" المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة " يناقش برنامجه التأسيسي و خطة عمله لعام مقبل

" المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة " يناقش برنامجه التأسيسي و خطة عمله لعام مقبل

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 اكتوبر 2018ء) عقد " المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة " الاجتماع الأول لأمانته العامة على مدار أمس واليوم في أبوظبي و جرى خلاله مناقشة النظام الأساسي للمجلس واعتماد برنامج عمله التنفيذي لعام مقبل يبدأ في أكتوبر الجاري وينتهي في سبتمبر من العام 2019.

يتضمن البرنامج عقد عدد من المؤتمرات الإقليمية واجتماعات للخبراء وندوات دولية وحلقات دراسية تهدف جميعها إلى رصد قضايا المجتمعات المسلمة وتعزيز حقوقها المدنية والسياسية وتصحيح الصور النمطية عن الإسلام.

جاءت هذه الخطوة التي تم الإعلان عنها في مؤتمر صحفي عقد اليوم بحضور أعضاء الأمانة العامة للمجلس تجسيدا لمخرجات المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة الذي عقد بالعاصمة الإماراتية يومي 8 و9 مايو الماضي تحت عنوان "الفرص والتحديات".

وقال معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة إن " الهدف الأساسي للمجلس هو تمكين المجتمعات المسلمة لتحقيق الاندماج الإيجابي في دولها وتحقيق المواطنة التامة وتمثيل الإسلام بوجهه السمح وليكون للمسلمين إسهام في بناء أوطانهم ودور إيجابي في صناعة مستقبل مشرق لأبنائهم".

وأضاف إن "المجلس الآن في طور التكوين وهناك عدة مراحل سنمر بها بدءا من اعتماد النظام الأساسي وتسجيل المجلس رسميا كمنظمة دولية مرورا بإطلاق عدة مبادرات ومشاريع في عدة أنحاء بالعالم بالتنسيق مع الدول لتحقيق المواطنة".

و أكد النعيمي أن "هناك توافقا لدينا في المجلس على أننا بحاجة إلى مرونة في التعامل مع المجتمعات المسلمة و دعم قضايا المجتمعات المسلمة التي تعاني من فجوة في دولها" وقال : " ليس هدفنا التأثير على المجتمعات الحاضنة للمسلمين بل نحن هنا لندعمها في قضية الاندماج وردم الفجوات الموجودة ومعاملة المسلمين كمواطنين أصليين وتحقيق المواطنة الكاملة".

و شدد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على الحاجة إلى "تجاوز المفاهيم المسبقة الراسخة لدى المجتمعات الحاضنة وتغيير نظرتها إلى المسلمين فنحن نحتاج الشجاعة والجرأة والثقة بالنفس للتحدث عن المسلمين ونحن هنا لترسيخ تلك المفاهيم".

حضر الاجتماع الشيخ نفيع الله عشور مفتي روسيا الآسيوية و الشيخ الدكتور سليم علوان أمين عام دار الفتوى في أستراليا و الدكتور محمد يوسف هاجر أمين عام المنظمة الإسلامية بأمريكا اللاتينية و البحر الكاريبي والدكتور عزيز حسانوفيتش مفتي كرواتيا و يحيى بلافيتشيني نائب رئيس الجمعية الإسلامية في إيطاليا و الدكتور عبد الحكيم الفيضي رائد تطوير المناهج الإسلامية و الشيخ شعبان رمضان موجابي مفتي أوغندا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والسيدة سيما خان مؤسسة جمعية نيبال للنساء المسلمات و الدكتور يوشار شريف داماد أوغلو مساعد بكلية العلوم الإسلامية جامعة آرسطوتاليوس ثسالونيكي - اليونان و الدكتور قطب مصطفى سانو عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي مدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين بماليزيا و الشيخ حسان موسى نائب رئيس مجلس الإفتاء في السويد والدكتور الخضر عبد الباقي مدير المركز النيجيري للبحوث العربية.

و ناقش المجتمعون النظام الأساسي للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الذي شمل الهيكل التنظيمي للمجلس والذي ضم المؤتمر العام بعضوية 600 ممثل عن المجتمعات المسلمة وله السلطة العليا ويجتمع كل عامين إضافة إلى الهيئة الاستشارية وتتكون من 85 عضوا يتم اختيارهم من قبل المؤتمر العام لمدة 4 أعوام.

وضم مشروع النظام الأساسي الأمانة العامة والتي تتكون من 21 عضوا يجتمعون كل ثلاثة أشهر على الأقل إضافة إلى اللجنة التنفيذية والتي يتم انتخابها من طرف الأمانة العامة وتتكون من 7 أعضاء.

و أقر الاجتماع الأول للأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة برنامج العمل التنفيذي الذي يهدف إلى خدمة أكثر من نصف مليار مسلم يعيشون في بلدان متعددة الثقافات والأديان والأعراق.

و ركزت خطة عمل المجلس لعام مقبل على سبعة مجالات رئيسية تسعى جميعها إلى خدمة أبناء المجتمعات المسلمة في العالم عبر تنظيم 18 فعالية دولية موزعة في عدة مناطق بالعالم بواقع خمسة مؤتمرات إقليمية وخمسة اجتماعات للخبراء والمختصين و5 ندوات دولية و ثلاث حلقات نقاشية وجميعها من المقرر أن يشارك فيها عدد كبير من الشخصيات العالمية والخبراء والمتخصصين.

و من المقرر أن تعقد هذه الفعاليات في عدة دول أوروبية وآسيوية وأفريقية ولاتينية من بينها روسيا وبريطانيا وسويسرا وهولندا والسويد والنمسا وكرواتيا وبلجيكا وأستراليا والهند والمغرب ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأوغندا ونيبال والأرجنتين وغينيا وإثيوبيا إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة.

وشملت المجالات التي تستهدفها خطة عمل المجلس العالمي "تعزيز الحقوق المدنية والسياسية للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية" و"تعزيز انتمائها الديني والوطني" والسعي إلى "تحقيق الأمن الفكري والروحي والثقافي لها لحمايتها من الغلو والتطرف".

ومن ضمن المجالات الأخرى التي يسعى إليها المجلس "تصحيح الصور النمطية عن الإسلام والمجتمعات المسلمة في الإعلام الغربي" و"العناية بالأسرة والمرأة والطفولة والشباب في الدول غير الإسلامية" و"النهوض بالأداء الوظيفي للمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية وتفعيل دورها في الحد من ظاهرة الغلو والتطرف والتمييز العنصري والكراهية" .

وتشمل خطة عمل المجلس خلال الفترة المعلنة أيضا السعي إلى تحقيق المحور السابع و هو "الاستفادة من الكفاءات العلمية المسلمة وتوظيفها في الرفع من المستوى التعليمي والمعرفي لأبناء المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية".

و وضع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة نصب عينيه عدة أهداف يسعى لتحقيقها خلال المدة الزمنية التي تم تحديدها في الفترة ما بين سبتمبر 2018 و أغسطس 2019 و لعل أبرزها تعزيز الحقوق الثقافية والدينية والمدنية للمواطنين من أصول مسلمة في المجتمعات غير الإسلامية وبحث السبل الناجعة للحد من كل تجاوزات تهدر حقوقهم وتأصيل التعددية الثقافية والتنوع المذهبي وتعزيز برامج التبادل المعرفي بين تلك المجتمعات.

و يتعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة لتنفيذ خطة العمل عدد من المنظمات والهيئات الإسلامية والعربية والدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك والمراكز والجمعيات الثقافية للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية والمؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي وخارجه.

ويعد "المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة" منظمة دولية غير حكومية تتخذ من أبوظبي مقرا لها و تھدف إلى تنسيق جھود مؤسسات المجتمعات المسلمة في الدول غير الاسلامية والارتقاء بدورھا الوظيفي لتحقيق الأنموذج الحضاري تشجيعا لأفراد المجتمعات المسلمة للمساھمة في نھضة دولھا وتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين وردم الھوة الفكرية والثقافية والإجتماعية بين مكونات المجتمع الإنساني والعمل على بناء الجسور بين مواطنيها.