الأزهر يجدد رفضه الإساءة للنبي "محمد" ويؤكد أنها ليست حرية تعبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 08 نوفمبر 2020ء) جدد الأزهر الشريف، اليوم الأحد، تأكيده على الرفض القاطع لأي إساءة للنبي "محمد"، معتبرا أنها ليست من حرية التعبير.

وأكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بالقاهرة، بحسب بيان للأزهر، "إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حرية تعبير، فنحن نرفضها شكلًا ومضمونًا"​​​.

وأضاف الطيب "نرفض وصف الإرهاب بالإسلامي، وليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فورًا؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع".

وتابع شيخ الأزهر "الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، وسوف نتتبع من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية"، مشددا أنه "حديثي بعيد عن الدبلوماسية حينما يأتي الحديث عن الإسلام ونبيه".

وتابع "تصريح وزير الخارجية الفرنسي في غضون الأزمة كان محل احترام وتقدير منا، وكان بمثابة صوت العقل والحكمة الذي نشجعه".

وشدد الطيب، بحسب بيان الأزهر، "المسلمون حول العالم (حكامًا ومحكومين) رافضون للإرهاب الذي يتصرف باسم الدين، ويؤكدون على براءة الإسلام ونبيه من أي إرهاب".

من جانبه، قال لودريان، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء "لقد قلت لشيخ الأزهر أن المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي ومن تاريخ بلادنا".

وأضاف لودريان " وذكرت شيخ الأزهر بأن المعركة الوحيدة التي نخوضها مع عدد من الدول الصديقة تستهدف الإرهاب والتطرف"، متابعا "واقترح الإمام أن نعمل معا في المستقبل ووافقنا على هذا الاقتراح". 

وأشار لودريان إلى أن "المسلمين هم أول الضحايا لهذا الإرهاب والتطرف هنا في مصر وفي أوروبا أيضا".

وتابع "قلت لفضيلة الإمام إننا نحن بحاجة إلى أصوات التوازن والاعتدال".

وشدد وزير خارجية فرنسا "معا نكافح الأكاذيب ونداء الكراهية ونكافح التطرف والإرهاب".

وأثارت رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبي الإسلام "محمد"، نشرتها إحدى المجلات الفرنسية، غضب المسلمين في كل دول العالم، وأدانت عدة دول من بينها مصر وتونس وتركيا بالإضافة إلى الأزهر الشريف الذي يعد أكبر مؤسسة سُنّية في العالم الإسلامي هذه الرسوم، فيما اعتبرت فرنسا أن تلك الرسوم "حرية تعبير". 

عقب ذلك قام مسلح بمهاجمة مدرس وقطع رأسه في منطقة شمال غرب العاصمة باريس على خلفية نشر الضحية رسوما مسيئة لنبي الإسلام (محمد) داخل أحد فصول الجامعة التي يدرس بها، وتمكنت الشرطة الفرنسية من القضاء على هذا المسلح.

وقال الرئيس الفرنسي إن المواطن الذي تعرض لعملية الذبح كان ضحية هجوم "إسلاموي إرهابي" لأنه كان يدرس حرية التعبير.

وبعد مقتل المدرس الفرنسي وتصريحات ماكرون، شهدت فرنسا هجمات إرهابية، أبرزها عندما أقدم شاب تونسي يبلغ من العمر 21 عاما على قتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة وفي محيطها في مدينة نيس جنوب فرنسا قبل أن تطلق عليه الشرطة النار.

وشرعت السلطات الفرنسية في غلق عدد من المساجد والجمعيات الإسلامية التي تشتبه في ترويجها للفكر المتطرف.