السودان يحذر من تحول إيجابيات سد النهضة لمخاطر بعدم التوصل لاتفاق حول قواعد الملء والتشغيل

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 02 ديسمبر 2020ء) شدد وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، حتى لا تتحول كل "إيجابيات السد إلى مخاطر".

وقال عباس، في مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، "هناك ضرورة لتوقيع اتفاق قانوني وملزم للملء الأول والتشغيل لسد النهضة​​​.. وبدون هذا الاتفاق كل إيجابيات سد النهضة تتحول إلى مخاطر".

وأضاف "يجب أن يكون هناك تبادل يومي للمعلومات بين سد النهضة وسد الروصيرص السوداني، لتفادي المخاطر التي تنجم عن عدم التنسيق بين الطرفين".

هذا وأعلن السودان، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، عدم مشاركته في جلسة وزارية تتعلق بالتفاوض حول مشروع سد النهضة الإثيوبي، مجددا موقفه من عدم جدوى طريقة سير المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الري والموارد المائية السودانية، أن "السودان قرر عدم المشاركة في الاجتماع الوزاري حول سد النهضة الذي تمت الدعوة لعقده بعد ظهر اليوم السبت".

وأكد عباس، في رسالة بعث بها لنظيره الإثيوبي، بيكلي سليشي، "على موقف السودان الداعي لمنح دور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي لتسهيل التفاوض وتقريب الشقة بين الأطراف الثلاثة، وأن الطريقة التي اتبعت في التفاوض خلال الجولات الماضية أثبتت أنها غير مجدية".

وجددت الرسالة التأكيد على "تمسك السودان بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي للتوصل لاتفاق  قانوني ملزم ومرض للأطراف الثلاثة، إعمالا لمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الإفريقية".

وأعرب السودان في الجلسات الأخيرة للتفاوض بين الدول الثلاث عن رفضه استئناف التفاوض حول ملف سد النهضة "بالمنهج القديم"، مشددًا على أهمية إعطاء دور أكبر للخبراء للمساهمة في حل الأزمة.

واستأنف الأطراف الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان، مباحثات حول سد النهضة الإثيوبي برئاسة وزراء الموارد المائية في الدول الثلاث، في مطلع الشهر الماضي، حيث تولى السودان تنظيم الاجتماع.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد حث الدول الثلاث على التوصل لاتفاق حول سد النهضة، معربا عن دهشته لعدم قيام مصر (بتفجير) السد حفاظا على حقوقها المائية.

هذا وبدأت أثيوبيا تشييد سد النهضة على النيل الأزرق عام 2011، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وقد أعلنت أثيوبيا بداية الملء الأول للسد في 21 تموز/يوليو الماضي، قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار بالهضبة الأثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، بدون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.

وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا، حول قضية سد النهضة في آذار/مارس 2015، والذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات، والتي رعت واشنطن مرحلة منها، لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.