خبير في الشؤون العسكرية لسبوتنيك: سياسات روسيا ترمي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العالم

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 16 كانون الثاني 2021ء) محمد معروف. رأى العقيد وفيق نصور الخبير في الشؤون العسكرية  في لقاء مع وكالة سبوتنيك إن السياسة الروسية لها صوتا يمتد صداه إلى فضاءات رحبة، والدليل أن روسيا ردت على انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة بالمثل، وهذا حضور روسي لافت وحقيقي​​​.

وقال العقيد نصور إن "معاهدة الأجواء المفتوحة وقعت بين دول الناتو وحلف وارسو عام1992 ودخلت حيز التنفيذ عام 2002، وتنص هذه المعاهدة التي وقع عليها حوالي  34 دولة على أن كل دولة يسمح لها القيام بطلعات استطلاع بطيران عسكري غير مسلح فوق أجواء الدول الأخرى لالتقاط الصور العسكرية ولمراقبة سباق التسلح بين هذه الدول. وكان الغاية من هذه المعاهدة تعزيز الثقة بين حلفي  الناتو ووارسو وتعزيز الأمن والأمان والاستقرار في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبالتالي على كامل الكوكب".

وأضاف: "بعد انهيار حلف وارسو الذي كانت روسيا وريثه الشرعي والأخلاقي والإنساني، والتي تتبنى سياسة متوازنة وعقلانية تقوم على الحوار بين الدول والمشاركة على مساحة العالم تحت سقف المصالح المشتركة لجميع الدول".

وأضاف: "كل سياسات روسيا ترمي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العالم وتحقيق أجواء النمو الاقتصادي وفي المقابل هناك سياسة مغايرة تماما تقودها  الولايات المتحدة الأميركية التي تقتات على دماء الشعوب وإثارة المشاكل حتى مع حلفائها حتى الأوروبيين منهم، حيث تتبنى سياسة الاستعلاء والأنانية والعجرفة وتضع مصالحها في المقدمة حيث شهدت علاقاتها هزات".

واعتبر العقيد نصور أن "هناك سياسة أميركية تهدف إلى تقويض السلم والأمان على سطح الكوكب في إطار ممارسة الضغوط الاقتصادية والعسكرية والأمنية على شركائها الكبار ومنها روسيا  وتحاول جرها إلى سباق تسلح تكلفها حجم اقتصادي كبير وأموال ضخمة تؤثر على عجلة التطور الاقتصادي".

وقال إن "إعلان روسيا اليوم الانسحاب من هذه المعاهدة ردا على انسحاب الولايات المتحدة منها في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. روسيا قدمت الكثير من الطروحات إلى هذه المعاهدة، وهذه المعاهدة هي الثالثة التي تنسحب منها الولايات المتحدة في إطار مراقبة التسلح وتعزيز الأمن والأمان والسلم الدوليين، والآن من معاهدة السموات المفتوحة كما انسحبت عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران وقبلها من معاهدة الصواريخ المتوسطة والخفيفة مع روسيا".

وقال نصور: "هذه استراتيجية السياسات الأميركية القديمة والحديثة. السياسة الأميركية تلعب في الوقت الضائع وفشلت في إقصاء روسيا من هذه المنطقة الحساسة من العالم، وايرانوأفغانستانفغانستان".

وأضاف: "لا مستقبل للهيمنة الأميركية الأحادية على العالم وهذا سبب التخبطات والإرهاصات التي نشاهدها حول العالم.وعلى الرغم من ذلك مازالت الولايات المتحدة تمسك بالاقتصاد العالمي والمنظمة الدولية ولكن هناك تحولات دولية أصبحت واضحة جدا، ولن تقبل بالسياسات الأميركية القائمة على الإملاء والعجرفة والعقوبات الاقتصادية وتقويض المنظمة الدولية" .

وقال "هناك إرهاصات لقوى جديدة ونمو اقتصادي للصين وروسيا التي استطاعت أن تثبت وجودها في المنطقة وخاصة سوريا. حيث استطاعت روسيا مع الصين تعطيل العديد من القرارات في المنظمة أولية الموجهة ضد سوريا. هناك تحولات كبيرة والوجود الروسي في هذه المنطقة مهم جدا في سحب الثور الأميركي الهائج وتهدئة المنطقة بعقلانية للجلوس أخيرا إلى طاولة الحوار لإبرام اتفاقيات ومعاهدات تعيد ألق  المنظمة الدولية وتعيد دور الفانون الدولي الحقيقي لتعزيز الأمن والاستقرار كونهما البنية الأساسية للاقتصاد العالمي".

كانت الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق اليوم بدء إجراءات انسحاب روسيا من معاهدة الأجواء المفتوحة نظرا لعدم إحراز أي تقدم في إزالة العقبات التي تحول دون استمرار عمل الاتفاقية ضمن الشروط الجديدة.