فرص وعقبات أمام الحوار الفلسطيني في الجزائر

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 20 كانون الثاني 2022ء) انطلقت جلسات الحوار الوطني الفلسطيني بالجزائر، بعد دعوة الرئيس تبون جميع الفضائل لعقد مؤتمر وطني في الجزائر، ورغم إقرارهم بإيجابية الخطوة، في وقت تعيش فيه القضية الفلسطينية ظروفاً صعبة، يرى خبراء أن العوائق الواقفة أمام مصالحة حقيقية تتجسد في أرض الواقع، كثيرة وصعبة التجاوز.

وحول لقاءات الفصائل الفلسطينية، قال الباحث والمحلل السياسي، علي ربيج، في تصريح لوكالة سبوتنيك، بأن " هذه الخطوة تأتي في ظرف مميز، يمليه تسارع للدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، وكذا انتشار هذا الكيان في المنطقة المغاربية والأفريقية" وأمام هذا الوضع " تسعى الجزائر لتعزيز دورها في دعم القضية الفلسطينية، بثبات على موقفها"​​​.

وبخصوص المنتظر من هذه اللقاءات، أضاف ربيج " بمجرد لقاء الفصائل وقبولها دعوة الجزائر، فهذه خطوة في الاتجاه الصحيح سيكون لها انعكاسات على الأقل، في الداخل الفلسطيني، عند الشعب الذي سيلاحظ أن جميع الأطراف ما زالت تبحث المصالحة، خاصة وأنها وصلت لحد الاقتتال، لهذا من الصعب جداً إقناعهم بالجلوس إلى طاولة واحدة، وحدوث ذلك نقطة إيجابية تحسب للدبلوماسية الجزائرية".

وفي ذات الصدد، يرى الباحث أن نتائج اللقاءات مرتبطة، بعوامل خارجية وداخلية " أولا ماهي درجة رغبة، ومسؤولية الفصائل الفلسطينية؟ يجب أن تفهم جميع الأطراف أن التصالح بينها أمر حتمي، كون القضية الفلسطينية اليوم تخسر أوراقًا عديدة".

من جهته قال المحلل السياسي عبد الرزاق صاغور، في تصريح لسبوتنيك " لا أعتقد أن الجزائر دعت إلى هذا اللقاء، بدون استشارة كل الفصائل المدعوة." مضيفاً "منظمة التحرير وحماس، مدركان أن إسرائيل مستمرة في عملية الاستيطان ، وكسب الوقت لإسقاط دول عربية في مسار التطبيع، والانفراد بالحل في فلسطين منقسمة، لهذا جاءت مبادرة الرئيس الجزائري حيث يمثل اللقاء في هذه الظروف، نجاحا في حد ذاته ".

وعن العقبات التي قد تحول دون تحقيق المرجو من هذا اللقاء، قال الباحث علي ربيج " أول نقطة هي مدى نضج الفصائل الفلسطينية، في تسيير هذه الأزمة الداخلية التي أضعفت القضية، حيث أدرك الجميع اليوم استحالة قضاء أي طرف على الآخر، لأنه متواجد في الشعب الفلسطيني، كما لا يمكن لأي طرف مواجهة إسرائيل وحده، ففي حال وصل الجميع لهذه القناعة، وقدموا تنازلات ولم يرفعوا رايات متفرقة عوض الراية الفلسطينية، فيكمن أن تذلل العقابات الموجودة،".

كما يتوقع محدثنا أن يوظف " الطرف الإسرائيلي كل ما بوسعه لإفشال هذه المفاوضات، وهذا باستعمال أطراف خليجية وكذا المملكة المغربية، بغية إضعاف الدور الجزائري، مثلما حاولوا فعل ذلك في ملفي مالي وليبيا ".

وفي ذات الصدد يرى ربيج " أن السؤال مطروح حول نية القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، في التمسك بحل الدولتين، وعودة القضية لأروقة الأمم المتحدة، أو ستستمر في الخنوع للطرف الإسرائيلي، لهذا على الفصائل التوحد لمواجهة هذا الواقع، ووضع هذه الدول أمام مسؤولية أخلاقية للتحرك أخيرا لصالح الشعب الفلسطيني".

هذا وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في السادس من ديسمبر / كانون الأول الماضي، على هامش زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الجزائر، عن استضافة بلده لمؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، يسبق عقد القمة العربية التي تريد الجزائر جعلها قمة لدعم القضية الفلسطينية.