السودان يدرس مبادرة رئيس الاتحاد الإفريقي حول سد النهضة وواشنطن تدعو لتحسين آلية التفاوض

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 مايو 2021ء) أعلنت الخرطوم، اليوم السبت، أنها تدرس مبادرة تقدم بها الرئيس الكونغولي، فيلكس تشيسيكيدي، بصفته رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، والذي يزور السودان حاليا، بشأن أزمة مشروع سد النهضة الإثيوبي، فيما أكدت واشنطن أهمية إشراك المجتمع الدولي لجانب الاتحاد الإفريقي في متابعة المفاوضات.

وقالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، في تصريحات نقلها إعلام مجلس السيادة الانتقالي، إن "الرئيس تشيسيكيدى تقدم بمبادرة حول موضوع سد النهضة بصفته رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي"، مشيرة إلى أن "المبادرة قيد البحث من الجهات المختصة"​​​.

وأشارت إلى "إيمان السودان بأن مشروع سد النهضة يمكن أن يكون مفيدا بالنسبة للدول الثلاث ولأفريقيا، في حال قام على التوافق، لافتة إلى أن ذلك هو ما يسعى السودان من أجله في الوقت الراهن".

في السياق، جاء في بيان للخارجية السودانية، تناول لقاء الوزيرة مريم الصادق المهدي مع المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، في الخرطوم، أن فيلتمان "أبدى تفهماً عميقاً لموقف السودان، وأكد أهمية قيادة المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الإفريقي بإشراك المجتمع الدولي، وتحسين الآلية التفاوضية على أن ترتكز على الفعالية والنتائج".

فيما ذكر بيان لمجلس السيادة الانتقالي السوداني أن رئيس المجلس، عبد الفتاح البرهان، أكد خلال لقائه بفيلتمان "موقف السودان الثابت مع الحل التفاوضي للخلافات بين دولة المنبع ودولتي المصب، وضرورة التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث حول قضايا الملء والتشغيل".

وعن الخلاف الحدودي مع إثيوبيا، أكد البرهان أن "انتشار القوات المسلحة الأخير تم داخل الحدود السودانية التي أقرتها إثيوبيا في عدد من المناسبات، وحددتها الاتفاقيات التاريخية، ولم يتبق إلا وضع العلامات الحدودية بين البلدين"، مضيفا أن السودان مستعد "للتعاون مع إثيوبيا في حل قضاياها الداخلية انطلاقا من علاقات حسن الجوار بين البادين".

من جانبها جددت أثيوبيا المضي في ملء وتشغيل السد وفق الخطة الموضوعة، منتقدة محاولات الخرطوم والقاهرة لتدويل القضية.

وقال الناطق باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، في مؤتمر صحافي، بحسب بيان للوزارة، إن "بناء السد وملئه سيتم وفقًا للجدول الزمني"، مضيفًا أن إثيوبيا ثابتة على موقفها من استخدام موارد مياه النيل بشكل عادل ومنصف مع عدم التسبب في أي ضرر كبير لدول المصب".

وقال إن إثيوبيا ملتزمة بتطبيق شعار "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية" بالنسبة لمفاوضات سد النهضة، وأن السودان ومصر تقومان بتدويل الأمر بلا داع".

وفشلت جولة مفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي عقدت في كينشاسا برعاية رئيس الكونغو الديمقراطية رئيس الاتحاد الإفريقي فيلكس تشيسيكيدي.

وتصر أديس أبابا على تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة بدون التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان حول قواعد الملء والتشغيل؛ وهو الأمر الذي ترفضه مصر والسودان.

كما رفضت إثيوبيا المقترح السوداني، الذي أيدته مصر، بالاستعانة بوساطة دولية رباعية بقيادة الاتحاد الأفريقي؛ رحبت بها الجهات المدعوة للتوسط.

وفشلت كافة جولات المفاوضات، التي بدأت، منذ نحو 10 سنوات، في التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد.

وبدأت أثيوبيا في بناء "سد النهضة" على النيل الأزرق في عام 2011 بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل؛ فيما تخشى السودان من تأثير السد على السدود السودانية على النيل الأزرق.