نحو 60 مليون إيراني يتوجهون غدا لانتخاب رئيس جديد وسط دعوات مكثفة للمشاركة في الاستحقاق

طهران، 17 يونيو – (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) ، محمد إسماعيل. يتجه غدا الجمعة ما يقرب من 60 مليون إيراني إلى صناديق الاقتراع لاختيار خلفا للرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني، بينما كثف المسؤولين الإيرانيين نداءاتهم لحث المواطنين على المشاركة بكثافة في هذه الاستحقاق الانتخابي.  

وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرحمان فضلي في مؤتمر صحفي، يوم أمس الأربعاء، أن 59 مليون و310 ألف و307 مواطن إيراني مؤهلون للتصويت في الدورة الثالثة عشرة من انتخابات الرئاسة الإيرانية الانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة وانتخابات المجالس البلدية والقروية والعشائرية المزمع التصويت فيها يوم غد الجمعة 18 حزيران/يونيو"​​​.

ويشرف على الانتخابات 70 ألف مراقب من وزارة الداخلية وقوى الأمن والشرطة في البلاد، بينما تبدأ عملية الاقتراع اعتبارا من الساعة 7 من صباح غدا الجمعة بتوقيت طهران وتستمر حتى الساعة 12 ليلا بالتوقيت المحليفي جميع المحافظات والمدن والقرى الإيرانية ويسمح القانون بتمديدها حتى الساعة 2 من منتصف ليل السبت في حال الضرورة.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية بعد انسحاب المرشح الإصلاحي مهر علي زاده وعلي رضا زاكاني وسعيد جليلي، يوم أمس الأربعاء، 4 مرشحين، وهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، ونائب رئيس مجلس الشورى أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ورئيس البنك المركزي عبد الناصر همتي.

وترجح التوقعات واستطلاعات الرأي التي أجريت في البلاد من جهات رسمية تابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وغير الرسمية، فوز المرشح البارز ورئيس السلطة القضائية الحالي إبراهيم رئيسي، وذلك بعد إقصاء مجلس صيانة الدستور معظم المرشحين البارزين من التيار الإصلاحي كرئيس البرلمان السابق علي لاريجاني والنائب الأول للرئيس الإيراني الحالي إسحاق جهانغيري، والرئيس الأسبق أحمدي نجاد.

وذكرت مؤسسة "إيسبا" الرسمية المختصة في إيران بإحصاء استطلاعات الرأي في استطلاع رأي جديد لها، أن 60.6% ممن أكدوا مشاركتهم في الانتخابات سيصوتون لصالح إبراهيم رئيسي يليه محسن رضائي بـ 8% ثم عبدالناصر همتي بـ 3.7% وسعيد جليلي بـ 3.5%.

ولفت وزير الداخلية الإيراني الى أن"السبب الرئيسي لانخفاض نسبة المشاركة المتوقعة هو الظروف التي تحكم اعلانات المرشحين لحملاتهم الانتخابية في ظل وجود كورونا، وهناك قضية أخرى يمكن طرحها وهي عدم وجود منافسة جادة حقيقية في الانتخابات في الوقت الحالي وذلك بعد اقصاء مرشحي التيار الإصلاحي".

وأوضح فضلي، أن عدد مراكز الإقتراع للإنتخابات الرئاسية التي تم تجهيزها من قبل وزارة الداخلية الإيرانية بلغت 66 ألف و800 مركز في المحافظات الواحد وثلاثين الإيرانية بجميع مدنها وقراها، كما تم تجهيز 75 ألف و15 مركزا للإقتراع في الانتخابات البلدية والعشائرية والدورة النصفية لانتخابات مجلس خبراء القيادة في مدن وقرى الجمهورية الإسلامية.

وأكد فضلي أنه تم تجهيز صناديق اقتراع سيارة للسماح بمصابي كورونا بالاقتراع في منازلهم من خلال ارسال مندوبي وزارة الداخلية الى منازلهم لممارسة حقهم الانتخابي.

وكان رئيس لجنة الانتخابات في إيران جمال عرف قد أوضح يوم الثلاثاء الماضي، أنه "وبناءً على الاستطلاعات في المواقع الالكترونية، فإن 37% إلى 47% من المواطنين الإيرانيين سيشاركون في الانتخابات، وهناك أكثر من 59 مليون شخص يحق لهم الاقتراع".

وتعلن النتيجة من قبل وزارة الداخلية، بعد المصادقة عليها من قبل مجلس صيانة الدستور في البلاد السبت القادم 19 حزيران \يونيو الجاري.

وقال متحدث لجنة الانتخابات الايرانية اسماعیل موسوي في تصريح صحفي يوم أمس الاربعاء:"توقعاتنا هو الانتهاء من الفرز وإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية قبل ظهر يوم السبت".

وأضاف: "اذا لم يحقق أي مرشح الاغلبية في التصويت فإنه ضمن القانون يجب اجراء مرحل ثانية من عملية الاقتراع يوم الجمعة التالية أي في 25 حزيران\يونيو القادم، وذلك بين اثنين من المرشحين فقط والذين حصلوا على نسبة تصويت عالية في المرحلة الأولى من التصويت".

وأي نتيجة تخرج من صناديق الاقتراع وفوز أي من المرشحين الإيرانيين الحاليين بمنصب الرئاسة، فإنه يتطلب دخوله قصر "سعد آباد" قرارا رسميا من المرشد الأعلى في البلاد، ومراسم تحليف رسمية بحضور رئيس السلطة القضائية ورئيس المحكمة العليا، وأعضاء مجلس صيانة الدستور، يجريها له مجلس الشورى الإسلامي( البرلمان) بعد نحو شهرين من صدور نتائج الانتخابات.

* دعوات مكثفة للمشاركة بالاقتراع  *

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، دعا في كلمة متلفزة عصر يوم أمس الاربعاء، الشعب إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإفشال ما وصفها ب_"مخططات الأعداء"، وذلك في ظل دعوات لمقاطعة الانتخابات بعد إقصاء المرشحين البارزين من التيار الإصلاحي.

وقال خامنئي:"انتخاب رئيس الجمهورية بنسبة تصويت كبيرة يمنحه قوة وشرعية كبيرة والمشاركة الضعيفة ستزيد ضغوط الأعداء"، متهما "وسائل إعلام معادية" لبلاده بالتحريض على مقاطعة  انتخابات يوم غد.

وحذر خامنئي من مضاعفة ضغوط "الأعداء" اذا انخفضت المشاركة الشعبية في الانتخابات.

كذلك، أعلن الحرس الثوري الايراني، أن كل صوت من أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة صاروخ، قائلا في بيان يوم أمس الأربعاء:"كل صوت من أصوات الشعب الايراني في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو بمثابة صاروخ دقيق يسقط على أعداء إيران".

بدوره، دعا الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الايرانيين الى المشاركة في الانتخابات، محذرا من استبعاد الشعب.

وطالب زعيم الجبهة الاصلاحية خاتمي في بيان الايرانيين بالمشاركة القصوى في الانتخابات، قائلا:"إن البعض يحاول فرض خطته على حساب استبعاد الناس وسلب أصواتهم... يجب علينا التصويت لمنع مصادرة صناديق الاقتراع".

من جانبه، أكد الرئيس المعتدل الحالي حسن روحاني على أهمية المشاركة في الانتخابات، معتبرا أنها تساهم في تقرير مصير البلاد، وتعزز قوة النظام الإسلامي الجمهوري.

كما دعا روحاني في بيان يوم أمس، أبناء الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري غدا الجمعة، مؤكدا أن الإعراض عن صناديق الاقتراع لن يحل أي مشكلة.

ودعا مراجع دين إيرانيين متشددين في مدينة قم شمال إيران في بيانات منفصلة جميع شرائح المجتمع الإيراني للمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية، معتبرين أن المشاركة واجب ديني لإفشال التآمر الدولي وتعزيز موقف الجمهورية الاسلامية.

كذلك، طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومعظم الاحزاب السياسية الإيرانية ابناء الشعب بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، بينما أعلن الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد مقاطعته الانتخابات وذلك احتجاجا على عدم تأييد أهليته من قبل مجلس صيانة الدستور.