إيران تتهم لندن وواشنطن بالنفاق بعد صفقة الغواصات مع أستراليا

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 23 سبتمبر 2021ء) اتهمت إيران المملكة المتحدة والولايات المتحدة بانتهاج معايير مزدوجة في الملف النووي بعد إبرام صفقة إمداد أستراليا بغواصات ذات وقود نووي عالي التخصيب في وقت تضغطان على طهران للتراجع عن نشاطها النووي.

وقال ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب أبادي، عبر (تويتر)، "الدول التي تلوم إيران، سياسياً، على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60٪ لأغراض إنسانية وسلمية، أغلقت أعينها الآن وقررت بيع غواصات تعمل بالطاقة النووية إلى أستراليا باستخدام وقود يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 90٪"​​​.

وتابع، "بالنسبة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يجب عليهما التخلي عن هذه الواجهة المبتذلة للمعايير المزدوجة والنفاق، وتجنب المساومة بالتزاماتهما بموجب المادة الثالثة من معاهدة حظر الانتشار النووي تحت ذريعة ما يسمى بـ "المخاوف الاستراتيجية"، وفق تعبيره.

وأضاف أنه "بالنسبة لأستراليا، يعد التوصل إلى اتفاق ضمانات مع الوكالة أمرًا جوهريًا"، مشددا "يجب أن يكون للوكالة حق الوصول إلى اليورانيوم عالي التخصيب هناك في وقت معقول ومتفق عليه، ولا يُقبل أي عذر في هذا الصدد. يجب على الوكالة إبقاء مجلس الإدارة على علم بهذا الأمر بشكل منتظم".

وأبرمت أستراليا قبل أيام اتفاق شراكة دفاعية ثلاثية مع الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة المحيطين الهادئ والهندي وبموجب الاتفاق الثلاثي ستقوم واشنطن بتزويد كانبيرا بتكنولوجيا وقدرات تمكنها من نشر غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وبعد هذه الشراكة أعلنت أستراليا فسخ عقد مع فرنسا بنحو 55 مليار دولار أسترالي (تقريباً 31 مليار يورو) لبناء غواصات تقليدية، لافتة إلى أنها باتت تفضّل بناء غواصات تعمل بالدفع النووي بالشراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

واستدعت فرنسا سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور، فيما أعربت أستراليا عن أسفها لهذا القرار، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا كثيرة أخرى.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين الماضي، استعداد واشنطن للعودة إلى مفاوضات فيينا حول الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي، موضحة أنها تتوقع ردا من إيران حول عودتها قريبا لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ عدة أشهر في ظل قلق من إمكانية توصل إيران إلى سلاح نووي.

وجرت في العاصمة النمساوية فيينا، بين شهري نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، ست جولات من المفاوضات، بين طهران والدول المعنية بالاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، للوصول إلى اتفاق لإعادة إحياء الاتفاق الذي تهاوى منذ أيار/مايو عام 2018، حينما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده بصورة أحادية من الاتفاق الذي جرى توقيعه في 2015 بين إيران من جهة وبين مجموعة 5 زائد واحد (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا).

وطلبت إيران تعليق مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي لحين تسلم الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي السلطة، وهو ما حدث بالفعل مطلع آب/أغسطس الماضي، إلا أنه لم يتم الاتفاق على موعد استئناف المفاوضات حتى الآن.