خبراء: تخوف مصري من وجود تنسيق سوداني إثيوبي حول أزمة سد النهضة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 10 يونيو 2021ء) مع اقتراب موعد الملء الثاني لسد النهضة المقرر من الحكومة الأثيوبية، بدأت تحركات جديدة مصرية -سودانية جديدة للضغط على أديس أباب، للتوصل لاتفاق كامل وملزم لضمان استقرار انسياب مياه النيل مستقبلا نحو دولتي المصب السودان ومصر.

وفي ذات الصعيد، رأى خبراء بقطاع الري والمياه، أن الحكومة مصرية، لديها تخوف من وجود تنسيق سوداني إثيوبي حول الخطوة المقبلة لملء السد في تموز/يوليو المقبل، خصوصا أن هناك معلومات غير رسمية تحصلت عليها وكالة "سبوتنيك"، تقول إن " الحكومة السودانية يمكن تقبل باتفاق أولى أو مبدئي حول الملء الثاني في الوقت الحالي لسد النهضة، مقابل حصوله على ضمانات دولية يضمن عدم تضرر السودان خلال عملية الملء الثاني بجانب التوصل لاتفاق شامل وقانوني في وقت لاحقللتشغيل السد بصورة دائمة يضمن حقوق السودان ومصر المائية في المستقبل"​​​.

وفي موضوع أزمة سد النهضة بين الدول الثلاث (السودان واثيوبيا ومصر)، علق الخبير بالقضايا الدولية ومنطقة القرن الأفريقي، الدكتور الرشيد أبو شامة، لوكالة "سبوتنيك"، حول أسباب زيارة وزيري الخارجية والمياه المصريين للخرطوم، قال إن " السبب الحقيقي من زيارة الوفد المصري، تتلخص بقضية سد النهضة، وسعي الحكومة المصرية لتوحيد كلمتها مع الجانب السوداني حول الموضوع الخلاف مع اثيوبيا".

وأشار أبو شامة إلى أن " الحكومة المصرية شعرت بتخوف من تزحزح الجانب السوداني عن موقفه حول رفضه لعملية الملء الأحادي للسد من قبل إثيوبيا"، مؤكدا أن" عملية الملء السد في اثيوبيا ستبدأ بعد 3 أسابيع مطلع تموز/يوليو القادم".

وكشف أبو شامة، " عن وجود تطورات بالملف بين السودان وأثيوبيا خاصة بعد إفراغ الأثيوبيين لسد"تقري"، الواقع على نهر عطبرة السوداني"، مبينا، أن" التفريغ يأتي في وقت يعاني فيه سد "مروي"، الواقع شمال السودان من شح المياه المستخدمة في عمليات توليد الكهرباء ".

ووصف أبو شامة، هذه الخطوة من الجانب الأثيوبي، بأنها " إبداء حسن النية من الجانب الاثيوبي".

ومن جانبه، قال الخبير في قطاع المياه السوداني، البروفسور شرفي عبد الحميد، لوكالة "سبوتنيك "، حول أدوار أميركا والاتحاد الأوروبي حول أزمة سد النهضة، قال إن" الوفد الأوروبي الأميركي، يرسل رسائل محدده حول موضوع سد النهضة وهي أن القضية معقدة ولا يمكن التوصل إلى حل لها بشكل كامل في الفترة ما بين أيار/مايو وتموز/يوليو من هذا العام، ولكن يمكن الوصول إلى حلول انتقالية ومؤقتة او ما سماها بعملية التدرج في الحلول وتجزئة المشكلة خاصة فيما يتعلق بمشكلة السدود في السودان وسلامتها في فترة الملء القادم".

واوضح شرفي، أن" هناك تنسيق غير معلن وتبادل للمعلومات بين إثيوبيا والسودان للحفاظ علي الأجواء الودية بين الدولتين"، وأكد أيضا أنه" ومن الضروري امتصاص الأجواء المشحونة في هذه الدول وكذلك لجملة من الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وطبيعة العلاقة بين الدول الثلاثه" .

وعقب الجمود الذي لازم المفاوضات خلال الأشهر الماضية خاصه بعد انهيار مفاوضات سد النهضة بالعاصمة الكنغولية كينشاسا، فقد اقترح السودان على أثيوبيا بضرورة الاستعانة بوساطه دوليه رباعيه تضم كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية التي تعمل تحت مظله الاتحاد الأفريقي لمساعده الأطراف الثلاثة في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملأ وتشغيل سد النهضة الذي يخاطب كل الأطراف.

وتوقفت جولات التفاوض الأخيرة التي يرعاها الاتحاد الأفريقي في 28 أب /أغسطس الماضي، ولم يسفر عنها أي تقدم، وفي ذات الوقت تواصل إثيوبيا في عملية بناء السد، وذلك وفقا للاتفاقية التعاون وإعلان المبادئ التي وقعت في العام 2015 بين الدول الثلاثة بالخرطوم، حيث منحتها الحق في الاستمرار في البناء بالتوازي مع التفاوض للوصول إلى اتفاقية الملء والتشغيل سد النهضة بل أن إثيوبيا تجاوزت ذلك الحق بإنفاذ المرحلة الأولى من الملء والتي تقدر بحوالي 4.9 مليارات متر مكعب في خلال تموز / يوليو من العام الماضي.

وأكدت مصر والسودان عقب مباحثات جمعت يوم أمس الأربعاء وزراء الخارجية والموارد المائية والري في كلا البلدين، أهمية التوصل لاتفاق شامل وقانوني لتشغيل وملء السد الاثيوبي قبل موسم الخريف المقبل، كما يجب التحرك دوليا للضغط على إثيوبيا لإبرام اتفاق مع الخرطوم والقاهرة لضمان انسياب المياه بصورة اعتدادية حسب الاتفاقية الثنائية بين السودان ومصر الموقعة في العام 1959.