القنصل الفلسطيني في بنغازي الليبية: مواقف الحكومات العربية تجاه القضية الفلسطينية متواضعة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 19 مايو 2021ء) نادر الشريف. اعتبر القنصل العام لدولة فلسطين في بنغازي الليبية، أحمد جرار، أن المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية "متواضعة" لأنهم لا يملكون الأوراق للضغط على الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، حسب وصفه​​​.

وقال جرار، في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك" للحديث حول التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إن "الموقف العربي موقف جاد ولكن مع الأسف متواضع لأنه لا يملك الأوراق لكي يضغط على الإدارة الأميركية". 

وتابع ""العدوان الصهيوني ليس المرة الأولى التي يستخدم القوة الغاشمة في حق إخواننا في قطاع غزة، سبق وأن استخدمها في عدوانه آخرها كان في عام 2014".

وأكد أن "هذه المرة الكيان بدأ يستهدف بشكل مباشر وعمداً جميع البنية التحتية لقطاع غزة وجميع الأماكن السكنية ولم يخجل بل قام باستهداف مقرات للصحفيين وكالات أنباء عالمية".

ورداً على سؤال بشأن اعتراض واشنطن على بيان مجلس الأمن الدولي بشأن ما يحدث في قطاع غزة، أوضح القنصل العام الفلسطيني في ليبيا أن "التفسير واضح وسهل هذا الكيان محمي بالفيتو الأميركي".

وتابع "أصبح مجلس الأمن الدولي عاجزا ومشلولا ولا يستطيع أن يأخذ ويجبر هذا الكيان على تنفيذ القرارات الدولية وهنا تكمن المشكلة هو في عجز المجتمع الدولي والقانون الدولي ومجلس الأمن الذي له وظيفة واضحة وهي حفظ السلم العالمي لم يستطيع بسبب الفيتو الأميركي تطبيق القرارات الدولية".

وأشار إلى أن "مجلس الأمن لم يستطيع حتي أن يصدر أي بيان صحفي وهذا تحيز غير معقول ويوضح للعالم أجمع أن الإدارة الأميركية إدارة تكيل بمكاييل متعددة ولا تشاهد إلا بعين واحدة ولا تعطي أي أهمية لحقوق الإنسان وكما يدعون أنهم حماة لحقوق الإنسان بالعالم".

وحول الاتصال الذي سيجري بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الفلسطيني محمود عباس هل سيأتي هذا الاتصال بنتائج ملموسة لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة  قال جرار إن "لست متفائل هؤلاء الناس تعاملوا معاً بدبلوماسية المراوغة وهدفهم هو حماية هذا الكيان وعدم تمكين العالم من إدانة هذا الكيان الذي أصبح الآن في ورطة عندما هبت كل شعوب الأرض لمناصرة الحق الفلسطيني".

ونوه بأن "الأمريكان يسعوا بأي وسيلة للالتفاف على إنجازات شعبنا وعدم تنفيذ المطالب التي ينادي بها أهلنا في فلسطين المحتلة وخاصة في القدس التي تتعرض إلى عملية تهويد واسعة وطرد السكان الأصليين منها والاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية".

وطالب القنصل الفلسطيني في بنغازي أن "هناك مطالبة واضحة للفلسطينيين وهي تنفيذ اتفاقية أوسلو التي تنص على الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، منذ نحو شهر، بسبب اعتزام إسرائيل طرد عائلات فلسطينية من منازلها بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية، إضافة إلى الإجراءات التعسفية في محيط المسجد الأقصى، واقتحام المستوطنين لباحاته.

ومنذ الاثنين الماضي، تصاعدت حدة المواجهات، بعد أن أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخ تجاه إسرائيل، ردا على ما وصفتها بـ "انتهاكات بحق المسجد الأقصى والمواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس"، فيما تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، وتستهدفه بقصف مدفعي، ما أسفر عن مقتل أكثر من مئتي فلسطيني حتى الآن، بينهم نساء وأطفال؛ وإصابة الآلاف، فضلا عن تدمير هائل في البنية التحتية للقطاع.

وفي ذات الوقت، تتعرض مدن وبلدات إسرائيلية لقصف بصواريخ فصائل فلسطينية، ما أدى لمقتل أكثر من 10 إسرائيليين وإصابة المئات.

وتوالت الدعوات العربية والدولية لاحتواء التصعيد القائم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل؛ وأجرت روسيا اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية وحركة "حماس" في غزة، في مسعى للوصول إلى التهدئة ومنع تفاقم الأزمة.