باحث بقضايا الإرهاب: نعيش تهديدا إرهابيا كبيرا والتصريحات المعادية لفرنسا ساهمت بالتصعيد

باريس، 30 أكتوبر – (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) - اعتبر مدير الأبحاث المختص بالإرهاب والجريمة المنظمة في المعهد الفرنسي للبحث حول الاستخبارات آلان رودييه، اعتبر أن فرنسا تشهد اليوم تهديدا إرهابيا كبيراً جداً بسبب عوامل داخلية وخارجية أدت إلى مزيد من التوتر.

وقال رودييه، في مقابلة مع "سبوتنيك" إن المتشددين الإسلاميين "يرفضون مبادئ العلمانية في فرنسا معتبرين أنها مبادئ ضد المسلمين ولهذا السبب يهاجمون الجمهورية الفرنسية".

وعلى الصعيد الخارجي قال رودييه إن الاعتداءات التي تتعرض لها فرنسا مرتبطة بشكل غير مباشر بدبلوماسية فرنسا الفاعلة دوليا وتدخلها في عدد من الملفات منها محاربة الإرهاب في دول الساحل الإفريقي أو التدخل في ليبيا​​​...

وقال رودييه في مقابلة أجرتها معه سبوتنيك:"نحن اليوم نعيش مرحلة تشهد تصاعدا في التوتر وقد تمثّل ذلك في التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة الإرهابي [ المحظور في روسيا]عبر الانترنت مؤخرا ضد فرنسا. "

وأضاف أن "المعتدي الذي نفذ هجوما إرهابيا أمس الخميس في مدينة نيس لبى نداء تنظيم القاعدة ضد فرنسا وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ اعتداءات شارلي إيبدو عام 2015".

هذا وأقدم شاب تونسي يبلغ من العمر 21 عاما أمس الخميس، على قتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة وفي محيطها في مدينة نيس جنوب فرنسا قبل أن تطلق عليه الشرطة النار. وقام المعتدي بنحر شخصين داخل الكنيسة ليقوم بعدها بقتل ثالث في مطعم بالقرب من الكنيسة. وأطلقت الشرطة 14 طلقة على المعتدي وقد تم نقله على الفور إلى المستشفى بعد إصابته بجراح خطرة. وقال مدعي عام الجمهورية لمكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكار أمس الخميس في مؤتمر صحافي إن المهاجم تونسي الجنسية أتى إلى فرنسا منذ قرابة الشهر عبر جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. وأضاف المدعي العام قائلا إن المعتدي صرخ "الله أكبر"

عندما طلبت منه الشرطة الاستسلام فيما تم العثور على قرآن بحوزته.

وتعرضت فرنسا منذ أسبوعين لاعتداء إرهابي آخر بعد أن أقدم طالب لجوء شيشاني على قطع رأس مدرس تاريخ بعد قيام الأخير بإظهار كاريكاتير للنبي محمد لطلابه خلال حصة عن حرية التعبير.

وأكد الباحث المختص بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة لسبوتنيك أن التصريحات المعادية لفرنسا التي أطلقها بعد الساسة خلال الأيام الأخيرة ساهمت بزيادة التصعيد.

وفي هذا الصدد قال :"تصريحات الرئيس التركي إردوغان المعادية لفرنسا وتصريحات رئيس الوزراء الماليزي السابق الذي دعا فيها لقتل ملايين الفرنسيين ساهمت بزيادة التصعيد".

ودعا الرئيس التركي إردوغان الأتراك إلى مقاطعة البضائع الفرنسية قائلا إن الرئيس ماكرون "يحتاج لعلاج نفسي" مما أثار حفيظة باريس التي استدعت سفيرها في أنقرة. وتأتي تصريحات إردوغان بعد تأكيد الرئيس ماكرون على حرية نشر الكاريكاتير في فرنسا وضمنها كاريكاتير النبي محمد (ص) وهو أمر أثار حفيظة العديد من المسلمين حول العالم.

وعبّر آلان رودييه عن خشيته من حدوث أعمال إرهابية في فرنسا خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة متحدثا عن دوامة تؤدي إلى زيادة الاعتداءات.

وقال رودييه إن الإرهابيين يستفيدون من وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة "لنشر دعايتهم وحث بعضهم البعض على تنفيذ الاعتداءات كما يقومون بمحاولات لاستدراج المسلمين والضغط عليهم لكي ينحازوا لهم".

وأضاف:"المسلمون يدركون الفخ الذي يحاول الإرهابيون نصبه لهم ويجب أن يتنبهوا من ذلك. الشعب الفرنسي استطاع مقاومة الشقاق الذي يحاول الإرهابيون زرعه في المجتمع".

ودعا رودييه الساسة في فرنسا الى الوحدة والامتناع عن التصريحات التي تساهم بزرع الشقاق داخل المجتمع والتصرف بعقلانية مضيفا أن "الحرب على الإرهاب هي أيضا حرب نفسية وأيديولوجية".

وأخيرا اعتبر رودييه أن الأوان لم يفت بعد لاتخاذ إجراءات صارمة بمكافحة الإرهاب "على الرغم من تأخر الحكومة في اتخاذ إجراءات من هذا النوع خلال السنوات الأخيرة".