بوتين: جرائم النازية لا تسقط بالتقادم وقرارات نورنبيرغ يجب حمايتها فهي أساس القانون الدولي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 20 نوفمبر 2020ء) اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن جرائم النازية لا تسقط بالتقادم ولا تزال استنتاجات محكمة نورنبيرغ سارية المفعول ويجب حمايتها فهي أساس القانون الدولي .

وقال بوتين، في خطابه أمام المشاركين في منتدى "دروس نورنبيرغ ": "لا تسقط هذه الجرائم بالتقادم، فلقد تم تقييمها من قبل محكمة نورنبيرغ، وعرفت كجريمة ضد الإنسانية واعتبرتها المحكمة وفق مفهوم الإبادة الجماعية وشكلت الأساس لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة الإبادة الجماعية، التي تم تبنيها في عام 1948"​​​.

وأضاف " من واجب المجتمع العالمي بأسره أن يتوخى الحذر إزاء قرارات محكمة الشعوب ، لأننا نتحدث عن المبادئ التي تكمن وراء قيم النظام العالمي لما بعد الحرب وقواعد القانون الدولي. وحتى يومنا هذا ، فإنها تظل أساسًا متينًا وموثوقًا للحوار والتعاون البناءين ، ونسيانها ومحاولات تقويضها تشكل ضربة لضمان الأمن في جميع أنحاء المعمورة. هذا هو السبب في أن روسيا تثير هذه الأسئلة بإصرار في جميع منصات التفاوض".

وأشار إلى أن "استنتاجات نورنبيرغ لا تزال صالحة حتى اليوم"، موضحاً أنه قبل شهر، واعتمادًا على قرارات هذه المحاكمات، اعترفت محكمة سوليتسكي الروسية لأول مرة في الإجراءات القانونية الروسية بأن عمليات الإعدام الجماعية بالقرب من قرية جيستيانايا غوركا في منطقة نوفغورود على أنها إبادة جماعية، حيث قتل الآلاف من الأبرياء المسالمين بوحشية.

وأضاف الرئيس الروسي أنه "من واجب المجتمع العالمي بأسره أن يتوخى الحذر إزاء قرارات محاكمة الشعوب، لأننا نتحدث عن المبادئ التي تكمن وراء قيم النظام العالمي لما بعد الحرب وقواعد القانون الدولي. وحتى يومنا هذا، فإنها تظل أساسًا متينًا وموثوقًا للحوار والتعاون البناءين، ونسيانها، ومحاولات تقويضها تشكل ضربة لضمان الأمن في جميع أنحاء الكوكب. هذا هو السبب في أن روسيا تطرح باستمرار هذه الأسئلة في جميع منصات التفاوض".

وأوضح بوتين "نشير باستمرار إلى دروس محكمة نورنبيرغ، ونتفهم أهميتها في دعم حقائق الذاكرة التاريخية، من أجل معارضة قاطعة ومعقولة للتشويه المتعمد وتزوير أحداث الحرب العالمية الثانية، ولا سيما المحاولات المخزية والوقحة لإعادة تأهيل المجرمين النازيين والمتواطئين معهم وتمجيدهم".

وتُعد محاكمات نورنبيرغ من أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ المعاصر، وتناولت المحاكمات في فترتها الأولى، مجرمي حرب القيادة النازية بعد سقوط الرايخ الثالث، وفي الفترة الثانية، تمّت محاكمة الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على البشر. وعُقدت أول جلسة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1945 واستمرّت الجلسات حتّى 1 تشرين الأول/أكتوبر 1946.

وظهر أمام المحكمة 24 متهمًا كانوا جزءًا من القيادة العليا لألمانيا النازية. كانت جميع جلسات المحكمة الـ 403 مفتوحة. تمت تغطية أعمالها على نطاق واسع من قبل الصحافة العالمية ومن بين الذين أدينوا بارتكاب جرائم خطيرة ضد السلام والإنسانية، حُكم على 12 بالإعدام شنقاً. وكان على الباقين أن يقضوا أحكامًا بالسجن مدى الحياة أو بالسجن لمدة طويلة.

يذكر في هذا الصدد أن وكالة ريا نوفوستي للأنباء، أطلقت أمس الخميس، مشروعا تاريخيا تحت عنوان "نورنبيرغ. بداية العالم"، والذي سيقدم مستندات من منظور الشاهد الأول على الأحداث وأرشيفات، وأفلام وثائقية إضافة إلى سرد للأحداث من 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1945 إلى 1 تشرين الأول/أكتوبر 1946، ويتزامن هذا مع الذكرى الـ75 لبدء محاكمات نورنبيرغ.