في عهد صدام حسين كنا تحت نظام وأصبحنا بلا نظام.. الخيانة كانت سبب الهزيمة - مترجم عراقي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 30 ديسمبر 2021ء) اعتبر مترجم عراقي معاصر لغزو العراق، أن العراق ما كان يسقط تحت الغزو الأميركي لولا وجود خيانة، مشيرا إلى أن الغزو أدى لحالة من الرعب بين العراقيين لأنه كان يعني انهيار النظام.

وأشار المصدر إلى الحالة العامة قبيل غزو العراق قائلا: "كانت المعنويات كلها عالية ولولا الخيانة التي ارتكبت من معركة المطار وغيرها من المعارك لكان العراق بقى حتى الآن تحت قيادة الرئيس صدام. ولو لم تكن هناك خيانة وإنهاك للقطاعات العسكرية وتوجيهها بصورة غير دقيقة للأماكن الدقيقة التي كان فيها إنزال، لكنا حتى الآن تحت قيادة الرئيس العراقي راحل صدام حسين".

واعتبر المصدر أن "الخطأ الذي وقع، هو أن الخيانة حصلت في المطار، في معركة المطار الثانية هذا حسب ما سمعنا وما عرفناه نحن، الشعب كان كله متماسكا حسب ما رأيتم في الأخبار، من الصغير إلى الكبير يحملون السلاح، آخر المحافظات التي سلمت بعد طوق قوي جدا من قبل القوات البريطانية والقوات الأميركية التي حاصرتها بشكل مكثف، هي محافظة البصرة".

وأوضح المصدر، الحالة التي نجمت عن الغزو مضيفا "كنا في حالة رعب، كنا تحت نظام وأصبحنا بلا نظام. انخراطي مع القوات الأميركية جاء عن طريق صديقي، قال لي حينها إن لغتك الإنجليزية جيدة جدا، فلماذا لا تأت للعمل معنا ونحن نحتاج إلى مترجمين؟ وبعد أن تأكدت أن هناك حالات اعتقال وقعت بالفعل لبعض الناس الذين كانوا يعملون في بعض الدوائر مثل التصنيع العسكري أو الدوائر الأخرى مثل الدوائر الأمنية، اتخذت قرارا بضرورة أن أحصن نفسي وعائلتي فقدمت وتم قبولي مباشرة وباشرت العمل في نفس اليوم الذي تم قبولي فيه".

وأشار المصدر، إلى محاولات الأميركان البحث عن صدام حسين بعد الغزو "سُئلت أكثر من مرة عن مكان صدام حسين وعن طريق أكثر من شخص، وكان جوابي صادقا بأنني لا أعرف أي مكان؛ وحتى لو كان جوابي بأنني أعرف مكانه، ليس من السهل أن أٌدلي بهكذا تصريح، مثل هذا التصريح قد يؤدي إلى هلاكي في نفس اللحظة، والموضوع الأهم من ذلك، هو أنه لا يوجد شخص على ما أعتقد، عراقي شريف، مهما كان وضعه ومهما كان ما وقع به يستطيع أن يتكلم مهما كان الرئيس. أنا أكثر من مرة تمنيت لو أن أحظى بالرئيس العراقي وأخبئه في بيتي لأن بيتي كان مؤمنا ولا يوجد عليه خطر من أي جهة".

المصدر الذي كان متواجدا مع القوات الأميركية التي ألقت القبض على صدام حسين أوضح بعض التفاصيل قائلا: "بعد عملي معهم بثمانية أشهر تقريبا وصلت أخبار بسرية عالية جدا طبعا، لم يعرف بها أحد، عن وجود مكان اختباء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي هو في منطقة الدور في صلاح الدين، تقع في مزرعة تفصلها تقريبا عن نهر دجلة بضعة أمتار، أي 50 مترا إن لم يكن أقل من ذلك. وهذه المنطقة تسمى بمنطقة المعبر"

وأكد المصدر "المعلومات التي تم تداولها هي أنه تمت الوشاية به من أحد أقارب الحراس وتم التأكد عن طريق المعلومات، عن طريق الحارس الذي كان ينقل المؤونة إلى الرئيس الراحل، والذي لم يكن أحد يعلم أنه حارس الرئيس، وكان صورة مجهولة. لكن ما أثار شك القوات الأميركية هو أن هذا الشخص كان يتبضع من الأسواق ببضائع عالية الجودة، وكانت هناك ماركات يشتريها، وبالنظر إلى وضع العراق والوضع الذي كان يعيشه هذا الشخص، ولد الشك لمراقبة هذا الشخص، وأثناء المراقبة تم الكشف عن الموضوع".

وأضاف المصدر "كنت في مرة من المرات مع الجيش الأميركي، عبرت من جانبي دراجة نارية، كان يركبها ثلاثة أشخاص، أحدهم كان ملثما وله لحية كثيفة ونظارة تغطي نصف وجهه تقريبا، ولدينا ما نسميه الغطرة وفي العراق نسميها شماغ، وكان يلفها لفة عربية (على الرأس) وكانت النظارة تغطي ملامح وجهه، وبعد أن عبروا من جانبي، نظروا إلي، خصوصا هذا الشخص، ورفع يده مسلما وذهب.

وأثناء سلامه كان صوته مغريا وأنا رددت السلامة بكل ابتسامة وجاء صديقي الذي كان معي وهو مترجم آخر، وقال هل عرفت من هذا الشخص؟ فقلت لا. فقال أنا أشك بأنه هو الرئيس صدام حسين. فقلت لا. من أين أتيت بمثل هذا الكلام، ما الذي سيأتي بالرئيس العراقي إلى وسط منطقة السيطرة الأميركية. وكان مطلوب إلقاء القبض عليه وهو الرقم واحد في قائمة المطلوبين.

فقال صديقي أنه مستعد أن يحلف أنه هو. وحاولت أن أغلق الموضوع".

وتابع المصدر "تم التأكد من المعلومات أن شيئا ما يحدث في المنطقة، خروج أشخاص ودخول أشخاص بطريقة مكثفة أثار الشك والريبة. فتمت مراقبة هذه المنطقة رقابة دقيقة جدا، واكتشفوا بالفعل وجود شخص مهم جدا هنا".

وشرح المصدر، ملابسات القبض على صدام حسين قائلا "تم إرسال قوة عسكرية خاصة، من القوات الخاصة. الصراحة لا أعلم هذه القوات تابعة لمن وما اسمها. طوقت المكان، طوقت المزرعة، أثناء تطويق المزرعة حدث إنزال جوي، ثم سمعت أصوات انفجارات عديدة في المكان وبعد أن وصلنا نحن، القوة المساندة لهم، اتضح أن هذا المكان، لم يسمحوا لي أنا بالاقتراب صراحة، وقالوا أنك لا ترتدي قناعا واقيا، فسألت لماذا؟ ما الموجود هنا لأرتدي قناعا واقيا، فقالوا سنفهمك فيما بعد، وأخرجوا أشخاصا من هناك، وبعد أن أخرجوهم سألت ما هو موضوعهم فقالوا، لا دخل لك أنت، ليس لديك حق بالتحدث، الت

وتابع المصدر، "بقيت واقفا جانبا وكان الوقت ليلا أقرب إلى الفجر وكان الجو باردا جدا لأن المكان قريب من نهر دجلة، فقال الضابط المسؤول عني، هذا الرئيس صدام حسين، وهذه قوة لإلقاء القبض عليه، حتى نحن منعنا من أن نصل إليه. فقلت حسنا وسألت عن الأقنعة فقال هذا لكي لا يعرض نفسه لإطلاق النار أو يشتبك مع القوات الأميركية، فضربت المنطقة بغاز منوم، على مساحة كيلومتر مربع (واحد)، في الغرفة والمزرعة التي كان هو بداخلها".

وأضاف المصدر "بعد أن أخذوا الرئيس بالطائرة، انتهى الموضوع وانسحبت القوات، وأمسكت القوات التي أنا كنت فيها الأرض، ودخلت أنا مع ضابطين للمكان وهو عبارة عن غرفة عادية لشخص عادي، عرضها 3 أمتار ونصف وطولها أربعة أمتار تقريبا، مجهزة بسرير نوم عدد 2 وملابس فاخرة، أحذية طبية عدد 2 ومستلزمات المعيشة من الملابس والعطور الراقية، كانت هناك في الغرفة مقتنيات مثل ساعة يدوية للرئيس وكانت هناك بعض الصور لعائلته وكان هناك مسجل للتسجيل الصوتي مع أشرطة فارغة وأشرطة مسجلة بصوت الرئيس الراحل وكانت هناك أشياء ثمينة وكان هناك مسدسه الشخصي وكان هناك ما لم يسمحوا

لي بالاقتراب منه صراحة، رغم كل ثقتهم بي، كانت هناك بندقية كلاشينكوف موجودة أيضا".

وأضاف المصدر، "الرئيس الراحل كان قد أرسل الحارس الشخصي كما قال هو في المحاكمة لدعم أولاده في منطقة الموصل، فقال له أنا لم أعد اجتاحك، اذهب مع أولادي إلى هناك وحافظ عليهم قدر الإمكان. هذا كل ما هنالك حسب ما عرفناه. لكن الوشاية وقعت عن طريق أحد الأقارب، لا أعرف اسمه، هذا ما قيل لي، أن أحد الأقارب بلغ وقدم المعلومة وبعد زرع المراقبة تأكدوا من وجود شخص مهم في هذا المكان وعندما وقعت عملية المداهمة اتضح أنه الرئيس العراقي صدام حسين".

وأشار المصدر، إلى المواد التي استخدمت خلال القبض على صدام حسين موضحا أنه "بعد أن انسحبت القوات التي اعتقلت الرئيس، أمسكنا بزمام الأمور، دخلت أنا والجنود الأميركيين إلى المكان، كان هناك زرع لشجر البرتقال وطيور الزينة، نحن في العراق نسميها طيور الحب، كان هناك قفص لهذه الطيور، الطيور كلها بأكملها كانت مغطاة بمادة بيضاء اللون، وكلها ميتة، تسبب هذه المادة، وكانت هناك بعض الماشية، بعض الحيوانات مثل الكلاب السائبة ووجدناها أيضا ميتة ومغطاة أيضا بمادة بيضاء، والشجر اللذي رأيته حين كنت أمشي بين البستان والمزرعة، كان هناك ما يشبه البودرة البيضا�

� على أوراق الشجر وبعد أن وصلت القوات في وقت كان الجو باردا حينها، بقت هذه المادة حوالي يومين أو ثلاثة أيام ثم اختفت ولم تعد موجودة".

وأكد المصدر "سألت عن تلك المادة، وقالوا أنها مادة منومة، استخدمتها القوات التي اعتقلت الرئيس. استطعت أن أحصل على هذه المعلومات من جندي أميركي، حول أن المادة هي غاز منوم لمدة محددة، فلنقل كساعة من الزمن أو كنصف ساعة من الزمن، كالبنج الذي يتم استخدامه في العمليات الجراحية أو شيء من هذا القبيل. توجهنا بدون أن نعرف إلى أين نذهب، جاءت التعليمات فقط بأن علينا أن نتحرك عند الساعة الفلانية وأن نطوق المنطقة ونمسك بها".

وأشار المصدر "كان هناك شخصان تم اعتقالهما مع الرئيس العراقي، قسم منهم يقال إنه حارس المزرعة وقسم يقول أنه الحارس الشخصي المكلف بالحماية، حسب ما حصل كانت هناك غرف لتربية الماشية مقابل الغرفة التي كان يقطنها الرئيس الراحل، تبعد مسافة 300 متر، وهذه حسب جندي، لأنني منعت من الوصول إلى هناك صراحة بإجراءات أمنية مشددة إلى أبعد الحدود، حسب ما قال أنه عثرنا على 17 صندوق ضخم، كبير الحجم، كانت هذه الصناديق عبارة عن دولارات أميركية متسلسلة. تقدر بالملايين، كانت موجودة في أحد غرف تربية الماشية وبعض السبائك الذهبية وبعض القطع الذهبية التي كانت معه في صند�

�ق خاص آخر، تم حمل هذه الأغراض من قبل الفرقة التي قامت بمداهمة الرئيس وأخذها إلى جهة مجهولة، لم نسمع بها إلى أين ذهبت، ولا المبلغ ولا نعرف إلى أين وصلت هذه النقود. وحتى الآن لم يتمكن أي شخص من أن يعرف إلى أين ذهبت هذه النقود. فقط العدد كان أكثر من 17 صندوق كبير، أعتقد الصندوق الواحد يسع من 5 ملايين إلى 9 ملايين دولار في الصندوق الواحد".

ونفى المصدر ما تداولته وسائل الإعلام الأميركية وقتها من أن صدام حسين ألقي القبض عليه في حفرة قائلا : "لنقل أن هذا الحديث فبركة، وكأنه أمسك به أثناء وجوده داخل حفرة. هذه الحفرة، ولكي يكون المشاهد على اطلاع، أنا لم أستطع النزول بها لأنها كانت ضيقة جدا، رغم أن جسد الرئيس كان ضعيفا، حينها كنت أرتدي الدرع، نزعت الدرع الأميركي وبقوة استطعت النزول إلى هذه الحفرة واستطعت الخروج منها بصعوبة. فعلا كانت هناك حفرة وفعلا كان هناك تصميم لحفرة، لكن المعلومة أن الرئيس العراقي تم الإمساك به عن طريق حفرة، أقول أمامكم أن الرئيس كان داخل الغرفة وتم القبض عليه د

وعن القوات الأميركية في العراق وما كانوا يعتقدونه أوضح المصدر "كانت هناك ثلاث توجهات حسب ما صنفتهم أنا، وهذا تحليلي الشخصي كما رأيتهم بعيني. الفريق الأول كان يدعم فكرة أن يحتل وكان الفريق الأول لديه عنصرية هؤلاء من أعراق بريطانية، والدته مثلا بريطانية كانوا يكنون حقدا على الشعب وعلى العراقيين. أما الفريق الثاني فكان لديه عدم قناعة بالموضوع، "نحن انتهكنا حرمة بلد" لكننا مجبرون باتباع السياسة العسكرية لأننا مجندون في الجيش الأميركي. الفريق الثالث كان، إما بسبب تكاليف الدراسة، لأن رسوم الدراسة لديهم في الجامعات الأميركية غالية جدا، فأمامهم

خيار من اثنين، إما أن ينخرط في التجنيد العسكري لفترة معينة بعقد لمدة سنة أو أكثر، فيحصل على دراسة مجانية في الجامعات ورصيد في البنك وراتب مغري، فيستطيع أن يعيش به بعض انقضاء العقد".

وألمح المصدر إلى ممارسات غير أخلاقية للجنود الأميركان قائلا: "حدث معي مرة أن هناك قوة آتية، وأنا خرجت معهم لأنه لم يكن هناك مترجمين لأنني من ضمن التشكيلات، قوة لا أعرفها لكنها تلقب بالفرقة القذرة. خرجنا حوالي الساعة الواحدة ليلا وكان هناك بيت جانب إحدى المعامل وتسكن هذا البيت امرأة عراقية لديها حوالي 5 أطفال أو 6 أطفال وزوجها كان حارسا في المعمل وهو مصري الجنسية. وكان العريف غير مقتنعا بي وبصراحة لم أعجبه وقال أريد أن أختبرك اختبار، وبعد أن دلنا على هذا البيت وفيه هذه المرأة وهي امرأة ضخمة جدا… أخذني هذا العريف جانبا، وقال اذهب وتحدث معها نح�

� كم جندي ونريد أن نقيم معها علاقة ونعطيها مكافأة مالية من كل واحد منا 100 أو 200 دولار. فنظرت له ودفعته، كيف لك أن تتكلم معي في هذا الموضوع؟ وأنت على أي أساس تتحدث معي في مثل هذا الموضوع، فقال أنت مترجم وتابع لنا، وما أقوله تنفذه، فقلت نعم أنفذ لكن ما تحتمه علي أخلاقي وسمعتي ونفسيتي وضميري، ألا أفعل هذا الشيء لكن تكون أن راضيا، فقال حسنا ستقوم بذلك غصبا عنك. فقلت له لن أفعل شيئا غصبا عني وافعل أنت ما تشاء، لن أذهب لامرأة وأقول لها أن تفعل كذا وكذا، إذا أردت أنت أن تعتقلني شخصيا وترسلني إلى غوانتاناموا فلن أستطيع أن أفعل هذا الشيء".

واختتم المصدر القصة قائلا "جندي واحد كان أسود البشرة قال "أشكرك على هذه الشجاعة القوية، أنا أحترمك جدا" فقلت له أن الأمر عادي، فصرخ بي أحدهم وقال "لا تتكلم، أنت قيد الاعتقال"".

وأشار المصدر إلى مصير المترجمين الذين عملوا مع القوات الأميركية "تركونا دون مبالاة، غير مبالين بنا وبأهلنا وعائلاتنا وغير مبالين بوضعنا، لدي اتصال مع المنظمات، ولدي اتصال مع منظمة الهجرة الدولية، لكن لا يوجد جديد. الرئيس ترامب أوقف كل الإجراءات بحقنا وهذا أكبر ظلم اتخذته الحكومة الأميركية ضدنا، الرئيس بايدن، كان من أولوياته أن يساعدنا مع رئيسة الكونغرس نانسي وبعض الجنرالات، لإخلاءنا من العراق. وإلى الآن لا يوجد أي جديد، مهملون، لا سفارة تسأل عنا ولا قنصلية ولا يتواصلون معنا".