وزير الخارجية الإيراني: واشنطن ترفض إعطاء ضمانات حقيقية بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 فبراير 2022ء) أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن الإدارة الأميركية الحالية، في المفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، ترفض إعطاء ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي، كما فعلت إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقال عبد اللهيان، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نشرت اليوم الأربعاء، "واشنطن ترفض، في المفاوضات، إعطاء ضمانات حقيقية، بأن الإدارة الحالية لن تنسحب من الاتفاق، كما فعلت الإدارة السابقة"​​​.

وأشار الوزير الإيراني إلى أن واشنطن أبلغتهم بموافقتها على رفع "العقوبات المفروضة خلال إدارة ترامب"؛ معتبرا أنه، لو كان لدى الإدارة الحالية حسن نية، لأفرجت عن الأموال الإيرانية، أو رفعت بعض العقوبات.

كما اعتبر أن الفرق بين الوفود الإيرانية ووفود الدول الغربية، في أن "وفد إيران جاء إلى طاولة المفاوضات بمبادرة وجدية، وببرنامج مكتوب منذ البداية".

ورأى عبد اللهيان، أن الوفود الغربية في المفاوضات "تفتقر إلى المبادرة الجادة"، حتى أصبحت الوفود الإيرانية تشك فيما إذا كانت الأطراف الغربية تبحث حقًا عن اتفاق، أو عن رفع العقوبات المفروضة على إيران بموجب الإتفاق النووي، وقرار مجلس الأمن رقم 2231؛ "أم أن لديهم اهتمامًا واحدًا فقط، وهو البرنامج النووي السلمي لإيران".

وشدد عبد اللهيان، في المقابلة الصحفية، على أن هدف بلاده من محادثات فيينا النووية، "هو رفع العقوبات الأميركية أحادية الجانب، وعودة جميع الأطراف إلى التزاماتهم النهائية".

وعن المخاوف الإيرانية وبالنسبة للأطراف الغربية، قال عبد اللهيان، "الطرف الآخر يريد فقط معالجة مخاوفه. وقد أخبرناهم مراراً أنه إذا كنتم تريدون معالجة مخاوفكم بشأن برنامج إيران النووي السلمي، فيجب عليكم أيضًا معالجة مخاوفنا بشأن العقوبات، التي كان من المقرر رفعها وفق الاتفاق النووي".

وتابع الوزير قائلا، "الجانب الأميركي أخبرنا، أن الرئيس يتمتع بحسن نية. وأنهم يبحثون عن اتفاق؛ وليس لديهم الكثير من الوقت للتوصل إلى ذلك الاتفاق".

وأكد عبد اللهيان، أن بلاده تبحث عن اتفاق جيد، وترحب به في أقصر وقت ممكن؛ وقال، "لكن هذا الاتفاق يجب أن يشمل حقوق الشعب الإيراني، وهي رفع جميع العقوبات، التي تم الاتفاق على رفعها في عام 2015، وفق الاتفاق النووي".

ونوه إلى أن هناك "تقدما" أُحرز خلال المفاوضات؛ لكن "لم يتحقق كل ما تحتاج إليه إيران" في الاتفاق النووي.

كما أوضح الوزير أنه لا داعي للقلق من قبل الأطراف المتفاوضة؛ وقال موضحا، "الجزء المتعلق بالتزامات الجانب الإيراني واضح مثل القاعدة الحسابية، وهو ما يتعين علينا القيام به وكيف سيتم التحقق منها. وهو ما سيتم بواسطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لذلك لا يمكن للطرف الآخر أن يقلق".

وأردف قائلا، " نحن قلقون بشأن الضمانات، فلا يزال الجانب الأميركي لا يقدم لنا ضمانة قوية".

وتابع في هذا الصدد، "ليس من المقبول على الإطلاق، بالنسبة لنا، أن يقول الجانب الأميركي إننا سنعقد معكم اتفاقية صالحة حتى نهاية الحكومة الحالية. إضافة إلى أنهم يقولون، إنه حتى بالنسبة لصلاحيتها حتى نهاية هذه الحكومة، هناك عدد من الشروط والهوامش والقيود".

إلى ذلك، تجري في فيينا محادثات بين إيران والقوى العالمية الخمس الكبرى، إضافة إلى ألمانيا، لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، أحاديا، عام 2018.

وتركز طهران، خلال المحادثات، على مسألة رفع العقوبات عنها؛ وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.

واستؤنفت الجولة الثامنة من المفاوضات في فيينا، في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، منذ أيام.

وبعد التشاور في العواصم مع حكوماتهم، سيواصل المشاركون المناقشات، حول احتمال عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال للاتفاقية من قبل جميع الأطراف.