جنيف (پاکستان پوائنٹ نیوز 07 اكتوبر 2018ء) أكد مجموعة من كبار خبراء الاتصالات والصناعة العالميين أهمية توفير بنية تحتية متطورة ومنخفضة التكلفة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مما يمكنه من تلبية متطلبات توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
جاء ذلك خلال الجولة الترويجية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في مدينة جنيف السويسرية والتي نظمت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعية " اليونيدو" والاتحاد الدولي للاتصالات ووكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وجمعت الجولة الترويجية للقمة في جنيف ممثلين عن منظمات عالمية رائدة والقطاع العام المحلي والعالمي وشركات الاتصالات العالمية وخبراء أكاديميين لمناقشة أهمية التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة بصياغة مستقبل القطاع الصناعي ومعايير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودور الاتصال بشبكة الإنترنت في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
ويشهد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تغيرات سريعة حيث يساهم الاتصال المتطور بشبكة الإنترنت وظهور تقنيات إنترنت الأشياء في توليد كميات هائلة من البيانات التي يجب جمعها وتحليلها بكفاءة من أجل اتخاذ القرارات وتحسين الربط الذكي بين الأجهزة المختلفة والأنظمة المتنوعة في المدن.
ولضمان تحقيق أكبر فائدة من هذه التغيرات لابد من التعاون الاستراتيجي والتوافق بين الجهات ذات العلاقة خاصة مع ما لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة من آثار اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة على المجتمعات العالمية.
وقال نمير حوراني المدير الإداري للقمة العالمية للصناعة والتصنيع - بهذه المناسبة - تشكل البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العمود الفقري لما يعرف بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة حيث أن الاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه التقنيات مرتبط في الأساس بالقدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت.
وأكد أن الجولة الترويجية في سويسرا تمثل الخطوة الأولى لتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في تمكين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من لعب دورها في تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة. وأطلقت القمة العالمية للصناعة والتصنيع - المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية " اليونيدو" عام 2015 - لبناء الجسور بين الشركات الصناعية والحكومات والمنظمات غير الحكومية وشركات التقنية والمستثمرين لتسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في بناء الازدهار الاقتصادي العالمي.
وناقش الخبراء - خلال الجلسة الأولى بعنوان "التنسيق بين الجهات ذات العلاقة لتشكيل مستقبل البنية التحتية والاتصال بشبكة الإنترنت بما يحقق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة" - الطرق الكفيلة بتحقيق الازدهار العالمي من خلال تبني السياسات التي تساهم في ردم الفجوة الرقمية بين المجتمعات العالمية والحاجة إلى الارتقاء بالبنية التحتية الرقمية من خلال الشراكات المتعددة التي تشمل الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
وتناولت الجلسة الثانية بعنوان "التقنيات والابتكارات الخاصة بالمدن والمجتمعات الذكية المستدامة" الكيفية التي يمكن لمفهوم "المدينة الذكية المستدامة والمجتمع" من خلالها تسخير التقنيات المتقدمة لرصد وتحسين جودة وأداء الخدمات وتحقيق مستوى أعلى من فعالية استهلاك الموارد في المدن الذكية والمستدامة وركزت على المتطلبات الرئيسية لاعتماد معايير موحدة للبنية التحتية العالمية اللازمة لتوفير "تقنية ذكية" سهلة الاستخدام.
من جانبه قال هولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات أن هذه الفعالية تفتح الباب أمام مستوى جديد من التعاون بين الاتحاد الدولي للاتصالات و" اليونيدو" لمساعدة الدول على النهوض بالقطاع الصناعي ودعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة وردم الفجوة الرقمية.. لافتا إلى أهمية الاستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث تمثل حجر الزاوية في الاقتصاد الرقمي.
واستعرضت القمة تقريرا خاصا بعنوان "مستقبل الصناعة في سويسرا " وذلك بالتعاون مع شركة برايس ووترهاوس كوبرز العالمية " PwC " .
ووفقا للتقرير الجديد تعد سويسرا واحدة من أكثر الدول ثراء في أوروبا حيث بلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي فيها 80189 دولارا أمريكيا عام 2017 ويبلغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة تقريباومن المتوقع أن تسارع من وتيرة نموها الاقتصادي تدريجيا حتى العام 2022 مستفيدة من قدرتها العالية على التصدير وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وفي هذا الصدد قال بدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إنه مع استمرار تطور الثورة الصناعية الرابعة تظهر العديد من الدول كقوى ريادية ناشئة تساهم في تحديد مسار مستقبل الازدهار العالمي.. مشيرا إلى أن الاقتصاد السويسري يمتلك أسسا متينة وتتميز الاستراتيجيات الحكومية السويسرية بالنظرة المستقبلية وتمتلك الدولة كوادر بشرية رائدة على المستوى العالمي. وبالتالي تتمتع سويسرا بمكانة فريدة تمكنها من أن تصبح نموذجا رائدا في مجال الابتكار الصناعي والتنمية المستدامة.
وأضاف أنه مع ذلك ستلعب التغيرات التكنولوجية والعولمة دورا متزايد الأهمية في صياغة مستقبل قطاع الصناعة السويسري وبالتالي يجب على الدول التي ترغب في الحفاظ على قدرتها على تحقيق النجاح والاحتفاظ بموقعها الريادي في قطاع الصناعة العالمي كسويسرا الاستفادة من قدراتها الفريدة وتكريس موقعها في صياغة معايير موحدة للاتصال بشبكة الإنترنت واعتماد إطار موحد لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة يستفيد من الموقع الفريد لهذه الدول كوجهة رائدة في قطاع الصناعي العالمي.
وأوضح أنه للقيام بذلك تستطيع الحكومة السويسرية بذل الجهود لدعم تسويق الشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة على المستوى العالمي من خلال عقد شراكات استراتيجية والاستفادة من المنصات العالمية واستهداف أسواق نمو جديدة وتشجيع اعتماد معايير عالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واختتمت الجولة الترويجية في جنيف باجتماعات بين القمة العالمية للتصنيع والتصنيع والاتحاد الدولي للاتصالات حيث عبر الطرفان عن اهتمامهما المتبادل بتوسيع جهودهما التعاونية.
وقال حوراني "هناك العديد من الأهداف المشتركة بين منظمتينا ونأمل في وضع إطار عمل مشترك مع الاتحاد الدولي للاتصالات قبل نهاية هذا العام.".
وتهدف الزيارات الترويجية التي تنظمها القمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى مختلف دول العالم إلى جمع المدخلات والرؤى من كبار قادة الرأي في القطاع الصناعي العالمي والتي ستساهم في وضع جدول أعمال الدورة الثانية للقمة والتي تستضيفها مدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية في يوليو 2019.
وتركز هذه الدورة على "تقنيات محاكاة الطبيعة" حيث ستسلط الضوء على كيفية استلهام قطاع الصناعة لآليات الطبيعة من أجل تحفيز الابتكار كما ستركز على كيفية ردم الفجوة الرقمية مسلطة الضوء على دور القطاع الصناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لبناء عالم أكثر ازدهارا.