واشنطن تؤكد مواصلة دبلوماسية يقظة مع طالبان بموازاة السعي لحل الأزمة الإنسانية بأفغانستان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 23 كانون الثاني 2022ء) رحبت الولايات المتحدة بالتواصل الأوروبي مع حركة طالبان من أجل حل الأزمة الإنسانية القائمة في أفغانستان منذ سيطرة الحركة على الحكم هناك العام الماضي، لكنها أكدت أنها ستواصل اعتماد ما وصفتها بالسياسة اليقظة في التعامل مع الحركة ونقل بواعث قلقها.

وقال المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، توم ويست، عبر حسابه على تويتر، "يسعدني التواجد في أوسلو مع المضيفين النرويجيين ومبعوث المجموعة الأميركية الأوروبية​​​. نرحب بمبادرة مضيفينا للجمع بين المجتمع المدني الأفغاني وطالبان من أجل الحوار، فقادة المجتمع المدني هم العمود الفقري للاقتصادات والمجتمعات الصحية والمزدهرة".

وتابع أنه "في الوقت الذي نسعى فيه إلى معالجة الأزمة الإنسانية مع الحلفاء والشركاء ومنظمات الإغاثة، سنواصل الدبلوماسية اليقظة مع طالبان فيما يتعلق بمخاوفنا ومصلحتنا الراسخة في أفغانستان مستقرة وشاملة وتحترم الحقوق".

وأمس السبت، غادر وزير الخارجية بالحكومة الأفغانية المؤقتة المشكلة من حركة طالبان، أمير خان متقي، البلاد متجهًا إلى النرويج على رأس وفد رفيع المستوى لبحث قضايا سياسية واقتصادية ومسائل تتعلق بالمساعدات الإنسانية.

وقال نائب الناطق باسم الحكومة الأفغانية المؤقتة، بلال كريمي، لوكالة سبوتنيك إن الوفد سيجري مباحثات مع مسؤولين من النرويج ودول أخرى، وكذلك شخصيات أفغانية، حول المساعدات الإنسانية وقضايا سياسية واقتصادية وتعليمية.

وأضاف كريمي أن الوفد الأفغاني سيجري أيضًا مباحثات مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي حول الاستثمار في أفغانستان، وكذلك حول الأفغان الذين غادروا بلادهم بعد سيطرة حركة طالبان عليها في آب/أغسطس الماضي.

وقد أعلن الناطق الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، الجمعة الماضية، أن الاتحاد الأوروبي بدأ في استعادة الحد الأدنى من تواجد الموظفين الأجانب في ممثليته في أفغانستان لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان ومراقبة الوضع الإنساني، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني الاعتراف بسلطات طالبان العاملة في أفغانستان الآن.

هذا وأعلنت وزارة الخارجية بحكومة طالبان الأفغانية، الخميس الماضي، أن الاتحاد الأوروبي قرر إعادة بعثته الدبلوماسية إلى أفغانستان، بعد أشهر من انسحابها عقب سيطرة الحركة المتشددة على السلطة في البلاد منتصف آب/أغسطس الماضي.

وأغلقت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى سفاراتها وسحبت دبلوماسييها من أفغانستان بعد سيطرة طالبان (منظمة تخضع لعقوبات أممية بسبب أنشطتها الإرهابية) على السلطة منتصف آب/أغسطس 2021 وإعلانها حكومة مؤقتة يخضع أعضاؤها البارزون لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

ولم تعترف حكومات العالم حتى الآن بالحكومة التي شكلتها طالبان، لإدارة شؤون أفغانستان، مشترطة للاعتراف بها أن تفي الحركة بشروط عدة، في مقدمتها ضمان الحريات واحترام حقوق المرأة والأقليات، وضمان ألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للأعمال الإرهابية.

وبوقت سابق، ألمح الاتحاد الأوروبي إلى إمكانية تدشين وجود بسيط على الأرض في كابول، لا يترتب عليه الاعتراف بطالبان.

وكانت حركة طالبان أعلنت في 7 أيلول/سبتمبر 2021، تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان، وذلك بعد بسط سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول في 15 آب/أغسطس 2021، وانتزاع السلطة من الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة الرئيس السابق أشرف غني، الذي غادر البلاد قبل دخول مقاتلي الحركة العاصمة.