أحداث 11 سبتمبر حشدت العالم ضد الإرهاب لكنها لم تؤسس لنظام عالمي جديد - أكاديمي مصري

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 12 سبتمبر 2021ء) مصطفى بسيوني. كان قد مر عشر سنوات على تفكك الاتحاد السوفيتي، وانهيار الكتلة الشرقية، حينما اصطدمت طائرتان ببرجي التجارة العالمي وثالثة بمقر وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001​​​.

وقد كانت الركائز التي بني عليها النظام العالمي عقب الحرب العالمية الثانية قد تآكلت بالفعل، وترنح بعدها النظام ثنائي القطبية، منتظرا انهياره بميلاد نظام عالمي جديد على أسس جديدة، توقع البعض أن توفرها أحداث سبتمبر.

وعلى الرغم من أن الأحداث أدت إلى حشد دول العالم في المعركة ضد الإرهاب، وفق ما أعلنه الرئيس الأميركي، وقتذاك، جورش بوش الإبن "من ليس معنا فهو ضدنا"، إلا أن هذا الحشد لم يصمد كثيرا أمام تطور الأحداث، ولم يتميز تأثير تلك الأحداث لا بطول الأمد، ولا بالعمق اللازمين للنهوض بنظام عالمي جديد، هذا ما يؤكده أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد الذي رأى، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، أن "آثار 11 سبتمبر على السياسة العالمية كان مؤقتا ولم يؤد إلى إعادة هيكلة النظام الدولي"، موضحا أن هيكلة النظام الدولي تعتمد على عوامل عدة لا تقتصر فقط عل�

� أن تحتل قضية معينة أهمية كبرى على جدول أعمال المجتمع الدولي".

وأضاف السيد "الأثر على المجتمع العالمي، أن قضية محاربة الإرهاب تحولت إلى قضية عالمية، فكل الدول تقريبا اقتنعت بما ادعته الحكومة الأميركية بأن الإرهاب يمثل الخطر الأساسي على المجتمعات، وبالتالي وجدنا أن الاتحاد الروسي والصين والهند وكل الدول العربية والأوروبية تؤيد جهود الولايات المتحد في الحرب على الإرهاب خاصة تدخلها العسكري في أفغانستان".

تحول الحملة العسكرية الأميركية إلى غزو العراق أربك الحشد الدولي ضد الإرهاب، كما أوضح السيد "ولكن الولايات المتحدة حاولت أيضا تبرير تدخلها العسكري في العراق بزعم أنه يهدف أيضا لمحاربة الإرهاب، ولم يكن ذلك موضع قبول من جانب الاتحاد الروسي وفرنسا وألمانيا والصين، ولذلك ترددت هذه الدول في الموافقة على تدخل الولايات المتحدة في العراق، والذي تحول إلى حملة عسكرية واحتلال، وهذه الدول لم توافق على إعطاء الشرعية لواشنطن في تلك الحملة، عندما طرح الأمر على مجلس الأمن الدولي في صيف 2002".

كما أكد السيد أن "هناك أثر على السياسة العالمية بالطبع، مثلا أوجد الحدث تحالفا من نوع جديد بين دول كانت تتنافس مع بعضها البعض، وتحولت إلى التحالف في مواجهة الإرهاب، ولكن مع نجاح الولايات المتحدة إلى حد ما في غزو أفغانستان ثم غزو العراق، ثم الهزيمة التي لحقت بأكبر تنظيم إرهابي في الشرق الأوسط وهو تنظيم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول]، الذي تخلى عما كان يطلق عليه دولته، جعل قضية محاربة الإرهاب تفقد مكانتها كقضية أولى على جدول المجتمع الدولي، وكذلك قضايا أخرى".

وأضاف "الواقع أن النظام الدولي تشكل، ليس على أساس الحرب على الإرهاب، ولكن على أساس القدرات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية للصين نمت بدرجة كبيرة، ونفس الأمر في أوروبا وكذلك أظهر الاتحاد الروسي توفقا في الابتكارات التقنية في مجالات الصناعات الدفاعية وأظهر درجة من المبادرة  والجسارة على الساحة الدولية، وبالتالي تشكل النظام الدولي على أسس جديدة، وليس من بينها الحرب ضد الإرهاب".

وأوضح السيد أن "الحرب على الإرهاب كان من آثارها أنها غيرت النظام الدولي، ولكنها أوجدت أرضية للوفاق بين القوى الكبرى، ولكنها لم تتحول لأن تصبح إحدى أسس بناء النظام الجديد، بعد تراجع أهميتها، فجرى التحول النظام الدولي على أساس التفاوت في قدرات الدول من الناحية العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والدبلوماسية".

وأشار الأكاديمي المصري إلى أن "القضية التي يمكن أن نعتبرها الآن محل إجماع في المجتمع الدولي بحيث تحل محل الحرب على الإرهاب هي قضية التغير المناخي والتي تحمل تهديدات جدية تجاه المجتمع الدولي، وتحظى باهتمام من الصين والولايات المتحدة، وأوروبا وبدرجة ما الاتحاد الروسي، وهو ما يسهم في تشكل النظام الدولي على أساس القدرات العلمية والتكنولوجية والدبلوماسية وليس على أساس الحرب على الإرهاب".

يذكر أنه في صباح الثلاثاء الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 استولى انتحاريون على أربع طائرات كانت تحلق بأجواء شرق الولايات المتحدة في وقت واحد.

واستخدم الانتحاريون الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة، إذ ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، فيما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) خارج العاصمة واشنطن، بينما تحطمت الطائرة الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا.

وقد بلغ إجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصاً بخلاف الانتحاريين وعددهم 19 شخصا.

وعقب أقل من شهر على الهجمات قاد الرئيس الأميركي، وقتذاك، جورج دبليو بوش عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم "القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] وإلقاء القبض على زعيمه أسامة بن لادن.