نائب ليبي: إحاطة سلامة أمام مجلس الأمن تؤكد تحرك البعثة الأممية وفقا لتعليمات أطراف دولية

نائب ليبي: إحاطة سلامة أمام مجلس الأمن تؤكد تحرك البعثة الأممية وفقا لتعليمات أطراف دولية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 19 كانون الثاني 2019ء) نادر الشريف. هاجم عضو مجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق شرقي البلاد، صالح أفحيمه المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، معتبراً أن إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي أمس عكست تحرك البعثة الأممية وفقا لتعليمات متناقضة تأتيها من أطراف دولية مختلفة المصالح حول ليبيا​​​.

وقال أفحيمه، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك" اليوم السبت، إن "الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي أمام مجلس الأمن عن الوضع في ليبيا لم تكن سوى اجترارا لإنجازات باهته وصفها سلامة في نص إحاطته بقوله المكاسب التي حققناها خلال الفترة الماضية هشة، ويمكن أن نخسرها في أي لحظة"، معتبرا أن إحاطة المبعوث الأممي لم تقدم سوى "حلولا تلفيقية لن تكون قاعدة متينة لبناء الدولة في ليبيا".

وأضاف عضو مجلس النواب الليبي أن "الحلول التلفيقية لن تكون بحال من الأحوال قاعدة متينة لبناء الدولة في ليبيا، كما أن التعنت من طرف البعثة ورئيسها و محاولة فرض الحل المرغوب وترك الحلول الممكنة لن يزيد الوضع إلا سوء" .

وتابع أفحيمة "لقد أصبح من الواضح أنه لا أحد يملك خارطة حقيقية للحل الجذري للأزمة في ليبيا وظهر للعيان خصوصا بعد هذه الإحاطة"، مشيراً بأن "البعثة الأممية تتحرك وفقا لتعليمات متناقضة تأتيها من أطراف دولية مختلفة المصالح حول ليبيا، مما يفسر هذا التخبط المخجل الذي تقع فيه شخصية لها خبرتها السياسية كغسان سلامة والذي بات جلياً ايضاً أنه اصبح يكيل بمكيالين ويستخدم صلاحيات البعثة وصلاحياته كمبعوث لتغليب طرف سياسي بعينه على آخر".

وأضاف أفحيمه أن "خارطة الطريق التي قدمتها البعثة الأممية من أجل الوصول إلى الاستقرار في ليبيا تحولت عن مسارها و أصبحت مجرد خطة هدفها إجراء انتخابات ولا يهم إذا حققت هذه الانتخابات الاستقرار المنشود أم لم تحققه" .

وتابع:"الحل الجذري والنهائي للازمة السياسية في ليبيا لن يكون إلا ذاك الحل النابع عن قناعة كل الليبيين باختلاف اطيافهم السياسية أما الحلول التلفيقية فلن تحقق سوى مصالح من جاءوا بها من الخارج وبعض ممن تخدم مصالحهم الشخصية أو الحزبية أو الطائفية أو حتى الجهوية في الداخل.

واستطرد أفحيمة قائلا "وفي اعتقادي أن أي حل لا يمر عبر البوابات الثلاثة المتوالية التالية لن يكون حلا جذريا ونهائيا للأزمة كتوحيد المؤسسات في ظل سلطة تنفيذية موحدة حكومة واحدة والاستفتاء على الدستور والخروج من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الدائمة بالإضافة إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة على الأساس القانوني للدستور الدائم للبلاد".

كان المبعوث الأممي إلى ليبيا قدم، أمس الجمعة، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي عبر تقنية فيديو كونفرانس، ذكر خلالها أن "بعض من يمنحهم العالم مظلته ودعمه هم في واقع الحال لا يبحثون عن مصلحة استقرار ليبيا ولا بناء دولة قوية ومستقرة، بل يبحثون عن مصالحهم ومكاسبهم التي لا يمكن معها أن يقدموا أي تنازلات لأطراف أخرى تشترك معهم في المعادلة الليبية، وهو أمر وفق سلامة يُبْقي التناحر السياسي قائما في ليبيا إلى أمد غير معلوم".