ذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية.. 43 عاماً بين المواجهة وتعيين المصير

طهران، 11 فبراير – (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) ، محمد إسماعيل​​​. أحيت إيران، اليوم الجمعة، عدة فعاليات شعبية للاحتفال بالذكرى الـ 43 لانتصار الثورة الإسلامية في طهران.

وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في كلمة له بالمناسبة " لن نتأمل ولن نأمل بنيويورك وفيينا أبدا وسوف نتأمل بشعبنا فقط".

وأضاف: "نجند طاقتنا لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، والعالم يدرك أن إيران تعتبر أكثر الدول استقلالاً وترفض الظلم بقوة"، مؤكدا أن بلاده تسعى في سياستها الخارجية إلى علاقات متوازنة مع العالم.

وفي التعليق على مسار الثورة وإنجازاتها في البلاد، أوضح محللون سياسيون إيرانيون أن إيران حققت منذ انطلاق ثورتها قبل 43 عاما الكثير من الإنجازات على صعيد السياسة والعلم والتقانة والعسكر والثقافة، كذلك أخفقت في بعض الجوانب.

وقال المحلل السياسي الإيراني، مختار حداد: "الثورة الإسلامية حققت التقدم للشعب الإيراني وللبلاد، حيث إنه قبل الثورة الإسلامية كان نظام الشاه لا يهتم لموضوع التقدم وتطوير البلاد".

وأضاف: "إذا قارنا بين الإحصائيات الآن، وما كانت عليه قبل انتصار الثورة الإسلامية نرى أن هناك فرقاً شاسعاً"، مضيفاً: "مثلا في موضوع التقدم العلمي تحققت إنجازات كبيرة جعلت إيران من الدول المتطورة في المجالات العلمية، وحققت الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وفي المجال الطبي أيضاً، والبحوث العلمية الطبية والدراسات العلمية والفضائية حيث إن إيران أصبحت الآن عضو النادي الفضائي وأصبحت عضواً في الدول المتقدمة التي تمتلك التكنولوجيا العالية أو( الهايتيك) كذلك إيران حققت تقدماً في المجال الطبي ونرى أنها أنتجت عدة لقاحات، مثلا في أزمة كورونا أو في تطور

حياة ومعيشة الشعب والأمل بالحياة حيث أن درجة نمو الأمل بالحياة أصبحت كبيرة بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية".

ويرى حداد في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أنه قبل الثورة كانت توجد في إيران 9 جامعات فقط، ولكن الآن جميع المدن الإيرانية تشهد جامعة أو جامعتين أو حتى أكثر من ثلاثة أو أربعة جامعات، حيث إن هناك في جامعة طهران توجد العشرات من الجامعات"، قائلا: "كذلك تم محو الأمية ووصل الشعب الإيراني إلى مستويات جيدة من ناحية حصوله على أمكانيات الرفاهية والخدمية مثل الغاز والكهرباء ومعظم أطياف الشعب يمكنه استخدام الإنترنت والهواتف النقالة وإيران من الدول المتقدمة في هذا المجال، وأصبحت دولة منتجة في جميع الأمور من دون الاتكال على الغرب أو على أحد".

ولفت المحلل السياسي الإيراني إلى أن إيران حققت إنجازات في مجال الحرية السياسية، حيث إن الشعب الإيراني يختار جميع مسؤوليه بدأً من رئيس الجمهورية إلى النواب في البرلمان إلى مجلس الخبراء ومجالس البلدية وما إلا ذلك، قائلا: "نرى أن نسبة المشاركة دائماً عالية في الانتخابات، حيث عندما نشاهد أكثر من 50 إلى 60 بالمئة إلى 70 بالمئة من الشعب في الانتخابات، نرى في الدول التي تدعي الديموقراطية كفرنسا مثلا يشارك 20 بالمئة بالانتخابات البرلمانية وهذا التطور نشهده في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبوجود دور كبير للمرأة الإيرانية في �

�لمجتمع والإنجازات التي حققتها الثورة حتى الآن واضحة للجميع".

التحديات التي واجهتها وتواجهها الثورة بعد 43 عاما

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، فؤاد ايزدي، إن هناك تحديات عامة تواجهها إيران منذ انطلاق ثورتها الإسلامية هي نفسها تواجه جميع دول العالم، وهناك تحديات خاصة تواجهها إيران منفردة منذ انطلاق الثورة فيها.

وأوضح في تصريح لـ سبوتنيك: "لدى إيران العديد من التحديات العامة والتي هي موجودة في العالم كله وتواجهها الكثير من دول العالم ليس فقط إيران، مثل أزمة المناخ والفرق الطبقي المعيشي للمجتمع وهناك تحديات خاصة بإيران وهي أن الحكومات الإيرانية بعد الثورة واجهت عدم قبول بهذا الانقلاب من قبل بعض الدول وخاصة الدول الغربية التي كانت تعتبر أن حكومة الشاه حكومة تابعة لها، وبعد الانقلاب أصبحت الحكومة في إيران خارج سيطرتهم وأشرافهم وتبعيتهم وسعوا خلال الـ 43 عاماً السابقة إلى إحداث انقلاب ضد الحكومة الإيرانية الثورية وكذلك فرضوا ضغوط ومنها الضغط الأقصى

الأخير الذي وضعته أميركا والتي لم تصل إلى أهدافها وفشلت".

وتابع ايزدي: "لأن أعداء إيران وعلى رأسهم الغرب وأميركا ذاهبون إلى الزوال، فإن التحديات التي أمام إيران تتقلص تباعا ومع ضعف أعداء إيران فإن تحدياتها تتقلص تباعا ومع مقاومة إيران المستمرة والثورة الإسلامية فإن أفول هذه الدول وزوالها يقطع مراحله تباعا، حيث يتوجب على إيران في هذه المرحلة المقاومة فقط حتى انتهاء مرحلة زوال تلك الدول"، مؤكدا أن إيران استطاعت على مدى ال43 عاماً السابقة المقاومة أمام التحديات رغم كل المشاكل التي واجهتها".

وأردف أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، قائلا: "إذا نظرنا إلى الجانب العسكري مثلا وباغتراف الدول المعادية لإيران، التي تقول بأن إيران أصبحت خارج السيطرة في هذا الجانب واعترفوا أن إيران أصبحت قوة إقليمية.. الثورة الإسلامية استمرت حتى تحت الضغوط، تقدمت في الجانب العسكري والسياسي والاقتصادي وحتى في جانب الخدمات للشعب"، لافتا إلى أن وضع إيران اليوم بعد الثورة أفضل من بعض الدول الغربية حتى.

وذكر فؤاد ايزدي:"أن ثبات الثورة جاءت من أساسها حيث إن العوائل والشعب الذي قدم الشهداء في هذه الثورة وبعدها في حرب إيران والعراق مازال مستمراً في الحفاظ عليها، هناك نسبة ضئيلة منذ البداية لم تكن مع الثورة ولم تحب الثورة ومازالت هذه النسبة على حالها، وهذه النسبة الصغيرة نفسها تريد من الحكومات المتوالية بعد الثورة بعض الحقوق وإذا ما قدمت لهم هذه الحقوق فإنهم جاهزون للعيش في ظل الثورة حيث إن الرئيس الحالي يسعى إلى توسيع رقعة توزيع الخدمات في البلاد لجذب كل الفئات التي ليست مع الثورة"

ويرى ايزدي، أن السبب الرئيسي لعدم رضا فئة معينة من الشعب الإيراني هو الضغوط المعيشية والاقتصادية وخاصة الضغط الأقصى التي اتبعته أميركا.

وقال: "صحيح أن الضغط الأقصى الذي اتبعته أميركا لم يصل لأهدافه في تغيير النظام أو أخذ امتيازات أكثر من نظام الجمهورية الإسلامية، لكنه أوجد مشاكل للشعب الإيراني ووضع الشعب تحت ضغوط اقتصادية، حيث إنه عندما أنتشر فيروس كورونا في إيران، الأميركيون لم يسمحوا لطهران باستخدام أموالها المجمدة في الخارج ما دفع قسم من الشعب إلى عدم الرضا عن النظام، ولكن هذا القسم من الشعب نفسه كان يعرف أن هذه الضغوط لم تكن بسبب الحكومة الإيرانية".

وأضاف:"اليوم بايدن أيضاً، مستمر في نفس سياسة سلفه ولكن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق في فيينا وإذا تم التوصل إلى اتفاق في فيينا فإن وضع التجارة الخارجية لإيران سيتغير بعض الشيء وبذلك تنخفض الضغوط الاقتصادية عن الشعب الإيراني".