" الذي يوثق تاريخ الكويت ومراحل تطورها إلى جانب مبنى الأبحاث العلمية والبيئية.

وخلال شهر فبراير من كل عام تعيش دولة الكويت أفراح الأعياد الوطنية وتنطلق معها فعاليات مهرجان "هلا فبراير" حيث استطاع أن يكون علامة فارقة في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية والتعريف بجوانب النهضة في دولة الكويت وترسيخ اسمها على خارطة السياحة الخليجية والعربية.

وللحديث عن تاريخ السياحة فإن تاريخ اللبنة الأولى لبناء قطاع السياحة في الكويت يرجع إلى فترة استقلالها وتحديدا بعد مرور عام واحد على إعلان الاستقلال إذ تم تأسيس شركة الفنادق الكويتية في 1962 وانضمت إلى منظمة السياحة العالمية في العام التالي.

وسارعت الدولة بعد ذلك إلى إقامة البنى التحتية للمشروعات السياحية ومنها مطار الكويت الدولي وشبكات الطرق المتطورة والأندية الرياضية والمسارح ودور السينما والحدائق العامة والشاليهات.

وفي فترة السبعينيات ظهر جليا الاهتمام بالسياحة المحلية خصوصا بعد إنشاء إدارة السياحة في وزارة الإرشاد والأنباء آنذاك - وزارة الإعلام حاليا- وتشكيل الحكومة لجنة سنوية للترويح السياحي وإقامة الفعاليات والبرامج المسلية للعائلات بالإضافة إلى استقطاب مؤتمرات واجتماعات وندوات وبطولات ومعارض متنوعة في تلك الفترة.

وشهدت استراتيجية النمو السياحي البعيدة الأمد في دولة الكويت زخما مع ارتفاع أعداد المسافرين عبر المطار إلى أكثر من 14 مليون مسافر في 2018 وذلك تماشيا مع خطط البلاد الرامية الى تطوير وتوسعة بنيتها التحتية الخاصة بالنقل.

وتشمل هذه الخطط مشروع توسعة مطار الكويت الدولي " مبنى الركاب 2 " الهادف إلى زيادة قدرة المطار ليستوعب 25 مليون راكب في حين تم تشغيل مبنى الركاب الجديد " تي.4" بشكل كامل في ديسمبر الماضي.

ووفق تقديرات حكومية فإن من المتوقع أن يوفر قطاع السياحة أكثر من 90 ألف وظيفة للشباب حتى عام 2035 وأن تكون المساهمة الإجمالية - أي الأثر المباشر وغير المباشر - للسياحة في الناتج المحلي على المدى القصير بنحو 2 في المائة مع إمكانية لرفعها إلى 4 في المائة من خلال تطوير القطاع الذي سيدفع إلى استقطاب الاستثمارات الخارجية.