مسؤولون : مصر تمتلك تجربة مميزة في تأهيل الشباب والطلبة لتحقيق التنمية المستدامة

القاهرة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 04 يوليو 2018ء) أكد مشاركون في جلسة "كيف نبني ثقافة التميز في القطاع الحكومي" أن جمهورية مصر العربية لها تجربة مميزة في إطلاق المبادرات الخاصة بتأهيل الشباب وطلبة الجامعات سعياً وراء تحقيق أهداف التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".

جاء ذلك ضمن فعاليات "مؤتمر مصر للتميُّز الحكومي 2018" المُنعقد بالقاهرة في الفترة من 3 إلى 4 يوليو الجاري، والذي يهدف إلى تبادل الخبرات ونقل المعرفة والتعرُّف على أفضل ممارسات العمل الحكومي بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.

وقال سعادة الدكتور عمرو العادلي، نائب وزير التعليم العالي في جمهورية مصر العربية خلال جلسة حوارية، إن الجامعات المصرية شريك أساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، مضيفا أنه عندما يكون لدينا طلبة متعلمون بشكل جيد وجامعات تجذب طلاباً وافدين ستتوافر لنا /عُملة صعبة/ من الموارد والكوادر البشرية في مجال التعليم وسيكون الخريجون مؤهلين لأسواق العمل، وكل ذلك يدعم الاقتصاد، وأكد سعادته أن مصر دولة لديها كنز من الشباب، غالبيتهم مبتكرون وأذكياء.

وردا على سؤال عن خطوات وزارة التعليم العالي للارتقاء بالأداء الإداري قال سعادة الدكتور عمرو العادلي إن تحرك الوزارة في هذا الإطار على محورين، الأول رفع كفاءة الأفراد من خلال تغيير نمط اختيار القيادات في الجامعات والآخر تدريب العاملين وإعادة ترتيب العمل المؤسسي أى الترتيب الوظيفي بدءاً من رأس المؤسسة حتى الإداريين.

وتابع بأن الوزارة تسعى لعقد شراكات حقيقية مع جامعات دولية وفق رؤى متقدمة، وجرى توقيع بروتوكول مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، لدراسة سوق العمل في مصر، للحصول على فرص عمل محلية وإقليمية إضافة إلى دراسة سوق العمل في القارات التي يقل بها معدل المواليد، وأضاف أن مصر بها جامعات عريقة وتحاول استشراف المستقبل بإنشاء جامعات حديثة.

وعن كيفية الارتقاء بأداء القطاع الإداري بوزارة التعليم العالي، أكد سعادته أن هناك برامج عديدة لتدريب العاملين وتحفيزهم، وإكسابهم مهارات وثقافات مختلفة.

وأضاف سعادة نائب وزير التعليم العالي أن الجامعات تؤدي دورا كبيرا في دعم التميز والابتكار، وإقرار قانون دعم حوافز الابتكار خطوة مهمة باعتباره أحد القوانين التي طالبنا بتنفيذها، ونحن مؤهلون من خلال دعم التعليم لإثراء الاقتصاد القومي، وأكد أن وزارة التعليم العالي تدرس إعادة النظر في تطوير الجامعة الإلكترونية لتوفير المتطلبات اللازمة لتحقيق التميز فيي أداء وزارة التعليم العالي.

وفى الجلسة ذاتها قالت سعادة الدكتورة هبة صالح نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية مديرة معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات، إن مصر لها تجربة مميزة منذ عامين فى تأهيل الشباب على تكنولوجيا المعلومات، وكان لها السبق لإطلاق مبادرات لأحدث التخصصات المعترف بها في الذكاء الصناعي وأمن المعلومات.

وأوضحت سعادة هبة صالح أن تبني تكنولوجيا المعلومات هو العامل الأول لرؤية الحكومة لإعلاء قيمة المواطن والجنس البشرى من خلال تطبيقها، مشيرة إلى أن التكنولوجيا هدف وليست وسيلة، بوصفها معيارا للحوْكَمة والحكومة الرشيدة.

وعرضت سعادتها تجربة أطلقها رئيس الوزراء الهندي، وهي أكبر منصة لتأهيل عدد كبير من شباب الهند على التطور التكنولوجي ومساعدتهم على صياغة المستقبل، موضحة أن دور الحكومة في المستقبل يرتبط بدور البشر القادرين على رؤية وصياغة والتنبؤ بالمستقبل.

وتناولت سعادة الدكتورة هبة صالح دراسة متخصصة قامت بها الحكومة لإعداد الكوادر بما يسهم فى صياغة العلاقات الحكومية، والعلاقة بين الحكومة والمواطنين، قائلة: "كل هذا يعتمد في المقام الأول على الإبداع والمقومات البشرية في الجهاز الإداري للدولة، فنحن نتكلم عن محاور لها علاقة بالتأهيل التكنولوجي الخاص بصياغة هذه الاستراتيجيات".

من ناحية ثانية أكد متحدثون في جلسة حوارية بعنوان "تجارب في التميز"، ضمن فعاليات "مؤتمر مصر للتميُّز الحكومي" أن العنصر البشري محور مهم في عمل أى منشأة، وأن الكفاءة لابد أن تكون أساس أي نجاح للتجارب المتميزة.

وقال سعادة محمد محمود الأتربي رئيس مجلس إدارة بنك مصر، خلال كلمته بالجلسة الحوارية، إن بنك مصر أُسس عام 1920 بأموال مصرية بلغت 80 ألف جنيه فقط، على يد طلعت باشا حرب، مشيرا إلى أن شعار "طلعت حرب راجع" هدفه إعطاء فرصة للشباب لإحياء الصناعات المحلية وتمويل المشروعات الصغيرة.

وأضاف أن بنك مصر متوافق مع معايير الاستدانة العالمية، ومعايير الأمم المتحدة للمواطنة، وله دور رائد في المسؤولية المجتمعية كالتعليم والصحة، وحاز جوائز كثيرة منها جائزة مؤسسة محمد بن راشد لدعم الشباب.

وعرض رحلة تميز بنك مصر، وقال إن نسبة الودائع في البنك وصلت إلى 533 مليار جنيه، و179 مليار جنيه في القروض، و8.2 مليار جنيه صافي ربح البنك، ووصلت حقوق الملكية إلى 65 مليار جنيه.

وأكد الأتربي أن العنصر البشري محور مهم في عمل أى منشأة، والكفاءة لابد أن تكون الأساس لأنها تحدد المعايير وتضع الضوابط، مشيرا إلى أنه يجري تنظيم تدريبات وبعثات للخارج للموظفين الشباب ببنك مصر كنوع من الاستثمار في قدراتهم.

وأوضح أن الدروس المستفادة من تجربة التميز في بنك مصر تتمثل فى الاهتمام بالعنصر البشري، ولابد أن يحصل الموظفون على حقوقهم المادية والمعنوية، فضلا عن الاهتمام بتدريبهم، وتطويرهم. ونصح سعادته المؤسسات المصرفية بالاتجاه إلى التحول التكنولوجي، ومساندة الدولة لتحريك الاقتصاد.

وقال سعادة الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، خلال كلمته بالجلسة ذاتها، إن هدف المدينة نشر المعرفة وإعداد جيل جديد من العلماء قادر على حل مشكلات المجتمع المصري ونهضته.

وعرض سعادته تجربة مدينة زويل منذ اعتمادها في عام 2011، مشيرا إلى أن لديها تصميما جديدا لجامعة زويل بمدينة 6 أكتوبر بفكر جديد ومتطور عن أي جامعة أخرى.

وأوضح أن جامعة زويل ليس بها كليات وأقسام كما هو معتاد في الجامعات الحكومية، وتوزع نفسها حسب دراسات البيئة والنانو تكنولوجي وفي العلوم الأساسية والتطبيقية والهندسية.

وعدد سعادة شريف صدقي أبرز شروط قبول الطلاب الراغبين في الدراسة بالجامعة، وهى "نتيجة الطالب في الثانوية العامة، ومدى فهمه للعلوم الأساسية من خلال اختبارات عملية، وإجراء مقابلات شخصية مع الطلاب المرشحين للدراسة".

وتابع : "نختبر طلابنا اختبارا دقيقا، ومنذ اللحظة الأولى يلتحقون بالمعاهد البحثية لتطبيق ما درسوه، وهناك نربط الأكاديمي بالتطبيقي".

وتطرق إلى دور البحث العلمي في مدينة زويل، قائلا : "نوجه الطلاب لدراسة مشاكل المجتمع لمساعدته على حلها ونستطيع حاليا إجراء الكشف المبكر على التهاب الكبد الوبائي، وصنعنا تكنولوجيا حديثة لتوفير الوقت وتكاليف العلاج".

وحدد صدقي مزايا الدراسة في مدينة زويل في القدرة على تحفيز الطلاب وتأهيلهم جيدا، ومساعدتهم على خلق فرص عمل لأنفسهم، مثل تأسيس طلاب شركة إنتاج الثروة السمكية واستخدامهم تكنولوجيا حديثة توفر مليارات الجنيهات على الدولة.

وعن مستقبل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا قال سعادته: "نسير في اتجاه سليم، وكل مقومات المنظومة العلمية المتكاملة متوافرة لدينا، وهدفها نهضة المجتمع ونشر المعرفة بين طلابنا وتطوير الاقتصاد استنادا إلى تجارب اليحث العلمي التي نجريها داخل جامعتنا".

وقالت سعادة الدكتورة رشا عياد راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب في جمهورية مصر العربية ضمن فعاليات المؤتمر إن أهداف الأكاديمية تتركز في تأهيل الشباب على العمل في القطاع الإداري، والانخراط في الحياة السياسية، وبناء كوادر حزبية جديدة، وإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولّي المسؤولية السياسية والمجتمعية.

وعرَّفت سعادة رشا راغب الأكاديمية الوطنية بأنها مؤسسة اقتصادية تتبع رئاسة الجمهورية، تم إنشاؤها في 28 أغسطس 2017، وقرار إنشائها كان أحد توجيهات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ - نوفمبر 2016، بهدف تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بقطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.

وعددت أهداف الأكاديمية الوطنية، وأبرزها تدريب ورسم سياسات تدريب الكوادر البشرية بقطاعات الدولة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وفي إطار خطة الإصلاح الإداري للدولة، كما تهدف الأكاديمية إلى تطوير الكفاءات من خلال شراكات وتقديم برامج متخصصة في مجالات رواد الأعمال. وأوضحت أن الأكاديمية استقبلت رغبات انضمام لها من نحو 70 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 20 - 30 سنة، تخرج منهم ألف طالب على دفعتين.

وحددت سبل الاستفادة من خريجي الأكاديمية الوطنية في خدمة القطاع الإداري للدولة، باختيارهم معاوني وزراء وإعداد شباب متخصص ذي صلة باحتياجات الدولة وتأهيل القياديين داخل الجهاز الإداري، حيث يخضع الشباب لتدريب إداري داخل مكاتب الوزارات والقطاع الحكومي، إضافة لتدريب آخر في التكنولوجيا واللغات، وأشارت إلى أن الأكاديمية بها مركز بحثي يدرس مشاكل المجتمع في مختلق المجالات ويقدم حلولا لها.

وأوضحت الفرق بين البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وقالت إن الأكاديمية تحتضن البرنامج الرئاسي وشبابه نواة عمل لنا، وحماس الشباب واجتيازهم الاختبارات شجعا القيادة السياسية على تأسيس الأكاديمية.

وشددت على أن مصر منفتحة علي كافة النماذج والتجارب الدولية لتأهيل للشباب للقيادة، والقيادة السياسية تسعي دائما للاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في تأهيل وتدريب الشباب، وهو ما تمثل في دعم توقيع اتفاقية التعاون مع المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا.

وتشغل الدكتورة رشا راغب منصب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وتقلَدت مناصب عدة، أبرزها مدير تنمية العلاقات الإقليمية والدولية، ومدير مركز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية بالأردن التابعة لجامعة الدول العربية، وهى حاصلة على دكتوراه فى التسويق من الأكاديمية نفسها، كما شغلت منصب عميد فرع جامعة إسلسكا الدولية بأوغندا منذ عام 2013.