الخارجية الروسية: حجج الناتو حول نيته نشر مجموعات قتالية في رومانيا "مجرد هراء"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 فبراير 2022ء) أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، أن حجج الناتو لتعزيز أوروبا الشرقية، بما في ذلك نشر مجموعات قتالية في رومانيا، مجرد هراء، وروسيا لن تهاجم أحد.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: "عسكرة منطقة البحر الأسود هي فكرة قديمة لحلف شمال الأطلسي​​​. يعتزم الحلف تحويل منطقة التعاون السلمية حقًا إلى ساحة حصرية للمعارك الجيوسياسية والتنافس ...".

وأشارت إلى أن "حلف شمال الأطلسي يبرر التعزيز العسكري، تقليدياً، بالتهديد الروسي الأسطوري. أفهم أن هذه الهستيريا في الأسابيع الأخيرة مرتبطة أيضا بهذا، فهم يقولون إن الوجود المزعوم للقوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية يجبر التحالف على الدفاع عن نفسه، وهذا هراء...".

وشددت زاخاروفا على أن "روسيا لا تهدد دول الناتو، ولن تهاجمها فحسب بل ولن تهاجم دول أخرى أيضا. نحن ننتهج سياسة سلمية، وندافع عن السلام، فالسلام هو أحد القيم الأساسية لبلدنا، وخاصة على أراضي بلدنا".

هذا وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، يوم الجمعة الماضي، اعتزام الحلف تعزيز تواجده على الجناح الشرقي على خلفية الوضع المتوتر حول أوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس رومانيا، كلاوس يوهانيس، من قاعدة ميخائيل كوغلنيتشانو العسكرية: "وزراء دفاع دول الحلف سيبحثون الأسبوع القادم كيفية تعزيز تواجدنا في الاتجاه الشرقي. لقد عززنا تواجدنا بالفعل، لكننا ندرس إمكانية المضي في التعزيز، بما في ذلك ونشر مجموعات قتالية في رومانيا، وليس فقط هناك، وإنما في دول إقليم البحر الأسود.

إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الروماني، فاسيلي دينكو، في الـ8 من الشهر الجاري، عن وصول أول مئة جندي أميركي إلى رومانيا للتحضير لنشر بقية القوات العسكرية القادمة بغضون أيام، التي بدورها ستتمركز على الأراضي الرومانية ".

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون: "لقد زدنا تواجدنا في إستونيا وبولندا وسنرسل المزيد من العسكريين والسفن إلى البحر الأسود والبحر المتوسط.. نحن جاهزون عسكرياً ودفاعياً لأي اعتداء محتمل في شرق أوروبا".

وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة، توتراً بسبب زيادة تواجده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، بذريعة حماية أوكرانيا من "تهديد روسي محتمل".

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية، روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا، مؤكدة أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت"، وهو ما نفته موسكو في مناسبات عدة؛ معتبرة أن الاتهامات ذريعة لزيادة الوجود العسكري للحلف بالقرب من حدودها.

كما حذرت الولايات المتحدة ودول غربية روسيا من أنها ستواجه عقوبات اقتصادية قاسية في حال حدوث "عدوان عسكري" ضد أوكرانيا، كما دعت واشنطن وحلفاؤها مواطنيها الموجودين في أوكرانيا إلى المغادرة على الفور.

وتطالب موسكو بضمانات حول عدم توسع حلف الناتو شرقاً نحو حدودها، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق

وفي ظل هذا التوتر حول الوضع في أوكرانيا، تتواصل الجهود الدبلوماسية والمحادثات الكثيفة خلال الأيام الأخيرة سعيا لإحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.