خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة بين مؤيد ومعارض

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 26 سبتمبر 2021ء) طارق عليان. تضاربت الآراء والمواقف حول خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس، بين مؤيد للخطاب ومعارض له​​​.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس، إن "ما تقوم به سلطة الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الفلسطينيين في وطنهم لن يوقف نضالهم لتحقيق الحرية على أرضهم".

وأضاف أن "السلطة الفلسطينية لم ترفض أي مبادرة حقيقية وجادة لتحقيق السلام ولكنها في المقابل، لا تجد شريكا في إسرائيل يؤمن بحل الدولتين".

وهدد الرئيس الفلسطيني بسحب الاعتراف بإسرائيل، في حال عدم انسحابها من الأراضي الفلسطينية ومنع تحقيق حل الدولتين، حيث أمهل تل أبيب عاما واحدا للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

كما هدد بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية، من أجل اتخاذ قرار حول شرعية وجود الاحتلال على أرض دولة فلسطين، وحسم المسؤولية المترتبة على الأمم المتحدة والعالم إزاء ذلك.

وقال الكاتب زيد الإيوبي، المحسوب على حركة فتح، في تصريحات لوكالة سبوتنيك إن "خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد أن حركة فتح بقياداتها وكوادرها ورسالتها وأهدافها الأقدر على حمل أمانة المشروع الوطني الفلسطيني والدفاع عن الثوابت التاريخية وريادة شعبنا".

وأضاف "خطاب الرئيس التاريخي يدل على أن حركة فتح قادرة على الابتكار والتحدي وأن إطلاق الرئيس لسيناريو العودة لقرار التقسيم لهو دليل على أن منظمة التحرير هي التي تمتلك مفاتيح اللعبة وهي القادرة على التحكم في مسارات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي".

وبين أن حديث الرئيس عن حق العودة وتأكيده على أن معظم اللاجئين يمتلكون وثائق الملكية لبيوتهم في الداخل المحتل هو "دليل على أن رؤية فتح للصراع مع الاحتلال لن تتوقف عند إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وإنما تتعداها لما يجعل الاحتلال يحسب لحركة فتح وقيادتها ألف حساب".

وفي ذات السياق، وصف الكاتب والمحلل السياسي، عمر حلمي الغول، كلمة الرئيس محمود عباس، بالنوعية التي حاكت معطيات القضية الفلسطينية.

وقال الغول في تصريحات صحفية، إن "كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كلمة نوعية حاكى فيها كل المعطيات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصةً حالة الاستعصاء الإسرائيلي الذي يحول دون حصول شعبنا على حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

وأضاف "الرئيس محمود عباس أوصل رسائل لشعبنا والإقليم والعالم أن شعبنا لن يقبل أن تبقى الأوضاع تراوح مكانها من خلال عرضه لخيارات يجب أن يقف العالم أمامها بجدية".

وأشار الغول إلى أن طرح الرئيس عدة خيارات ومنها العودة إلى قرار التقسيم عام 1947، أو خيار الدولة الواحدة أو الانسحاب من أراضي فلسطين عام 1967 بما فيها القدس الشرقية جاء بسبب "التلكؤ الدولي وعدم تنفيذ القرارات الخاصة بالشعب الفلسطيني، جعل دولة الاحتلال تتمادى بتنكرها للحقوق الفلسطينية وحتى تلغي وجودهم من خلال قانون القومية الذي سنته" على حد تعبيره.

كما اعتبر المجلس الوطني الفلسطيني في بيان له أن خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعاد القضية الفلسطينية لحاضنتها القانونية والسياسية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي، إن خطاب السيد الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة بعث برسائل إلى المجتمع الدولي وأبناء شعبنا، تضمنت خارطة طريق واضحة لاستراتيجية العمل السياسي في المرحلة المقبلة.

وأضاف، في حديث لإذاعة صوت فلسطين مساء أمس، إن "السيد الرئيس وجه رسالة للمجتمع الدولي بأن شعبنا يناضل من أجل الحرية والاستقلال ومن أجل السلام، ولن يحيد عن ذلك النهج".

من جهة مقابلة، اعتبرت حركة حماس، على لسان الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح لوكالة سبوتنيك أن "الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الأمم المتحدة تضمن اعترافا واضحا وصريحا عن عجزه وفشله في تحقيق أي إنجاز عبر مسار أوسلو الذي يتزعمه".

وأضاف "لقد جاء الخطاب دون المستوى والتحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، واستمرار في توصيف الواقع المرير والحالة الفلسطينية المزرية والصعبة التي أوصلنا إليها مشروع التسوية واتفاق أوسلو المشؤوم".

وأشار برهوم إلى أن "الخطاب استند إلى الأسس ذاتها المكررة المرتكزة على إعادة طرح برنامج الاستجداء الذي يرى التسوية والمفاوضات مع الاحتلال وحل الدولتين والدور الأمريكي وسيلة لحل الصراع مع العدو الصهيوني، والذي أثبت فشله على مدار أكثر من ربع قرن من الزمن" حسب تعبيره.

بالمقابل، دان مسؤول إسرائيلي منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الاحتلال الإسرائيلي" عاما واحدا للانسحاب إلى حدود عام 1967.

وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أران في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "أثبت أبو مازن في خطابه مرة أخرى أن وقته قد ولّى".

وأضاف "لقد عرض الرئيس الفلسطيني ذات مرة مقاضاة بريطانيا بسبب وعد بلفور، واليوم يريد العودة إلى خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة".

كما اعتبر عضو الكنيست الإسرائيلي عن الليكود، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يوآف جالنت محتوى خطاب الرئيس أبو مازن مؤشرا على ضعف الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينت.

وقال جالنت "أبو مازن أيضاً على علم بضعف هذه الحكومة ويلاحظ تباين وجهات النظر بين وزراء الحكومة، بالتالي استخدم منصة الأمم المتحدة بغطرسة ووقاحة وبشكل غير مسبوق، حكومة ضعيفة ومنقسمة هي تهديد استراتيجي وأمني على دولة إسرائيل، الليكود سيعمل على تغيير هذه الحكومة السيئة".

هذا وتوقفت المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، منذ 2011، بسبب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجلوس إلى طاولة المفاوضات، في ظل استمرار إسرائيل بقضم أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، لصالح المستوطنين اليهود.