الجيش الإسرائيلي يتهم إيران بالتورط في استهداف سفينة تجارية بخليج عُمان

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 28 فبراير 2021ء) اتهمت قيادة الجيش الإسرائيلي إيران بالتورط في استهداف سفينة تجارية إسرائيلية في خليج عُمان الخميس الماضي، واعتبرت أن ذلك الاستهداف يمثل جانبا من تهديدات تتعرض لها إسرائيل على جبهات عدة.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال حفل أقامه الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد لتكريم الوحدة 8200 في هيئة الاستخبارات "تقديرا لنشاطها العملياتي واسع النطاق للحفاظ على أمن إسرائيل"، "تواجه دولة إسرائيل تهديدات كثيرة بشكل دائم​​​. جميع الجبهات شاغلة وجميعها بحاجة إلى استخبارات. ضد صاروخ أو عملية تسلل أو عملية في مجال السايبر ضد سفينة أو ضد تهديد على طائرة. الاستخبارات حاضرة في كل هذه الجبهات بشكل لا يمكن دونها".

وأضاف كوخافي "في نهاية الأسبوع المنصرم تلقينا تذكيرًا في إحدى هذه الجبهات من أحد أكبر التهديدات في المنطقة أي إيران وتلقينا تذكيرًا بأن إيران لا تشكل تهديدًا نوويًا فحسب بل تنشر الإرهاب وتستخدم الإرهاب ضد أهداف مدنية".

وتابع كوخافي قائلا إن "جيش الدفاع يعمل وسيعمل ضد التهديدات التي يتعرض لها في الدائرتيْن القريبة والبعيدة وسيعمل ذلك بفضل الاستخبارات النوعية التي تقدمها هيئة الاستخبارات".

وتوجه وفد أمني إسرائيلي، صباح اليوم، إلى الإمارات العربية المتحدة لإدارة التحقيقات في تفجير تعرّضت له سفينة إسرائيليّة قبالة سواحل عُمان الخميس الماضي، حيث رجّح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن إيران تقف وراءه.

وذكرت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية، أن "طائرة تنفيذية خاصة إسرائيلية X4-CUZ- أقلعت من مطار (بن غوريون) إلى أبو ظبي كجزء من التحقيق في انفجار سفينة يملكها رجل أعمال إسرائيلي بالقرب من خليج عمان. ومن المتوقع أن تعود الطائرة إلى إسرائيل مساء اليوم".

ومن جهتها أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عبر موقعها الإلكتروني، بأنه "من المقرّر أن تعقد الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة اليوم الأحد، اجتماعًا لبحث التفجير. حيث تعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة أنّ الحرس الثوري الإيراني أطلق صاروخًا أو صاروخين أثناء مرور السفينة بمحاذاة مضيق هرمز، ومع علمه بأنها سفينة إسرائيلية".

وبحسب الصحيفة، فقد "عبّرت أجهزة الأمن الإسرائيليّة منذ مدّة طويلة عن خشيتها من أن تختار إيران الساحة البحرية للاشتباك مع إسرائيل، وحذّرت من قابليّة هذه الفرضية للتحقق، وأنها تهدّد حريّة الملاحة في المسارات البحريّة، ما يسبّب أضرارًا كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي".

ورجّح مسؤولون رفيعو المستوى في الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، بحسب "هآرتس" أنّ يؤثّر التصعيد في الساحة البحريّة بشكل كبير على دخول البضائع إلى إسرائيل. وسيؤدي التصعيد خاصة في مضيقي باب المندب (جنوبي البحر الأحمر)، وهرمز (بين سلطنة عُمان وإيران)"، إلى أن تختار شركات عدم الوصول إلى إسرائيل، بينما ستدفع الشركات التي ستوافق على الوصول إلى إسرائيل مبالغ كبيرة على التأمين، ما سيؤدي إلى رفع أسعار البضائع.

ووفق "هآرتس" فإنّ "90 بالمئة من واردات وصادرات إسرائيل تجري عبر البحر، و12 بالمئة من هذه العمليّات، أي بقيمة تقارب 15 مليار دولار، تمرّ في مضيق باب المندب".

ووفق الصحيفة فإن "سلاح البحريّة الإسرائيلي جَهّز خلال العامين الأخيرين لتهديدات ضد سفن عسكرية وتجارية إسرائيليّة. ويَعْتبر الخطر الأكبر على هذه السفن هو الصواريخ الدقيقة وصواريخ كروز التي تطلق من الشاطئ".

ويقدّر مسؤولون كبار في سلاح البحريّة أن "إيران طوّرت قدرات صاروخية تتيح لها تهديد السفن البحرية من البرّ" كما يقدّر المسؤولون أن "حزب الله اللبناني يملك مثل هذه الصواريخ وكذلك (جماعة) الحوثيّين في اليمن".

وتعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، وفق "هآرتس" أن "إيران ترى أنّ الحوثيين قادرون على استهداف السفن الإسرائيليّة، بناءً على طلب (فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني".

وتملك إيران سلاحي بحريّة أحدهما خاضع للجيش النظامي، وآخر للحرس الثوري، بقوة تقارب 20 ألف عنصر، وبحسب تقديرات إسرائيلية فإن "البحرية التابعة للحرس الثوري هي التي تقف وراء استهداف السفينة في خليج عُمان".

وبحسب "هآرتس" فإنّ إسرائيل "لن تتعجّل في اعتبار أن الهجوم على السفينة هو ردّ على اغتيال مسؤولين إيرانيين كبار، أو على هجمات إسرائيليّة في سورية والعراق، قتل فيها ضباط إيرانيون".

وتستعد إسرائيل، بحسب الصحيفة، "لمحاولة إيرانيّة لتأسيس معادلة جديدة، تضرّ فيها بممرات البضائع إلى إسرائيل ردًا على العقوبات المفروضة عليها، كجزء من الحرب الاقتصادية".

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية وقع انفجار في سفينة شحن يملكها رجل أعمال إسرائيلي قبالة شواطئ عمان، الخميس الماضي، كانت على ما يبدو متوجهة من الدمام في السعودية إلى سنغافورة، وهي سفينة مملوكة من قبل شركة "هيليوس" المحدودة وهي شركة إسرائيلية مسجلة في جزيرة مان".

وأكد مالك السفينة رجل الأعمال الإسرائيلي رافي أونغير أن "الانفجار أحدث فجوتين بقطر نحو متر ونصف المتر"، وإنه "لم يتضح بعد ما إذا كان الانفجار ننجم عن صاروخ أم ألغام ألصقت بالسفينة".

وأكد أونغير أن "الانفجار لم يوقع ضحايا في صفوف طاقم السفينة، ولم يتسبب بأضرار للمحرك، حيث وصلت السفينة صباح اليوم السبت، إلى ميناء إماراتي".

ويعتبر أونغير أحد كبار مستوردي السيارات في إسرائيل. وقال إنه "يتوقع ان يتم تحقيق مستفيض في ظروف الحادث، غير أنه رجح أن تكون خلفيته الصراع بين الولايات المتحدة وإيران حول خطوط الملاحة في الخليج".