لدى أرمينيا أدلة على إرسال تركيا مسلحين من سوريا وليبيا إلى قره باغ – وزير الخارجية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 29 اكتوبر 2020ء) صرح وزير الخارجية الأرمني، زغراب مناتساكانيان، اليوم الخميس، أن يريفان لديها أدلة دامغة على إرسال تركيا مسلحين من سوريا وليبيا إلى قره باغ.

وقال الوزير، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك: "هناك أدلة واقعية لا جدال فيها على وجود واستمرار إرسال تركيا لمقاتلين إرهابيين أجانب من سوريا وليبيا [إلى قره باغ]، وهذا ما تؤكده البيانات الاستخباراتية للدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتقارير الواردة من منطقة الصراع نفسها"​​​.

وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أنه لم يتم تقديم أي أدلة من قبل الجانب الروسي أو الفرنسي على مشاركة مرتزقة سوريين في النزاع الدائر بمنطقة قره باغ.

وكان الكرملين ذكر بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعرب خلال محادثته مع نظيره التركي ، رجب طيب أردوغان، يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر، عن قلقه الشديد من مشاركة مسلحين من منطقة الشرق الأوسط في الأعمال القتالية في قره باغ، كما شدد على ضرورة بذل جهود من أجل إنهاء إراقة الدماء في قره باغ في أقرب وقت ممكن والانتقال إلى تسوية سلمية للمشكلة.

كما أعرب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، عن قلق موسكو إزاء إمكانية تحول جنوب القوقاز إلى معقل للإرهابيين في ظروف استمرار النزاع المسلح في قره باغ.

ومن جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن 300 مسلح سوري تم نقلهم من سوريا إلى باكو عبر مدينة غازي عنتاب التركية، مضيفا بأنه تم التعرف على هؤلاء المسلحين كونهم ينتمون إلى جماعة جهادية تنشط في منطقة حلب مشيرا إلى أنه يتم إعداد وحدة أخرى من نفس الحجم للمشاركة في النزاع إلى جانب باكو.

وفي يوم الأحد الماضي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أنه تم التوصل لهدنة إنسانية جديدة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قره باغ، بحيث تدخل حيز التنفيذ في الثامنة من صباح اليوم الإثنين بالتوقيت المحلي.

لكن اشتباكات جديدة اندلعت اليوم الأحد بين أذربيجان أرمينيا بعد عدة دقائق من دخول نظام وقف إطلاق النار حيز النفاذ، وتبادل الطرفان الاتهامات في خرق الهدنة وعرقلة تسوية سلمية للنزاع.

وهذه الهدنة هي الثانية من نوعها التي تم إعلانها منذ اندلاع التصعيد العسكري الحاد في إقليم ناغورني قره باغ بعد توصل الجانبين إلى اتفاق مماثل في موسكو يوم 10 من الشهر ذاته خلال اجتماع ثلاثي على مستوى وزراء. الخارجية بمشاركة روسيا.

ودعا عدد من الدول، من بينها روسيا الاتحادية وفرنسا، طرفي الصراع إلى ضبط النفس. كما أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، محادثة هاتفية أشارا خلالها إلى أنه من المهم بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد في قره باغ.

وتجددت الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان في 27 أيلول/سبتمبر، وأقر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، فرض حالة الحرب في عدد من مدن ومناطق الجمهورية وحظر التجول، كما أعلن عن تعبئة جزئية. وسبق ذلك إعلان مجلس الوزراء الأرمني حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب الأحداث في ناغورني قره باغ.

ويذكر أنه في فجر الـ 10 من تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت موسكو، عن توصل وزيري الخارجية الأذربيجاني والأرمني، عقب محادثات استمرت 10 ساعات، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قره باغ وتبادل الأسرى وجثامين القتلى، إلا أنه عقب وقت قصير من بدء سريان وقف إطلاق النار، تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بخرق الاتفاق.

وبدأ النزاع في قره باغ في شباط/فبراير عام 1988 ، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باخ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية. وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين أعوام 1994-992 ، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باخ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها. ومنذ عام 1992كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين - روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.