"الإمارات للدراسات" : العلاقات الإماراتية الصينية قوية ومتميزة

"الإمارات للدراسات" : العلاقات الإماراتية الصينية قوية ومتميزة

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 17 يوليو 2018ء) أكد سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن العلاقات "الإماراتية - الصينية " كانت دائما قوية ومتميزة وقد شهدت خلال السنوات الأخيرة وخاصة في المجال الاقتصادي نموا مطردا.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المركز اليوم تحت عنوان "آفاق العلاقات الإماراتية - الصينية" بمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس المقبل .

وتحدث في الندوة سعادة علي عبيد علي الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية وسعادة ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة وذلك بحضور نخبة كبيرة من الدبلوماسيين وعدد من ضباط القوات المسلحة ولفيف من الكتاب والصحفيين ورجال الإعلام والمهتمين بالعلاقات "الإماراتية - الصينية ".

وتناولت الندوة محورين رئيسيين تمثل المحور الأول العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية والثاني الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات "الإماراتية - الصينية " .

وأوضح الدكتور جمال سند السويدي أن العلاقات بين الدولتين تمضي قدما نحو ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبنية على الأهمية الخاصة لكل منهما فقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال سنوات قليلة أن تقدم نموذجا تنمويا فريدا يحظى بالتقدير في مختلف الأوساط والهيئات الإقليمية والدولية فيما حققت جمهورية الصين الشعبية معجزة اقتصادية تبوأت من خلالها مكانة مرموقة على الصعيد الدولي حيث باتت اليوم ثاني أكبر اقتصاد عالمي وهي مرشحة خلال السنوات المقبلة لأن تكون في المركز الأول بفعل معدلات النمو القوية التي حققتها خلال السنوات الماضية إضافة إلى قوتها المالية والسكانية وتجاربها المتراكمة.

وخلص سعادته أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يطمح من خلال هذه الندوة وفي ظل دوره الرئيسي كداعم لعملية صناعة القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القيام بدور مهم في سبيل تعزيز العلاقات "الإماراتية - الصينية " من خلال تقديم حزمة من الأفكار والرؤى الخاصة بكيفية تمتين هذه العلاقات والوصول بها إلى أبعد مستوى ممكن على الصعد كافة.

من جانبه أكد سعادة ني جيان سفير - خلال تناوله المحور الأول في الندوة - أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية هي علاقات قوية ووطيدة وقد حققت على مدار 34 عاما من عمرها نجاحا منقطع النظير ..مشيرا إلى أن العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر عمقا لجمهورية الصين الشعبية مع أي دولة أخرى .

ولفت إلى أن العلاقات الإقتصادية المتنامية والسياسية الدبلوماسية قوية بين الجانبين كما يوجد روابط في العادات والتقاليد وهناك نقاط التقاء كثيرة بين البلدين ولعل تبادل الزيارات على أعلى المستويات يؤكد عمق هذه العلاقات ومتانتها.

وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين تجاوز الـ 40 مليار دولار كما تربو الاستثمارات على تريليون دولار ..منوها إلى زيادة عدد الزوار الصينيين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسجل عام 2016 أكثر من 20 ألف زائر صيني ويتوقع في ظل إعفاء مواطني الدولتين من التأشيرة المسبقة أن يرتفع هذا العدد إلى معدلات كبيرة خلال الأعوام المقبلة.

وفيما يخص العلاقات الثقافية .. فقد أشار السفير ني جيان إلى أن هناك الكثير من الفنانين الذين يزورون دولة الإمارات العربية المتحدة وهناك فرق صينية تشارك في المهرجانات الإماراتية كما أن الكثير من الفنانين الإماراتيين يزورون جمهورية الصين الشعبية وهناك أيضا تبادل طلابي.

وأشاد باقتراح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتدريس اللغة الصينية في المدارس داخل الدولة وهناك الآن 11 مدرسة تدرس اللغة الصينية وهذا سيسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.

وبخصوص الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ للدولة الخميس المقبل .. فقد أكد سعادة السفير أنها تنطوي على أهمية كبيرة فهي الأولى لرئيس صيني منذ نحو 30 عاما وهي الأولى له بعد إعادة انتخابه رئيسا للبلاد .. منوها إلى أنها ستدعم أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.

وتناول سعادة علي عبيد علي الظاهري - من خلال المحور الثاني في الندوة - الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات " الإماراتية - الصينية" ..

مؤكدا أن زيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هي ترجمة لمدى قوة ومتانة العلاقات بين الدولتين اللتين تشتركان في العديد من المبادئ والرؤى وتتكاملان في العديد من المزايا والمصالح .

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين الدولتين تكتسب أبعادها الاستراتيجية انطلاقا من المصالح المشتركة بينهما ففي الوقت الذي تنظر فيه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جمهورية الصين الشعبية باعتبارها شريكا استراتيجيا وطرفا أساسيا في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار والاستثمار الأمثل لمواردها فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تكتسب أهمية خاصة في الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط ليس لأنها تلعب دورا في إرساء أسس عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة فحسب وإنما أيضا لما تمثله من نموذج تنموي ناجح في المنطقة.

وأشار سعادة السفير علي عبيد الظاهري إلى أن النجاح الباهر الذي حققه البلدان على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية خلال العقود الماضية قد أكسبهما أهمية جيوسياسية وجيواستراتيجية على نطاق واسع سواء على الصعيد القاري أو العالمي لذلك فإن بناء الشراكة الحقيقية بينهما بات أمرا ضروريا وملحا من أجل توحيد الجهود للتصدي للتحديات كافة التي تواجه شعوب المنطقة والعالم.

وخلص سعادة السفير على عبيد الظاهري إلى أن تنامي الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات "الإماراتية - الصينية" سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة في مسيرة تعاون البلدين على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية كافة وخاصة أن قيادتي الدولتين تدركان أهمية هذا التعاون بينهما كما أن هذه التأثيرات ستمتد لتسهم في رسم خريطة جديدة أوسع وأشمل للعلاقات الاستراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية كافة.