الأمم المتحدة تحذر من خروج التوترات في الضفة عن السيطرة وتدعو لمحاسبة مدبري أعمال العنف

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 06 مايو 2021ء) حذر المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، اليوم الخميس، من خروج التوترات في الضفة الغربية عن السيطرة، في ظل مساعي إسرائيلية لإخلاء مناطق فلسطينية بالقدس في مواجهة رفض سكانها.

وقال المنسق الأممي في بيان "أشعر بالقلق العميق حيال تصاعد التوترات والعنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء شهر رمضان"، مبينا أن "في الأيام القليلة الماضية وحدها قتل فلسطينيان، امرأة وطفل، على يد القوات الأمنية الإسرائيلية، إما في سياق المواجهات أو الهجمات، كما قتل إسرائيلي في إطلاق نار على يد فلسطيني"​​​.

ودعا القوات الإسرائيلية "لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وعدم استخدام القوة المميتة سوى في الحالات التي يتعذر فيها بشدة تجنب ذلك"، داعيا "لمحاسبة مدبري أعمال العنف على كلا الجانبين".

وأعرب عن قلقه جراء الأحداث في حي الشيخ جراح، داعيا السلطات الإسرائيلية لوقف عمليات الإخلاء والهدم.

وحث القادة الدينيين والسياسيين والمجتمعيين من الجانبين بالوقوف ضد العنف والتحريض، محذرا من "خروج الوضع عن السيطرة ما لم يتم معالجته".

وقدّم أهالي حيّ الشيخ جرّاح، في القدس الشرقية المحتلة، ردّهم إلى المحكمة العُليا الإسرائيليّة، اليوم الخميس، مؤكّدين رفضهم لأيّة صفقة مع المستوطنين، بشأن إخلاء منازلهم.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أمهلت، الأحد الماضي، أهالي الحيّ، حتى اليوم، للتوصّل إلى اتفاق مع المستوطنين حول منازلهم، قبل إخلائها، لكنّ رد أهالي الحي جاء حاسما، وتمثل في تمسّكهم بمنازلهم.

وجاءّ ردّ الأهالي، بعد ساعات من دعوةِ الاتحاد الأوروبي، إسرائيل، إلى التخلي عن قرارها بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحملت الدعوة تحذيرا من تداعيات إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية، المتمثلة بسرقة وهدم المباني وتهجير الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وجاء الرفض القاطِع من قِبل الأهالي الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، على أساس أن الاتفاق، الذي عرضه المستوطنون، ينصّ على اعتراف الأهالي بملكية المستوطنين للأرض، واعتبار الأهالي "مستأجرين محميّين"؛ وأن أيّ اتفاق مع المستوطنين سيعني اعترافَ أهالي الحيّ بملكيّة المستوطنين للأراضي التي بُنيَت عليها المنازل.

وواصلت قوات الأمن الإسرائيلي القمع والاعتداء على المعتصمين في حي الشيخ جراح، تصديا لمخطط إخلاء عائلات فلسطينية وتسليم عقاراتها ومنازلها للمستوطنين.

ومنذ أيام، تواصل القوات الإسرائيلية قمع الاعتصام في الشيخ جراح؛، واعتقلت في ساعات متأخرة من الليل، عشرات الشبان المقدسيين من عدة أحياء في المدينة.

ووفقا للهلال الأحمر في القدس، سجلت 22 إصابة، جراء اعتداءات قوات الاحتلال على المعتصمين في حي الشيخ جراح، مساء أمس؛ حيث تم نقل إصابتين للمستشفى، وباقي الإصابات تم علاجها ميدانيا.

وكانت عشرات العائلات الفلسطينية وصلت إلى حي الشيخ جراح بالقدس، بعد تهجيرهم من مدنهم وقراهم، في أعقاب قيام دولة إسرائيل، عام 1948.

وأقامت العائلات في الوحدات السكنية بالحي، حسب الاتفاق بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مع الحكومة الأردنية، التي حكمت الضفة الغربية والقدس، حتى العام 1967.

وتخشى العائلات الفلسطينية (عددها 27)، من قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بطردها من هذه المنازل، التي أقامت فيها منذ العام 1956.