إعلان ماكرون عن قتل الصحراوي ذر للرماد في العيون والإرهاب تغلغل بالمنطقة – خبير أمني تونسي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 سبتمبر 2021ء)   جميل الماس. اعتبر العميد السابق في الحرس الوطني التونسي، علي زرميني، أن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قتل زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى (المحظور في روسيا)، "ذر للرماد في العيون"، وإيحاء بفاعلية باريس في مواجهة الإرهاب​​​.

وقال زرميني، لوكالة "سبوتنيك"، إن "إعلان ماكرون، اليوم، عن تحييد عدنان أبو وليد الصحراوي (زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى) له كثير من الدلالات، الأولى في أن هناك اليوم معارضة يسارية، وحتى من اليمين في فرنسا، حول التدخل الفرنسي في الساحل الأفريقي؛ على اعتبار التكاليف الباهظة التي تسبب بها هذا التدخل، سواء على المستوى المادي أو على المستوى البشري".

وأضاف، ماكرون "يريد من خلال تحييد هذا العنصر الإرهابي أو القيادي الخطير، أن يبرز نجاعة التدخل الفرنسي في المنطقة، والذي في طبيعة الحال ينعكس على كافة الأمن الأوروبي".

كما أشار الخبير الأمني التونسي إلى أن هذا الإعلان يأتي ضمن صراع استراتيجي أميركي – فرنسي، في منهجية مكافحة الإرهاب بالمنطقة وتداعياته على أرض الواقع.

وتابع قائلا، في هذا السياق، "الكل يعلم اليوم أن هناك صراع استراتيجي مهم بين الأميركيين والفرنسيين في المنطقة. وهم بذلك يساعدون الجماعات الإرهابية على التمدد بشكل غير مباشر، من خلال صراعهم؛ لإن الإرهاب شكله دولي، وتنظيمه دولي، ولا يمكن القضاء عليه إلا باتحاد دولي".

وعبر الخبير الأمني عن استغرابه من أن الولايات المتحدة وفرنسا، التي تشاركان في نفس الحلف العسكري (الناتو)، تختلفان في منهج مواجهة الإرهاب.

وحول هذا الأمر، قال زرميني، "الولايات المتحدة أكبر ضالع في تمدد الإرهاب، لأنها تغلب مصالحها الذاتية على مصالح حلفائها في أكبر تجمع عسكري وهو الناتو. هذا الصراع الاستراتيجي الأميركي - الفرنسي، جعل التمدد الروسي يأخذ منحنا مهما جدا، وموقعا مهما في أفريقيا"؛ على حد تعبيره.

"وبالتالي إعلان ماكرون"، وفقا لزرميني، "يوحي بأن الوجود الفرنسي قد يكون فاعلا، ويجعل من المنطقة، منطقة نسبيا أمنة؛ وخصوصا أن هذه المنطقة اليوم أصبحت بؤرة إرهاب واسعة وتؤثر على كافة العالم".

واعتبر أن ماكرون يريد أن يوصل رسالة إلى كل الأطراف، سواء في الداخل أو في الخارج، بأن الوجود الفرنسي فعال ومهم في هذه المنطقة، وقد يأتي بالاستقرار والأمن والقضاء على التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة.

ودعا الخبير الأمني التونسي إلى تغيير الاستراتيجية بالكامل للقضاء على الإرهاب؛ مؤكدا ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الإرهاب، "لأن عدم توحيد الجهود سيدفع الجماعات الإرهابية إلى توسيع نفوذها في المنطقة".

وأعلن الرئيس الفرنسي، في الساعات الأولى من اليوم الخميس، أن القوات الفرنسية قتلت عدنان أبو وليد الصحراوي، زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) بمنطقة الصحراء الكبرى.

جدير بالذكر، أن الولايات المتحدة الأميركية عرضت، في 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، للحصول على معلومات، حول المدعو لحبيب ولد علي ولد سعيد ولد يماني، المعروف باسم عدنان أبو وليد الصحراوي.