الامارات تجدد التزامها بالتعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز خطط الاغاثة الانسانية في اليمن

الامارات تجدد التزامها بالتعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز خطط الاغاثة الانسانية في اليمن

نيويورك (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 22 يونيو 2018ء) جددت دولة الامارات التزامها بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتعزيز خطط الاغاثة الانسانية في اليمن .

جاء ذلك في كلمة لسعادة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة خلال لقاء مع وسائل الاعلام استضافه سعادة السفير عبدالله يحيى المعلمي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة بمقر بعثة المملكة في نيويورك بحضور سعادة احمد بن مبارك رئيس بعثة اليمن لدى الأمم المتحدة وسعادة سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية .

وفيما يلي نص كلمة سعادة لانا نسيبة ..

// شكرا لكم على تقديم الدعوة لي للانضمام إليكم اليوم ومنحي هذه الفرصة للتحدث عن الاستجابة للوضع الإنساني في اليمن والخطط الخاصة بذلك .. ونحن سعداء جدا بالتقدم الكبير الذي أحرزته الأمم المتحدة والأطراف المانحة خلال الشهور الأخيرة مما شكل انعطافاً كبيراً مقارنة بما كان عليه الوضع قبل شهور قليلة سبقت ذلك.

ولكن ندرك أن الوضع في الحديدة يشكل مصدر قلق كبير ولذلك من الضرورة التوصل إلى تفاهم مشترك حول آليات توصيل المساعدات الإنسانية وخطط الطوارئ في اليمن والربط بين ما يجري في الحديدة والوضع الإنساني بشكل عام والتزام الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي بالقانونين الإنسانية الدولية ومبادئ الحياد والاستقلال.

وكما قال السفير المعلمي، وضع التحالف العربي عملية إيصال المساعدات الإنسانية في قمة أولوياته منذ قيام الحوثيين بإشعال هذا الصراع ضد الحكومة اليمنية في عام 2015 ..وساهمت الإمارات العربية المتحدة بنحو 4 مليارات دولار أمريكي في شكل مساعدات إنسانية منذ شهر ابريل 2015 وغطت العديد من القطاعات بدءاً من تقديم المساعدات الغذائية العاجلة إلى المياه والكهرباء والتعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها من الجوانب الهامة .. وتلعب المنظمات غير الحكومية العالمية والمحلية دور الشركاء الأساسيين في تنفيذ ذلك وكجهات متلقية للتمويل .. وتستهدف هذه المساعدات الاحتياجات الخاصة بالنساء والأطفال والرجال.

ونؤمن أن مساهمتنا بمبلغ 465 مليون دولار أمريكي في وقت سابق من هذا العام وعبر الأمم المتحدة لصالح "خطة الاستجابة الإنسانية لليمن" شكلت فصلا جديدا في المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن .. وهذ المبلغ متاح بشكل تام ومن غير أي شروط مما يسمح للأمم المتحدة بالعمل فوراً ووفقاً للتقييم الذي وضعته لتقديم المساعدات وفقاً لأولوياتها والوصول لأكثر المجموعات السكانية تأثراً بالوضع الإنساني وفي كل أنحاء اليمن ..

إنها عملية غير مسبوقة في احترام مبادئ الإنسانية ولخدمة كافة أبناء الشعب اليمني بغض النظر عن مواقعهم وانتماءاتهم.

وبفضل هذه الأموال، أشارت الأمم المتحدة بالفعل إلى تحقيق تقدم ملموس على الوضع في الأرض حيث قدم مارك أوكوك، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا" أمس نتائج "خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018" خلال جلسات "مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي" في الجزء المتعلق بالشؤون الإنسانية حيث نوه إلى أن عدد الأشخاص الذين تصل إليهم الأمم المتحدة قد ارتفع لأكثر من ثلاثة أضعاف من 3 ملايين في الشهر إلى 7 ملايين وتقلص الوقت المستغرق في علاج حالات الكوليرا من أسبوع واحد لأقل من 24 ساعة وتلقى 2.3 مليون شخص العلاج الطبي وتم توصيل خدمات المياه والكهرباء إلى 3.1 مليون شخص.

وأوضحت "خطة الاستجابة الإنسانية لليمن"، أنه باستخدام أنظمة الأمم المتحدة والعمل مع أكثر من 150 من الشركاء التنفيذيين، يمكن تحقيق الكثير في وقت قصير جداً وذلك عندما يتوفر التمويل اللازم وآليات حوكمة العمل ..ونحن نؤكد إلتزامنا التام بالحفاظ على هذا التقدم بل وتسريع وتيرته وهذا ما أحببت الإشارة إليه فيما يتعلق بعملية الحديدة من الناحية الإنسانية.

ومن المؤكد أن الميناء هو جزء من البنيات الأساسية الهامة في اليمن .. ومكن التنسيق بين التحالف العربي والأمم المتحدة نحو 30 سفينة من انزال حمولتها خلال الشهر الماضي، بمعدل سفينة واحدة في اليوم تقريباً، وهذه العملية مستمرة حتى الآن إضافة إلى أننا عبرنا بوضوح عن التزامنا بحماية الميناء وغيره من بنيات أساسية هامة .. ولكن لا تتوفر مثل هذه الضمانات من قبل القوات الحوثية إذا نواجه عدداً من الألغام والعبوات الناسفة ونعتقد أن الميناء نفسه قد تمت زراعته بالألغام.

ووفقاً للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام وأقوال المدنيين في المدينة ومعلوماتنا الخاصة فإن الحوثيين يقومون بأعمال متعمدة لخلق كارثة إنسانية وزيادة الآثار الكارثية للصراع بشكل عام ..

فهم يقومون بالتالي: إعاقة عمليات إنزال حمولات السفن في ميناء الحديدة ، وإجبار فرق الإغاثة على إزالة كاميرات المراقبة من المخازن وبالتالي تسهيل العمليات التي يقوم بها الحوثيون لسرقة وتحويل مسار الإمدادات الغذائية ، وتدمير شبكات الصرف الصحي والمياه عن طريق حفر وبناء مواقع ارتكاز عميقة للدبابات والمدافع وسط الأحياء السكنية حيث يؤدي قطع إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي لزيادة احتمالات وقوع كارثة جديدة لوباء الكوليرا ، الى جانب قيامهم بزرع الألغام والعبوات الناسفة بصورة عشوائية على الطرق والأحياء السكنية ، و زرع الألغام البحرية والعبوات الناسفة حول الميناء لتدمير البنيات الأساسية ، و نشر القناصة والأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية ، وانتحال صفة مقاتلي المقاومة وإساءة معاملة المدنيين بهدف إثارتهم ضد قوات التحالف العربي ، وهذه النقاط تشكل مصدر قلق كبير.

ورسالتنا للأمم المتحدة تتمثل في أن على جميع الأطراف الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية الممرات المستخدمة في توصيل المساعدات الإنسانية مع التركيز على التعهد بالاحتفاظ بالميناء مفتوحا للعمل ، وسيكون الأمر كارثياً من الناحية الإنسانية إذا اعتقد الحوثيون أنهم سيحققون مكاسب في المفاوضات السياسية إذا أقدموا على تدمير الميناء ..

وعلى المجتمع الدولي عدم مكافأة الحوثيين إذا قرورا انتهاج سياسية الأرض المحروقة وتدمير المنطقة التي تقع تحت سيطرتهم ، ويجب أن تجد أي أعمال عدوانية يقوم بها الحوثيون لتدمير البنيات الأساسية المستخدمة في توصيل المساعدات الإنسانية أقصى مستويات الشجب والإدانة.

وفي نفس الوقت لدينا نحن، كتحالف، خطط لمقابلة كافة الاحتمالات ..

وهذه الخطط هي جزء من كل مكون من مكونات هذه العملية، ليس لدينا خطط عسكرية وإنسانية منفصلة، بل لدينا خطة واحدة متكاملة وتشتمل بشكل تام على جانبي العملية .. وسأوضح هنا خمسة عناصر أساسية في الجانب الإنساني من العملية: .. أولا : توفير المساعدات لسكان الحديدة - أو ما نسميه بمكون "التسريع" في الخطة ..

- تتضمن مساهمة الإمارات 35,000 طن من المساعدات الغذائية الإضافية تم وضعها مسبقاً في اليمن وفي مواقع أخرى مجاورة وذلك لنقلها عن طريق البحر والجو والبر.

- هناك عشرة سفن راسية حالياً أو في طريقها للحديدة .. كما أن هناك سفنا إضافية في المملكة العربية السعودية جاهزة لنشرها في موانئ المملكة.

- سبعة طائرات إماراتية مجهزة لإلقاء المساعدات وجاهزة لعمل جسر جوي.

- 100 شاحنة تعاقدت معها الإمارات لإيصال المواد الغذائية من خلال القوافل البرية من عدن .. وقد قامت أول قافلة بتوزيع المساعدات جنوب الحديدة خلال هذا الأسبوع.

- هناك أيضاً تركيز محدد على احتياجات النساء والأطفال والرجال.

- هذه الأرقام هي إضافة لعشرة آلاف طن من المواد الغذائية التي تقوم الأمم المتحدة بتخزينها سلفاً في الحديدة، والتي تشير التقديرات إلى أنها ستكفي 6.6 مليون نسمة خلال شهر واحد.

.. ثانيا: نحن مستعدون لإعمار الميناء في حال قام الحوثيون بتدميره ..

- قمنا بوضع الرافعات ومواد البناء والخبراء على أهبة الاستعداد لنقلهم والشروع في إعادة إعمار الميناء خلال فترة زمنية وجيزة .. ويهدف ذلك لزيادة السعة الاستيعابية واستئناف الملاحة لسفن المساعدات الدولية والسفن التجارية في أسرع وقت .. وحالياً، هناك رافعتان كبيرتان بالميناء تعمل إحداهما بصورة جزئية.

- قمنا أيضاً بإرسال طواقم لإزالة الألغام لضمان إعادة فتح الممرات البحرية بصورة سلسلة.

.. ثالثا : تم إعداد خطط لزيادة تدفق المساعدات في جميع أنحاء اليمن عبر قنوات بديلة إذا ما عمد الحوثيون على تعطيل أو تدمير ميناء الحديدة ..

- تستهدف خطة الطوارئ البديلة وصول المساعدات للسكان في مدينة الحديدة والمناطق الأخرى وتتضمن عمليات نقل وإلقاء جوي للمساعدات وزيادة تدفق المساعدات عبر الموانئ الأخرى واستخدام طرق جديدة سالكة.

.. رابعا : نقوم بتأمين مخارج آمنة للمدنيين بعيداً عن مناطق الصراع حيث ننسق مع منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ضمانا لجاهزية الخطة .. وقد قامت قواتنا بالفعل بإلقاء منشورات تنبه السكان إلى كيفية تفادي التعرض لأي ضرر إذا ما اقتربوا من المناطق التي بها صراعات.

.. خامسا : نركز على إنهاء الصراعات .. ونهدف لتعزيز الاستقرار في تلك المناطق بصورة سريعة وجعلها آمنة للمدنيين وآمنة لعمليات المنظمات الدولية للإغاثة الإنسانية .. ويشمل ذلك تحديد البنيات الأساسية للعمليات الإنسانية وكذلك قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين في مجال الإغاثة .. ونعمل عن قرب مع لجنة الإخلاء والعمليات الإنسانية حول قائمة بالمناطق التي لا تشملها الهجمات والتي تقع في نطاق عملياتها .. كما أنه لدينا التزام مع الأمم المتحدة للتحقيق في أضرار مثل التي تم الإبلاغ عنها في أوائل هذا الأسبوع والتي طالت الزجاج الأمامي لسيارة لاند كروزر بدون ركاب تابعة لبرنامج الغذاء العالمي.

لا أريد التكهن بما سيؤول اليه مسار العمليات العسكرية ، ولكننا نأمل الوصول إلى نهاية سريعة بنجاح مساعي و وساطة المبعوث الأممي مارتن غريفث ، ومع ذلك علينا نخطط بجدية للخيارات الأخرى المتوقعة ، لأننا نواجه جماعة مسلحة من ايران ولديها الاستعداد لاتباع سياسة الأرض المحروقة مهما كانت التكلفة .. وللأسف رغم أنها لا تشكل إلا 3 % فقط من تركيبة سكان اليمن إلا أنها أخذت 27 مليون يمني رهينة تحت تهديد السلاح ..كما يجب أن نركز جهودنا الآن على مضاعفة العمل الإنساني الذي شرعنا فيه بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

أود هنا التأكيد على جدية والتزام التحالف العربي على الوفاء بالتزاماته الانسانية ومراعاته للقانونين الانساني والدولي .. كما ادعو المجتمع الدولي ايضا إلى الزام مليشيا الحوثي بنفس هذه المعايير، لان شعب اليمن يستحق الاحترام والمساندة من كل الأطراف في ظل مسعى الحكومة الشرعية في تحرير البلاد من الاحتلال الحوثي البغيض وتخليص الشعب من المعاناة على يد الحوثيين .. وعلينا ايضا أن لا ننسى المعاناة التي مر بها أكثر فئات الشعب اليمني ضعفا بما فيهم النساء والأطفال خلال الصراع على يد الحوثيين.

وكما أشارت مي الرياني ممثل اتحاد المرأة اليمنية أمام جلسة قطاع الشؤون الانسانية للمجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أمس الى التقدم الذي احرزته المرأة اليمنية من ناحية الحقوق والتمكين فيما تشهد تلك الحقوق تراجعا شديدا في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين حيث تتعرض الناشطات إلى شتى أنواع التعذيب والمضايقات والاعتقال والتنكيل واقيادهن من منازلهن أثناء الليل.

ويحرص التحالف العربي على حماية أكثر فئات الشعب اليمني ضعفا في ظل رؤية شاملة لرفاهية وأمن كل الشعب اليمني في المستقبل .. وبينما تتجه أنظار العالم الآن نحو الحديدة ، ما زلنا نعتقد أن نهاية هذا الصراع لا بد أن تأتي عبر عملية سياسية مصدرها الشعب اليمني ويقودها اليمنيون أنفسهم تحت رعاية الأمم المتحدة.

ومن منظورنا إن ذلك الاتفاق السياسي يشكل نواة ونقطة انطلاق لرؤيتنا لاستعادة اليمن لعافيته بالكامل ، والتي تتطلب الاستقرار والتنمية والاستثمار ، وعندها سيبدأ اليمن مرحلة جني ثمار التعافي من هذا الصراع المدمر والقضاء على التطرف وتحقيق السلام الدائم //.